حزب التقدم والاشتراكية يحتفل بـ “إض يناير”

أحيى حزب التقدم والاشتراكية، ليلة الأربعاء الماضي، حفلا بمقره الوطني بالرباط تخليدا لرأس السنة الأمازيغية واحتفالا بالسنة الجديدة 2968.
الحفل الذي حضرته فعاليات بارزة في عالم الثقافة والفكر الأمازيغي، بالإضافة إلى عدد من الناشطين والحقوقين، عرف فقرات فنية وأخرى تكريمية ولحظات اعتراف بالتاريخ المشترك والتحالف التاريخي بين حزب “الكتاب” والقضايا الأمازيغية التي دأب رفاق الحزب في الدفاع عنها. في هذا السياق أحيت الشاعرة الأمازيغية خديجة أروهال أمسية شعرية إلى جانب الفنان الأمازيغي الكبير بلعيد العكاف، حيث أخذت الحاضرين في جو شعري مفعم بالحياة وبكلمات أمازيغية رنانة أطربت مسامع الحضور.
وكانت مناسبة الحفل الذي سير أطواره محمد صلو عضو اللجنة المركزية وعضو بقطاع الثقافة والاتصال والفنون بحزب التقدم والاشتراكية، مناسبة للإعلان عن الصيغة الأمازيغية للقانون الأساسي لحزب التقدم والاشتراكية بحرف تيفيناغ، والتي تأتي كثمرة لمجهود فريق عمل من الخبراء المتخصصين في اللغة الأمازيغية والترجمة، والذي أدارت أشغاله الشاعرة والإعلامية خديجة أروهال.
هاته حيث الأخيرة قدمت نسختين إلى الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله، الذي قدم بدوره نسخة إلى عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أحمد بوكوس كمبادرة رمزية هي الأولى من نوعها في الحقل الحزبي المغربي والتي تجسد الالتزام الثابت لحزب التقدم والاشتراكية وتشبثه بالهوية المغربية بتنوعها وغناها، كما تؤكد التزام حزب “الكتاب” بالدفاع عن جميع القضايا الوطنية العادلة والمشروعة بما فيها القضايا الثقافية والهوياتية.
في هذا السياق أشاد محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بهذه المبادرة التي اشتغل عليها فريق من الخبراء في اللغة الأمازيغية، مؤكدا على استمرار الحزب في الدفاع عن هذه القضية باعتبارها قضية وطنية.
وأوضح زعيم الحزب أن التقدم والاشتراكية وهو يتوجه إلى عقد مؤتمره الوطني العاشر، يراكم الجهود والمبادرات من أجل مواصلة النضال والنهوض باللغة والثقافة الأمازيغية كمكون أساس للهوية المغربية المتنوعة والموحدة.
واعتبر بنعبد الله أن الدفاع عن القضايا الأمازيغية رهين بالدفاع عن جميع القضايا المرتبطة بها كالتنمية الاجتماعية والدفاع عن ساكنة الجبال وما تعيشه، والمطالبة بعدالة اجتماعية ومجالية، مشيرا إلى أن الحزب كان دائما ولا يزال يطرح النقاشات حول هذه المواضيع المرتبطة بما هو ثقافي هوياتي وأيضا بما هو مرتبط بالجانب الاجتماعي – الاقتصادي. مشددا على حرص التقدم والاشتراكية الدفاع عن قضايا الوطن والشعب.
من جهته عبر أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عن سعادة المكونات الأمازيغية بالاحتفال برأس السنة الأمازيغية من قبل حزب سياسي من حجم التقدم والاشتراكية، مؤكدا على أنها مبادرة طيبة لها صدى قوي وتساهم في اقتراب ترسيم رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني خصوصا في ظل المرحلة الحالية.
كما أشاد بوكوس بعمل فريق الخبراء على ترجمة القانون الأساسي للحزب إلى الأمازيغية خصوصا وأنه أول حزب سياسي يعمل على ذلك ويكون له السبق في ترجمة وثائقه إلى اللغة الأمازيغية. مذكرا، في ذات الإطار، بالتاريخ النضالي الحافل لحزب التقدم والاشتراكية والإنجازات التي حققها للأمازيغية منذ سنوات السبعينات بدءا بإصداره كتابا حول الأمازيغية سنوات الثمانينات وصولا إلى مساهماته من داخل الحكومة في إدخال الأمازيغية إلى قطب الاعلام العمومي من خلال قناة الأمازيغية حين كان نبيل بنعبد الله وزيرا للاتصال وأيضا من خلال دفاعه من داخل البرلمان عن هذه القضية.
إلى ذلك سلم محمد الأمين الصبيحي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية باقة ورد للشاعرة خديجة أروهال التي أحيت الأمسية الفنية، فيما سلمت الناشطة والإعلامية الأمازيغية أمينة بن الشيخ باقة ورد للفنان الأمازيغي بلعيد العكاف، وذلك احتفاء بأدائهم الفني وإبداعهم في مجال الشعر والموسيقى.
جدير بالذكر أن اللقاء حضرته إلى جانب القيادة الوطنية لحزب التقدم والاشتراكية كل من أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وأحمد عصيد الأستاذ والناشط الأمازيغي، بالإضافة إلى وجوه من عالم السياسة والثقافة والفكر والفن.

