وجد نادي ليفربول الإنجليزي نفسه موزعا بين المشاركة الخارجية بكأس العالم للأندية التي تجرى منافساتها حاليا بالدوحة القطرية، وما يفرضه التزامه الداخلي من أسبقيات لا يسمح القانون بتجاوزه أبدا.
بدأت الحكاية من رفض الاتحاد الإنجليزي جملة وتفصيلا طلبا تقدمت به إدارة بطل أوروبا، والقاضي بتأجيل مباراة أستون فيلا التي تتزامن موعدها مع مباريات مونديال الأندية، كما تضمن قرار الرفض التذكير بضرورة احترام القانون الداخلي المنظم للمسابقة، والذي لا مجال فيه للتجاوز أو القفز فوق بنوده أو التحايل على مقتضياته.
وذكر بيان الاتحاد الإنجليزي بضرورة إقامة المباراة في موعدها المقرر سابقًا، مع إلزام نادي ليفربول بإرسال جزء كبير من لاعبيه الذين شاركوا في الفترات السابقة من الموسم حفاظًا على نزاهة المسابقة، وحماية مصالح البطولة، ونسبة البث التليفزيوني.
الاتحاد اعترف بأنه يدرك جيدا التحديات التي تواجه الأندية الملتزمة بالمشاركة في عدد من المسابقات في الداخل والخارج، ولكنه يحرص بالدرجة الأولى على حماية بطولة كأس الرابطة، والتأكد من أن القرارات التي يتم اتخاذها تصب في المصلحة العامة.
هكذا وجد الفريق الأحمر نفسه أمام جدول مزدحم في شهر دجنبر الجاري، بواقع 9 مباريات في 4 بطولات مختلفة، وأجبر على خوض مباراتين رسميتين في ظرف 24 ساعة، وفي بلدين تفصل بينهما نحو سبعة آلاف كلم، فكان الحل الأنسب هو الاعتماد على الفريق الرديف، خلال مباراة أستون فيلا في الدور ربع النهائي لرابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، والتي انتهت بهزيمة ثقيلة بخمسة أهداف لصفر.
للاشارة فقط، فإن إدارة ليفربول لم تسع لفرض تعامل استثنائي، لم تصعد ضد قرار الاتحاد الانجليزي، لم تطالب بنوع الامتياز، لم تهدد بالانسحاب، كما لم تعمل على تجيش مواقع إلكترونية تابعة لها، ضمن حملة للتشهير بمسؤولي الاتحاد، لم تحرض جمهورها على رفع شعارات ولافتات تندد وتمس شخص الرئيس أو الأعضاء الذين يشكلون مكتبه التنفيذي.
التزمت إدارة الفريق الأحمر بالقرار الذي يصب في المصلحة العامة، ولم تستعمل ورقة المشاركة باسم الوطن، ولم تروج كون المشاركة الخارجية، ترويجا لصورة البلد على الصعيد القاري، ولم تفضل أن تتوقف المنافسات الداخلية، حتى يعود فريقه الأول من الخارج، مع ضرورة ترك مساحة زمنية لإراحة اللاعبين من تعب السفر ومعاناة التنقل.
إنه درس إنجليزي بليغ، وفي ذلك عبرة لمن يعتبر…
محمد الروحلي