جمع حاشد وأهازيج أحيدوس وأهلال في استقبال الأمين العام بإيموزار كندر

على إيقاعات الأهازيج الأمازيغية التي تغنت بها مجموعتي أحيدوس وأهلال الفنيتين، حل محمد نبيل بنعبد الله وزير السكنى وسياسة المدينة والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أول أمس الأحد بمدينة إيموزار كندر، في استقبال حار خصت به ساكنة هذه المدينة والساكنة المجاورة لها بكل من صفرو وقبائل آيت سغروشن والبهاليل، زعيم الكتاب الذي دأب على مر سنوات على زيارة هذه المنطقة والمناطق البعيد بالمغرب، وذلك في إطار سياسة الحزب التي تهدف إلى إشراك المواطن في قلب النقاش السياسي، هذا الاستقبال الشعبي الكبير يثبت بالملموس أن الحزب بات يتوفر على قاعدة جماهيرية كبيرة بفضل وضوحه ونضالاته من أجل الجماهير الشعبية.
وكما العادة، كان محمد نبيل بنعبد الله في الموعد من أجل إلقاء كلمته، أمام الساكنة التي حجت بكثافة إلى اللقاء التواصلي الذي نظمه فرع الحزب بصفرو – إيموزار وسيره عضو المكتب السياسي سعيد فكاك، بحيث ذكّر فيها الأمين العام بالتضحيات الجسام التي قدمها حزب التقدم والاشتراكية سواء عبر التاريخ، من خلال نضالاته من أجل تكريس قيم الديمقراطية أو من أجل الحرية، واليوم كذلك لا زال حزب التقدم والاشتراكية يقدم نضالات عدة من أجل إحقاق العدالة الاجتماعية، فالحزب يضيف بنعبد الله من خلال مناضليه ومناضلاته المسؤولين عن تسيير الشأن العمومي والمنتخبين أو غير ذلك يعملون على خلق جسور للتواصل والتفاعل مع جميع المواطنين أينما كانوا عبر مختلف تراب المملكة، وأكد بنعبد الله أن حزب التقدم والاشتراكية ومن خلال مشاركته الفاعلة في الحكومة الحالية دافع بقوة عن المكتسبات الشعبية والاجتماعية، مؤكدا على أن الحكومة التي اشتغل فيها إلى جانب العدالة والتنمية وباقي الفرقاء السياسيين، حققت الشيء الكثير، وجاءت بمكتسبات عدة، على رأسها الملفات الاجتماعية الكبرى كملف التقاعد والمقاصة وتشغيل القاصرين، والتعويض عن فقدان الشغل وغيرها من إجراءات اتخذتها الحكومة من أجل التخفيف من وطأة الصعوبات والتحديات التي كانت تواجه المغاربة قبل سنة 2012.
وأوضح محمد نبيل بنعبد الله في كلمته أن حزب التقدم والاشتراكية بوزرائه ومنتخبيه مستعد للمسائلة من قبل أي كان حول حصيلة مشاركة الحزب في الحكومة، موضحا أن الحزب استطاع من خلال خمس قطاعات يسيرها في الحكومة وهي الصحة والسكنى والماء والثقافة والتشغيل، إلى إقرار برامج واستراتيجية وطنية تأخذ المواطن المغربي أينما كان سواء بالمناطق الحضرية أو القروية والمناطق النائية والبعيدة في قلب هذه البرامج، إيمانا منه وعملا بضرورة إحقاق العدالة الاجتماعية بين جميع المواطنين وبجميع مناطق المملكة، ولم تفت الفرصة زعيم الكتاب الذي خلق تفاعلا كبيرا بينه وبين المواطنين في كلمته القوية التي ألقاها، الإشارة إلى التشويشات التي تخوضها جهات معينة من أجل تبخيس المكتسبات الاجتماعية التي حققتها الحكومة، مشيرا إلى سعي هذه الجهات التشويش على المسار الديمقراطي والإصلاحي الذي تسير فيه البلاد تحت قيادة الملك محمد السادس الذي أبان عن بعد نظر سياسي قوي وتبصر بحيث استطاع المضي بالمغرب إلى الأمام في الوقت التي وقعت فيه العديد من البلدان، مؤكدا على أن التقدم والاشتراكية سيظل وفيا للملك والشعب ومبادئ الديمقراطية التي كافح من أجلها طيلة 70 سنة، عبر مناضليه الشرفاء الذين توفي العديد منهم ولا يزال العديد يناضل ويكافح في سبيل هذا الوطن وفي سبيل مواجهة كل من يريد أن يرد المغرب إلى العهد القديم، مشددا على الرفض القطعي للحزب لجميع الممارسات التحكمية التي تنهجها بعض الجهات، والتي تحاول العبث بالمسار الديمقراطي الذي تسير فيه البلاد والتحكم في الحياة السياسية، موضحا أن عهد التحكم قد مضى قبل عقود من الزمن، أما اليوم وفي ظل التوجه الملكي الذي يدفع بعجلة التنمية نحو الأمام والذي يحث على قيم الديمقراطية، تبقى مناورات التحكم غير مجدية ولن تستطيع اختراق الحياة السياسية، خصوصا بعد تنامي الوعي السياسي عند المغاربة الذي أصبحوا يميزون الشريف من الفاسد، داعيا ساكنة إيموزار كندر وقبائل آيت سغروشن