كانت المباراة الإعدادية التي أجراها الفريق الوطني لكرة القدم الثلاثاء الماضي ضد المنتخب الأرجنتيني في غياب نجومه الكبار، مناسبة ليقف الرأي العام الوطني على فضيحة ظل مسكوتا عنها منذ سنوات، وهي فضيحة تصميم ملعب طنجة الكبير وعدم اكتمال بناء مرافقه.
كثيرا ما اشتكى جمهور هذا الملعب الحديث الإنشاء، من ظروف تتبع المباريات، وخاصة الجمهور الطنجاوي المتابع لمباريات فريقه المحلي، وكل من قادته الظروف إلى مركب ابن بطوطة، يشتكي من هبوب رياح قوية وهطول أمطار، وهو ما يحول دون متابعة مباريات فريقهم في ظروف سليمة، إلى درجة أن ملعب طنجة أصبح بالفعل مضرا بالصحة، والغريب أن الذين صمموه ظلوا بعيدين عن أية محاسبة.
هذا الملعب يطرح إشكالا حقيقيا حول صحة اختيار مكان بنائه، بعدما أكدت التجربة أن الاختيار كان خاطئا، بحكم أن مركب طنجة معرض باستمرار لمجرى الرياح، وهذا ما لم يلتفت إليه المسؤولون سواء داخل الوزارة الوصية أو الحكومة ككل، خاصة وأن صورا للتصميم الأصلي للملعب تظهر بوضوح أن عملية البناء لم تكتمل على مستوى المدرجات الجانبية الشمالية والجنوبية على حد سواء، ليتحول إلى فضاء مفتوح على قساوة الأحوال الجوية، كما كان الشأن خلال مقابلة الأرجنتين، حيث وقف الجميع على واقع هذه المنشأة الرياضية التي كلفت الدولة ميزانية مهمة.
المؤكد أن ملاعب كرة القدم هي بنية استقبال رياضية، لضمان تنافس كروي وفرجة للجمهور الرياضي تحترم فيها كل الشروط الأساسية، بين كل الأندية والمنتخبات الوطنية، وتعكس في النهاية صورة المنتوج الرياضي المرتبط بمجموعة من التعابير الإنسانية وقدسية الشعور بالانتماء الوطني.
هذه الملاعب الرياضية تشكو باستمرار من عدة مشاكل مرتبطة بعدم الاكتمال وعدم الصيانة وعدم الإصلاح وعدم تجديد بنياتها ومرافقها والجوانب المحيطة بها، والكل يتفرج على هذا الواقع المؤسف حقيقة دون تدخل حاسم من طرف الجهات المسؤولة.
فضيحة ملعب طنجة ذكرت الجميع بحادث “كراطة” مركب الرباط وتداعياتها، ومن غريب الصدف أن تبرز مثل هذه الفضائح خلال مناسبات دولية، كما كان الأمر خلال مونديال الأندية لسنة 2014، وها هي مباراة إعدادية ضد منتخب لاتيني تعري عن مشكل ظل مغيبا لسنوات.
ننتظر رد وزارة الشباب والرياضة حول ما يشغل بال الرأي العام الوطني بخصوص ملعب طنجة، وكيف ستتمكن من معالجة اختلالات لا يمكن استمرارها، فهل تتم اتخاذ قرارات في هذا الشأن احتراما لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة ..؟