…وأخيرا تقرر عقد الجمع العام للجنة الوطنية الأولمبية، بعد عشر سنوات من اللامشروعية، ومن الغياب عن الساحة، ومن الحضور الشكلي، مع العلم أن هذه المؤسسة الوطنية لم تتطلع منذ سنوات خلت بالدور المنوط بها، وكتب عليها دائما أن تكون مجرد كيان فاقد للقدرة على المبادرة والتأثير في الأحداث…
يوم 14 يونيو الجاري، وبمقرها الجديد الكائن بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ستلتئم الجامعات المشرفة على الرياضات الأولمبية لـ “انتخاب” مكتب ورئيس جديدين خلفا للجنرال دو كور درامي حسني بنسيلمان، كما وجهت الدعوة لباقي الجامعات للحضور بصفة ملاحظ، نزولا عند رغبة هذه الجامعات في الحضور، وتحت تأثير الحملة الاحتجاجية التي اندلعت مؤخرا مطالبة بنوع الإنصاف.
قبل انعقاد الجمع الانتخابي، عقد جمع تم خلاله تعديل النصوص القانونية، تطابقا مع مقتضيات قانون التربية البدنية والرياضية 09-30، مع الأخذ بعين الاعتبار توصيات اللجنة الدولية الأولمبية، إلا أن الملاحظ هو أن مسودة المشروع فصلت على المقاس، وهيأت بنودها على النحو الذي يجعل القانون الأساسي طيعا في يد من يريد الاستمرار إلى الأبد بالجهاز الأولمبي.
ومنذ المطالبة الملحة بضرورة عقد الجمع العام للجنة الأولمبية، بدأت تنتشر التسريبات بخصوص خليفة بنسليمان، في البداية قيل بأن مجموعة من الرياضيين المعروفين على الساحة الوطنية والدولية سيتقدمون بطلب للجهات العليا، قصد تشريف أسرة الرياضة برئاسة الأمير مولاي رشيد للجنة الأولمبية، إلا أن الطلب لم يحدث، وقيل بأن أصحاب المبادرة لم يلمسوا أي تجاوب يشجعهم على الذهاب بعيدا في مطلبهم.
قبل دورة لندن 2012، كان الحديث عن ترشح عبد السلام أحيزون وكمال لحلو، وشهدت لندن فصول صراع بين الرجلين وصل إلى حدود المواجهة المباشرة، ليخفت بعد ذلك الصراع، بعد تدخل مباشر لبنسليمان، نتج عنه ابتعاد الرجلين معا عن الحلم الأولمبي…
بقيت الأمور على ما هي عليه، وقبل دورة ريو دي جانيرو، كان الحديث عن ترشح مولاي عبد الله العلوي بصفته رئيسا لجامعة الفروسية، إلا أنه بعد أشهر معدودة من العودة من الديار البرازيلية بخيبة أمل كبيرة، لم يعد أحد يتحدث عن ترشح الأمير لهذا المنصب السامي في هرم المنظومة الرياضية.
مع بداية السنة الحالية، برز فجأة اسم فيصل لعريشي رئيس جامعة التنس، والرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وبسرعة فائقة تقدم بترشيحه، وهو الوحيد والأوحد، كما سربت لائحته، وتضم أغلب رؤساء الجامعات النافدة، إلا أنها ضمت جامعات صغيرة جدا لم تستطع ضمان أي مشاركة أولمبية، بينما أقصيت جامعات دأبت على المشاركة وهى جامعتا التايكواندو والمصارعة، كما أن أغلب الجامعات التي تشرف على رياضات جماعية أقصيت، مما يؤكد أن أطرافا مؤثرة ساهمت في إعداد لائحة العريشي لحسابات خاصة بها، في حين أبعدت جامعات لوجود أشخاص على رأسها، ربما تثير تحركاتهم نوعا من القلق، كما أن الباب أغلق أمام الأبطال الأولمبيين، ليتم التعويض بضم رياضي شارك بالدورتين الأخيرتين.
هذا هو السيناريو المعد سلفا لعودة المشروعية للجنة الأولمبية الوطنية، ومنذ البداية يتبين أنها مشروعية على المقاس، ولكم أن تتوقعوا منذ الآن النتائج…
محمد الروحلي