وصفرو والبهاليل، إلى التصدي بدورهم لهؤلاء الفاسدين الذين يلجؤون إلى أساليب دنيئة وغير شريفة من أجل استمالة الأصوات، وذلك من خلال ترويج المال أو التضييق على المناضلين، مؤكدا على أن مثل هذه السلوكات لا تزيد من قيمة الفاسدين، بقدر ما تكشف حقيقتهم، وبقدر ما تقوي المناضلين الشرفاء الذين يعملون من أجل هذا الوطن ومن أجل تنمية مناطقهم، مشيدا في هذا السياق بالدور الكبير الذي لعبه البرلماني عن الحزب بمنطقة صفرو – إيموزار، ورئيس المجلس المحلي بإيموزار كندر، ادريس بوطاهر الذي عرف بدفاعه عن قضايا منطقته بالبرلمان ومن خلال رفع  مجموعة من الملفات وعقده لمجموعة من الجلسات مع وزراء الحكومة من أجل جلب التنمية لمنطقته وإعادة الإشعاع لها بعدما كانت قد تراجعت في السابق، وهو ما لمسته ساكنة المنطقة خلال الولاية التشريعية الحالية، إذ شهدت مجموعة من الجماعات المحلية بالمنطقة إضافة إلى مجلس إيموزار انطلاقة عدة مشاريع تنموية ساهمت في النهوض بالمنطقة، إذ أشار بنعبد الله أنه بدوره كوزير السكنى وسياسة المدينة عقد مجموعة من اللقاءات مع ادريس بوطاهر بناء على طلب من هذا الأخير، وذلك من أجل رفع مطالب جميع المجالس المحلية والبلديات سواء التي يسيرها التقدم والاشتراكية أو التي تسيرها أحزاب أخرى، مشيدا بهذا العمل الذي يقدمه هذا البرلماني بعيدا عن أي مزايدة سياسية أو أي حسابات، مشيرا إلى أن الحسابات السياسية تهون وتندحض أمام المصالح العامة التي دافع ويدافع عنها الحزب، والتي تعلل تحالفه مع العدالة والتنمية التي اشتغل إلى جانب وزرائها في هذه الحكومة بحيث أوضح أن ما جمع بين الحزبين هو المصلحة العامة والرغبة في خدمة المواطن وتشييد مسار إصلاحي بالمغرب يأخذ بعين الاعتبار حفظ أمن واستقرار المغرب، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
 من جانبه أكد البروفيسور الحسين الوردي وزير الصحة وعضو المكتب السياسي أن الحكومة الحالية قدمت مجموعة من المكتسبات للشعب المغربي بشتى القطاعات، مؤكدا على أن التشويش على الحصيلة الحكومية لا يقوم على أي أساس وإنما على حقد دفين تكنه بعض الجهات للمسؤولين لهذه الحكومة التي اشتغلت بجد من أجل تحسين الأوضاع الاجتماعية، من خلال إطلاق مجموعة من البرامج التنموية التي تضع المواطن في صلب أهدافها.
 وفي اطلاع له على أوضاع الصحة بالمنطقة، أكد الوردي على أنه تم اتخاذ إجراءات بإعادة تجهيز مجموعة من المستشفيات المحلية بمنطقة صفرو – إيموزار بتجهيزات طبية جديدة، وأشار إلى أن الوزارة ستعمل على توفير 20 مليون درهم لفائدة المنطقة من أجل سد الخصاص الحاصل في البنيات التحتية الطبية والموارد البشرية، إضافة إلى التجهيزات الطبية الضرورية ووحدات التدخل والإنقاذ.
كما أوضح المسؤول عن قطاع الصحة بالمغرب في هذا السياق أن عمل وزارة الصحة يصبو في اتجاه تحسين مستوى الخدمات الصحية التي يتلقاها المغاربة، مشيرا إلى أن العمل لا زال جاريا ومستمرا من أجل تنزيل مشاريع وبرامج ستطلقها الوزارة قبل نهاية عمر هذه الولاية، وأعطى الوردي مجموعة من المكتسبات التي حققتها الوزارة التي يرأسها، منها تطوير المستعجلات من خلال إمدادها بتجهيزات أساسية، وتوفير التدخل السريع عبر المروحية، موردا في هذا الصدد أنه تم العمل منذ مدة بوحدة مروحية واحدة، ثم وحدتين بداية هذه السنة، واليوم وصل العدد إلى أربع وحدات، في أفق زيادة تدريجية لعدد هذه الوحدات المروحية الطبية التي تتدخل في الحالات المستعجلة بالمناطق البعيدة، مؤكدا على أن هذا المنجز بحد ذاته مكتسب للمغاربة، فضلا عن التخفيض في أسعار الدواء والبرنامج الوطني الذي خصص لدعم الصناعة الدوائية بالمغرب، من أجل معالجة إشكالية الخصاص من جهة ومن أجل التخفيض من التكلفة الكبيرة للأدوية المستوردة، خصوصا أدوية الأمراض المزمنة التي يتجاوز ثمنها في الخارج 10 آلاف درهم، في حين أولى الشحنات المصنعة محليا تكلف أقل بكثير من 5000 درهم، وهو ما يمكن اعتباره انتقالا نوعيا في الخدمات الطبية بالمغرب، إضافة إلى بداية الاشتغال على زراعة الأعضاء البشرية، ما يمكن اعتباره ثورة طبية في المغرب، ستساهم في خلق جيل جديد من الصحة في المغرب.
