تعقدت الوضعية بسلم ترتيب البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بقسمها الأول، ولم يعد بالإمكان التكهن باسم الفريق الذي سيغادر نحو القسم الثاني، بعد نتائج الدورات الأخيرة التي أفرزت وضعية جد معقدة، اثر تساوي مجموعة من الفرق في النقط والحظوظ.
وإذا كانت الهزيمة الأخيرة التي حصدها كل من يوسفية برشيد وسريع وادي زم، قد أثرت على وضعيتهما مقابل انتصار كل من المغرب الفاسي وشباب المحمدية، فإن المثير للانتباه هو المستوى الضعيف الذي يظهر به فريق الدفاع الحسني الجديدي، والذي جمد رصيده عند 26 نقطة، ليقترب دورة بعد أخرى من الصف الأخير.
وجاءت النتائج الإيجابية التي حققها فريق نهضة الزمامرة خلال الدورات الأخيرة، لتعيد له الأمل في البقاء، حيث اقترب من كوكبة فرق المؤخرة، بعدما كان يبتعد بفارق كبير، مما جعل المتتبعين يصنفونه ضمن عداد فرق القسم الثاني، إلا أن الثقة التي وضعها المكتب المسير في الإطار الشاب الإسماعيلي، وضمان نوع من الاستقرار داخل الإدارة التقنية، بدأ يعطي أكله، والدليل على ذلك سلسلة النتائج الإيجابية التي حققها في أربع دورات الأخيرة، ولعل أبرزها الانتصار العريض على حساب المغرب التطواني.
مقابل ذلك، ظهر فريق الدفاع الحسني الجديدي، بمستوى صادم خلال المقابلة الأخيرة أمام شباب المحمدية، سلبية كبيرة على أداء الفريق، بل فاجأت الجميع، إذ ظهر عاجزا عن تقديم رد الفعل، ضد فريق بنفس المرتبة التي يتواجد بها، وبالتالي فإنها مقابلة بستة نقط.
ما يقع بالفريق الجديدي غير مقبول تماما، وكان من الضروري احتلال مراكز آمنة، بل بإمكانه المنافسة على المراتب المتقدمة، كما هو الحال بالنسبة لفرق تقل عنه إمكانيات وموارد مالية.
فريق مدعم من طرف مؤسسة وطنية كبرى، حصل خلال السنوات الأخيرة على مبالغ مهمة من بيع أبرز لاعبيه، تلقى أيضا دعما ماليا مباشرا من طرف المجالس المنتخبة، أضف إلى ذلك منحة النقل التلفزي، انه دعم مالي مهم، إلا أن ميزانيته تعرف خصوصا فظيعا، أدى إلى عجز كلي على الوفاء بكل التزاماتها مالية تجاه لاعبيه ومؤطريه.
واقع غير مقبول، ولا يمكن أبدا تبريره، هذا إذا علمنا أن مسؤوليه يحاولون إلصاق أسباب الأزمة بظروف كورونا، إلا أن هذا المبرر مردود عليه، ما دامت ظروف الوباء حديثة العهد، وتتعلق بسنة 2020 ، بينما جذور الأزمة تعود لثلاث سنوات أو أكثر، أي في زمن كان الفريق ينعم فيه بمداخيل جد مهمة.
أمام هذه الوضعية المؤسفة، لا يمكن القول إن هناك ممارسات غير نزيهة، تقع داخل المكتب المسير، ولا يمكن اتهام مسؤوليه بأشياء بعيدة عن نظافة اليد، فمثل هذه الاتهامات المباشرة تحتاج إلى أدلة وحجج إثبات، إلا أن المؤكد أن هناك سوء تدبير فادح يؤدي الفريق حاليا ثمنه غاليا، جعله يسمح بمغادرة أبرز لاعبيه، ليجد نفسه وسط دوامة النتائج السلبية، تهدده بفقدان مكانه بالقسم الأول.
مؤسف حقيقة ما يقع داخل الفريق الأول بمنطقة دكالة، والمطلوب تكاثف الجهود من أجل إنقاذ الفريق من النزول، أما ما يطالب به البعض من قبيل المحاسبة، أو إجراء افتحاص على مالية الفريق، فالأمر غير مستعجل، ولابد من بذل كل الجهود لتفادي النزول، لأن الدفاع هي ملك للمدينة وجمهورها، وليس لفرد أو عائلة بعينها.
>محمد الروحلي