تصريحات

نبيل بنعبد الله: آن الآوان لإعطاء طابع رسمي للاحتفال بالسنة الأمازيغية في بلادنا

نحن سعداء جداء في حزب التقدم والاشتراكية أن ننظم بشكل رمزي هذا الاحتفال، الذي كان احتفالا مليئاً بالدلالات. أولا: أكدنا في المكتب السياسي للحزب أننا نعتبر أنه آن الآوان لإعطاء طابع رسمي للاحتفال بالسنة الأمازيغية في بلادنا. ثانيا: حزب التقدم والاشتراكية معروف من خلال مواقفه منذ عقود أنه كان سباقا كحزب سياسي إلى وضع القضية الأمازيغية في صلب الإشكالية والمسألة الثقافية في بلادنا، كذلك مسألة الهوية المغربية المتعددة الروافد، وعلى هذا الأساس عندما كان بإمكاننا أن ندلي بدلونا سواء على المستوى التشريعي من خلال مقترحات هادفة إلى إقرار الطابع الرسمي للثقافة واللغة لأمازيغية دستوريا أو كان الأمر يتعلق بإحداث معهد مختص بالأمازيغية أو الاهتمام بالمناطق الجبلية وكل المناطق التي ساكنتها الأساس هي أمازيغية. وكذلك حين كان الأمر يتعلق بالمسؤولية الحكومية عندما تحملناها، إذ عملنا على إدخال الطابع الرسمي للأمازيغية في الاعلام وأساسا من خلال إحداث قناة الأمازيغية، وأيضا مجهودات أخرى بذلت في هذا الصدد عندما تحملنا حقيبة الثقافة في حزبنا من خلال الرفيق أمين الصبيحي. وكل ذلك يدل على تشبث حزب التقدم والاشتراكية بالتنوع الثقافي المغربي وبالقضية الأمازيغية وهناك عمل مضطرد نقوم به مع الجمعيات والنسيج الجمعوي الأمازيغي لمزيد من الإنجازات ومن أجل الإقرار بشكل كلي كافة تجليات الطابع الرسمي الأمازيغي لمجتمعنا وثقافتنا، لهويتنا وأن نقر بهذا التعدد الذي يغني وطننا ويغني شعبنا على مستويات متعددة.
*الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية

***

أمينة بن الشيخ: التقدم والاشتراكية كان الوحيد والسباق في الدفاع عن الأمازيغية

نشكر حزب التقدم والاشتراكية مبادرة والاحتفال بالسنة الأمازيغية، موازاة مع ذلك قمنا في التجمع العالمي الأمازيغي بحملة خاصة حول هذا اليوم تخللتها الدعوة إلى إقرار هذا الاحتفال بشكل رسمي وترسيم يوم رأس السنة كيوم عطلة رسمي في المغرب. وبهذا الاحتفال الذي نظمه التقدم والاشتراكية نشعر أنه تتويج لحملتنا التي قمنا بها، وما يسعنا إلا أن نشكر الأمانة العامة لحزب الكتاب التي بادرت إلى تخليد هذه الذكرى وكذلك جميع مناضلي هذا الحزب الذين دأبوا على الدفاع عن القضايا الوطنية وعلى رأسها قضية الأمازيغية، وكما قلت هذا ليس غريب عن حزب من طينة التقدم والاشتراكية الذي كان الوحيد والسباق إلى الانخراط في الدفاع عن الأمازيغية منذ سبعينيات القرن الماضي.
*إعلامية، ناشطة أمازيغية

***

بلعيد العكاف: من المهم جدا أن يحتفل حزب كبير مثل حزب التقدم والاشتراكية بهذه الذكرى الوطنية