وأضاف الوردي أن من بين الأمور المستجدة في قطاع الصحة بالمغرب خلال الولاية الحكومية الحالية، هو العناية والاهتمام بالصحة النفسية بالمغرب، إذ انطلقت مجموعة من المشاريع المهيكلة لهذا الشق من الصحة العمومية، من أجل تطويره وجعله من الخدمات الأساسية التي تلبي الحاجيات الأساسية، لا سيما في المعالجة النفسية، مجددا إشارته إلى الخطوة الإجرائية الأولى التي خاضتها الوزارة في هذا الصدد والتي تتمثل في إغلاق “بويا عمر” الذي شكل عبر مدة من الزمن بصمة عار في سجل الصحة النفسية بالمغرب، نظرا للعذاب والألم الذي كان يتم إلحاقه بالمرضى من خلال تصفيدهم بالسلاسل والأغلال وإطعامهم بشكل مستفز، مؤكدا على أن هذه المنجزات جميعها تبقى خطوات إجرائية أولية في أفق إصلاح شامل لقطاع الصحة بالمغرب، بكل تجلياتها، إذ أن الهدف الرئيسي هو خلق جيل جديد من الصحة العمومية يستفيد منه جميع المغاربة دونما حاجة للأداء الفوري، وذلك في إطار سياسة الوزارة الرامية إلى تعميم التغطية الصحية على جميع المغاربة في أفق سنة 2020، والتي انطلقت بوادرها من خلال مجموعة من البرامج كالتغطية الصحة للطلبة والمهنيين وبطاقة “رميد” وغير ذلك.
واعتبر الوردي أن هذه الإصلاحات ما هي إلى جزء بسيط أمام إصلاحات لازالت تنتظر دورها، حيث أكد معاناة القطاع منذ عهد الاستقلال، إذ لا يتوفر المغرب إلا على أربع مستشفيات جامعية، الأمر الذي أدى إلى الاكتظاظ وتردي الخدمات في العقود الماضية، مؤكدا في هذا السياق أن الحكومة الحالية لوحدها أطلقت مشاريع تهم إحداث أربع مستشفيات جامعية أخرى بكل من العيون أكادير ووجدة الذي تم تدشينه من طرف الملك محمد السادس السنة الماضية، إضافة إلى المستشفى الجامعي بمدينة الرباط الذي سيكون أكبر مستشفى جامعي في المغرب.
ومن جهة أخرى ألقى ادريس بوطاهر البرلماني عن الحزب ورئيس المجلس البلدي لإيموزار كندر، والذي يدخل غمار الانتخابات المقبلة باسم الحزب في نفس المنطقة، كلمة بالمناسبة توجه فيها إلى الساكنة، حيث دعاها إلى مسائلته عن الفترة التي قضاها ممثلا لهم، مؤكدا على استعداده لذلك، داعيا الجميع إلى التحلي بوعي سياسي من أجل التفريق بين الذين يقدمون تضحيات جسام من أجل مناطق إيموزار كندر وصفرو والبهاليل وآيت سغروشن  والذين تهمهم المقاعد، وفقط، ويعملون على الحصول عيلها بالتلفيق والتزوير وترويج المال وجميع الأساليب، حيث جدد دعوته للساكنة بضرورة التصدي لأمثال هؤلاء الذين يشكلون خطرا على الشأن المحلي، هذه المواجهة والتصدي أكد النائب البرلماني أنها تكون بالمشاركة السياسية والتصويت في الانتخابات المقبلة، من أجل الاصطفاف في الصف الديمقراطي والقطع مع تجار الانتخابات الذين يطمحون لإقبار صوت إيموزار كندر والمناطق المجاورة وإعادة هذه المناطق إلى زمن الحيف والتهميش.
ومن جانب آخر أكد ادريس بوطاهر في كلمته على الدور الريادي والقوي الذي بات يلعبه حزب التقدم والاشتراكية في الحياة السياسية المغربية، بحيث أصبح قوة فاعلة ومؤثرة في القرارات والتوجهات السياسية، وذلك نتيجة النضال الشريف والوضوح اللذان ينهجهما الحزب في عمله السياسي، مؤكدا على مدى نجاح ونجاعة اختيارات الحزب السياسية أعطت أكلها بعد خمس سنوات من العمل الجاد. > محمد توفيق أمزيان
 تصوير رضوان موسى

Related posts

Top