شهود: «الشبيحة» اقتحموا منازل ومتاجر في جسر الشغور والجيش السوري يتجه نحو بلدة النعمان
نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم إن قوات سورية من الأمن والجيش تتجه حاليا نحو بلدة معرة النعمان على الطريق بين العاصمة دمشق ومدينة حلب بعد أن واصلت تنفيذ عمليات في قرى محيط لمدينة جسر الشغور اعتقلت خلالها المئات. وقد شوهدت آليات ودبابات حول مدينة البوكمال مساء أمس.
وأوضح الشهود أن قوات ومركبات مدرعة وصلت إلى قرية على بعد 14 كيلومترا من بلدة معرة النعمان التي شهدت احتجاجات واسعة على حكم الرئيس بشار الأسد.
وقال لاجئون فارون إن قوات الأمن ومسلحين موالين لبشار الأسد يطلق عليهم اسم «الشبيحة» اقتحموا منازل ومتاجر في جسر الشغور.
وتأتي حملة الاعتقالات التي جرت الاثنين بعد هجوم شنه الجيش على بلدة جسر الشغور الواقعة شمال غرب سوريا استخدم فيه مروحيات ودبابات حيث استعاد السيطرة عليها بعد أسبوع من قول السلطات إن 120 من قوات الأمن قتلوا في الاشتباكات التي أنحت باللائمة فيها على «جماعات مسلحة». لكن سكانا وجنودا انشقوا أكدو أن القتلى مدنيون وأفراد أمن رفضوا تنفيذ أوامر إطلاق الرصاص على المحتجين المطالبين بالحرية والديمقراطية.
في السياق ذاته ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن نشطاء حقوقيين أن الجيش السوري وقوى الأمن تقوم بعملية واسعة النطاق لقمع الاحتجاجات في شمال غرب البلاد.
وتتواصل مظاهرات الاحتجاج الليلية في عدة مناطق ومدن سورية للمطالبة بإسقاط النظام، وقد بث ناشطون على الإنترنت صوراً قالوا إنها لمظاهرات التقطت في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور شمال شرق سوريا تعود لتظاهرة مسائية تطالب بإسقاط النظام.
كما بث ناشطون على الإنترنت صوراً من حي الجميلية بمدينة حلب شمال سوريا تظهر متظاهرين ينادون بالحرية وبرحيل النظام.
وشهد حي كفرسوسة بدمشق تظاهرة ليلية طالبت بإسقاط النظام كما أظهرت صور عرضها ناشطون على الإنترنت.
وأظهرت مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت لصور التقطت في العاشر من الشهر الحالي في حي الميدان بالعاصمة السورية دمشق، أظهرت مجموعة من المتظاهرين تطالب بإسقاط النظام تتعرض للضرب بالعصي والهراوات على أيدي «الشبيحة».
كما بث الناشطون صورا لما قالوا إنها مظاهرة ليلية في مدينة سقبا بمحافظة ريف دمشق دعا المشاركون فيها إلى رحيل النظام.
في هذه الأثناء استمر تدفق اللاجئين السوريين على جنوب تركيا, وأفاد مراسل الجزيرة بدخول نحو ألفي لاجئ جديد مساء أمس الأول.
وقال نشطاء إن نحو سبعة آلاف سوري فروا بالفعل من المنطقة المحيطة بجسر الشغور ولجؤوا إلى تركيا المجاورة في حين لجأ آلاف آخرون إلى مناطق ريفية داخل سوريا قريبة من الحدود.
وقد أكدت رئيسة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس أن أكثر من عشرة آلاف سوري فروا بسبب القمع الذي يمارسه نظام الأسد ولجؤوا إلى تركيا ولبنان.
ووجهت المسؤولة الدولية نداء إلى السلطات السورية كي تحترم المدنيين وتحجم عن استخدام القوة ضد المتظاهرين المسالمين. وأوضحت أموس أن حوالي خمسة آلاف سوري لجؤوا إلى تركيا وخمسة آلاف إلى لبنان.
من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات السورية إلى السماح للعمل الإغاثي بالوصول إلى سكان المناطق المتضررة من عمليات الجيش. وتحدث عن الطابع الوطني للاحتجاجات.
وقال بان إن الوضع في سوريا أصبح مدعاة للقلق وتجاوز الصراع قرية بعينها أو بلدة معينة ليعمّ سوريا كلها، وإن الناس يرفعون أصواتهم مطالبين بالتغيير فترد الحكومة عليهم بهجمات مريعة.
وأضاف قائلا «إنني أحث الرئيس بشار الأسد ثانية على السماح بوصول الإغاثة إلى المناطق المتضررة وبدخول بعثة لتقييم الوضع الإنساني بتكليف من مفوضية حقوق الإنسان».