ونحن مقبلون على نهاية موسم رياضي جديد، يلاحظ كل متتبع لنشاط الأندية الوطنية بصفة عامة، نوعا من الارتباك وعدم الاستقرار، لتبقى الأندية المستقرة إداريا، تقنيا وماليا قليلة جدا.
نتحدث هنا عن أندية كرة القدم، بحكم شعبية اللعبة والإمكانيات المتوفرة والاهتمام الإعلامي المتزايد، إلا أن الملاحظ أن الأغلبية الساحقة من هذه الأندية تعيش وضعية غير سليمة تتجلى في غياب الاستقرار المطلوب.
فالملاحظ أن نشاط أي ناد ينتهي بانتهاء الموسم، لتتحول الأنظار صوب الجمع العام الذي يتحدد على أساسه ككل سنة مصير هذا النادي أو ذاك، مع ما يترتب عنه من تغييرات مستمرة ودائمة على حياة هذا المكون الأساسي داخل المنظومة الرياضية، دون أن يتمكن من ضمان الاستمرارية المطلوبة.
هذا النموذج السيئ من التسيير والتدبير، وهو الدائم – للأسف- على صعيد النادي، يجعل وضعيته هشة، لنجده بالتالي معرضا للهزات وعدم الاستقرار، كما أن الأوضاع داخله تكون مهددة بالانفجار في أي لحظة، وفي بعض الأحيان لمجرد حدوث نتيجة سلبية في مقابلة معينة.
فالمشكل الحقيقي الذي تعيشه الأندية خاصة تلك التي تسمى “أندية كبيرة”، يتمثل في عجزها عن التحول إلى مؤسسات قائمة الذات بهياكل وأسس صلبة، قادرة على الصمود أمام كل الهزات والحالات الطارئة، وهذا يمر عبر استقرار على مستوى الهياكل التقنية والإدارية والمالية واللوجستيكية والطبية، وغيرها من الجوانب المرتبطة بالتسيير العام للأندية، كما هو الحال بالنسبة لتجارب لا نقول عنها دولية حتى لا نتهم بالمبالغة، بقدر ما نقارن أنفسنا بالمستوى العربي، وبصفة خاصة مصر وتونس والسعودية، وهى الدول التي تعتبر أنديتها رائدة على مستوى العالم العربي وتنافس سنويا على الألقاب إفريقيا وأسيويا.
وبدون شك، فإن أي إصلاح يجب أن ينطلق من القاعدة، أي الاهتمام أولا بالنادي باعتباره الخلية الأولى لأي ممارسة ممكنة في إطارها الصحيح، لنتمكن بالتالي من الوصول إلى قمة الهرم، بعد قطع خطوات وفق برامج ومناهج مدروسة وسياسة واضحة المعالم والأهداف والغايات.
هذا هو عين العقل، أما غير ذلك فلا المال وحده ولا استنساخ المشاريع على الورق، يجعل كرة القدم والرياضة الوطنية، في مستوى تطلعات الجماهير الرياضية التي سئمت من كثرة التجارب الفاشلة وتعاقب مسؤولين يجعلون من الرياضة مجرد أداة للوصول إلى تحقيق مصالح شخصية…
محمد الروحلي