من المهم جدا أن يحتفل حزب كبير مثل حزب التقدم والاشتراكية بهذه الذكرى الوطنية «إض ن يناير» التي تعتبر ذكرى ورمز لجميع الأمازيغ وجميع المغاربة.
إن الاحتفال بهذا اليوم من قبل حزب سياسي له مساهمة رمزية وثقافية وتاريخية وسياسية واجتماعية. وكما قلت فمن المهم جدا أن يحتفل حزب كبير بهذا الحدث. إذ أنه يشكل بداية الاقتراب من إعلان المغرب عن رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنية ويوم عطلة، وهناك أمل في يوم سيأتي وسنحتفل رسميا ويحتفل جميع المغاربة بـ «إض ن يناير»، ونحن ما زلنا متفائلين دائما حتى يصل ذاك اليوم ونحتفل جميعا بشكل رسمي.
*فنان أمازيغي

***

أحمد بوكوس: هي المرة الأولى التي يحتفل فيها تنظيم كبير ومهم بمثل هذا الحدث

هي المرة الأولى التي يحتفل فيها تنظيم كبير ومهم بمثل هذا الحدث، وهنا لا بد أن أهنأ حزب التقدم والاشتراكية على تنظيم هذا الحفل. لأنه كما ذكرت هي المرة الأولى التي يقوم فيه تنظيم وازن من حجم التقدم والاشتراكية بالاحتفال بهذه الذكرى وأعتبره أمرا مهما جدا بالنظر للسياق السياسي الحالي الذي تطبعه المطالبة بالاعتراف ب “إض ن يناير”. والاحتفال اليوم هو دعامة أساسية لهذه المطالب، وشخصيا أرى التقدم والاشتراكية دائما إلى جانب القضايا الأمازيغية ومنذ فترة طويلة جدا، حيث كنت دائما مهتما بما يقدمه هذا الحزب، وأذكر عددا من المحطات التاريخية التي دافع فيها عن الأمازيغية بحيث قام عدد من المثقفين المنتمين للحزب بإصدار كتاب حول الأمازيغية في سنوات الثمنينات وكنا سعداء آنذاك ونحن طلبة في الجامعة، كما كنا نلمس الخطوات التي يقوم بها الحزب من أجل الأمازيغية سواء من خلال إدماجه البعد الثقافي واللغوي في تحليل المادية التاريخية والمادية الجدلية أو في وثائقه التي اعتمدها والتي دائما ما دافع من خلالها على القضايا الأمازيغية وإشكالية الفكر والهوية.
وأعتقد أنه مع تنظيم هذه الاحتفالية، يؤكد ويضفي العلامة على استمرارية الفكر السياسي للتقدم والاشتراكية المتشبث بالهوية والملتحم بالقضايا الوطنية وعلى رأسها القضية الأمازيغية. وخلال الحفل استمعت بإمعان واهتمام لكلمة الأمين العام محمد نبيل بن عبد الله حول ضرورة التعبير عن المسألة اللغوية والثقافية في ارتباطها بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية. ولا بد أن أهنئ المكتب السياسي والأمانة العامة للحزب على هذا الاحتفال وكذا على فتح مسارات وآفاق تفكير جديدة ببلادنا.
*عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية

***

أحمد عصيد: احتفال حزب سياسي في الحكومة برأس السنة الأمازيغية بالنسبة لنا هو مؤشر إيجابي

احتفال حزب سياسي في الحكومة برأس السنة الأمازيغية بالنسبة لنا هو مؤشر إيجابي على أننا نقترب من لحظة الاعتراف الرسمي باعتبار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا ويوم عطلة، وهذا ليس غريبا عن حزب التقدم والاشتراكية لأنه الحليف التاريخي للحركة الأمازيغية منذ 1979 تحديدا وذلك عندما كان سباقا إلى تقديم مقترح للبرلمان بإنشاء مركز دراسات الأمازيغية وعندما أصدر سنة 1980 كتابا حول اللغات الأمازيغية والثقافة الأمازيغية وهذا يجعل هذا اللقاء لقاء طبيعيا لهذا الحزب.. ما نتمناه هو أن يعمل الحزب من داخل دواليب الدولة من أجل تسريع وتيرة الاعتراف بهذا اليوم، لأنه بالنسبة لنا من الناحية الرمزية يشكل خطوة كبيرة في الوعي بالذات الأمازيغية للمغاربة.
*أستاذ وناشط حقوقي أمازيغي

Related posts

Top