أطلق مجلس الجالية المغربية بالخارج مؤخرا مشروعا لتأهيل الجالية المغربية للترافع في قضية الصحراء المغربية. يجيب الأمين العام للمجلس، عبد الله بوصوف، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن ثلاثة أسئلة حول مستجدات هذا المشروع خاصة ودور مغاربة العالم في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة بشكل عام.
نظم أبناء الجالية المغربية بالخارج مؤخرا، مظاهرات في عدد من العواصم والمدن الكبرى بأوروبا على الخصوص، احتفاء بالنجاحات الدبلوماسية المغربية في قضية الصحراء. ما هو تقييمكم للدور الذي يضطلع به مغاربة العالم في خدمة قضية الوحدة الترابية للمملكة؟
في واقع الأمر، فإن مغاربة العالم يعبرون دائما عن روح وطنية عالية وعن تشبث وثيق بكل قضايا وطنهم ومن ضمنها قضية الصحراء المغربية. وأود التذكير هنا بأن 138 من أفراد الجالية المغربية بالخارج كانوا قد شاركوا في حدث المسيرة الخضراء سنة 1975.
نحن نعتبر أن أبناء الجالية المغربية بالخارج يوجدون في الصفوف الأمامية للدفاع عن القضية الوطنية الأولى، وهو ما تدل عليه المظاهرات العديدة التي نظموها مؤخرا بكل من باريس وبوردو وبروكسيل وكندا دفاعا عن عدالة قضية الوحدة الترابية للمملكة وتثمينا للنجاحات التي حققتها الدبلوماسية في إطارها.
وأقول دائما أنه من السهل أن نقول أن الصحراء مغربية داخل المغرب، ولكن ليس من السهل مواجهة خصوم الوحدة الترابية في الخارج وجها لوجه بما يتطلبه ذلك من تضحيات. فهناك من أبناء الجالية المغربية بالخارج من الجيل الأول من ينفق من ماله الخاص منذ سنة 1975 لخدمة القضية الوطنية، كما أن هناك منهم من يعرض نفسه اليوم للخطر، لأن عصابات +البوليساريو+ لا تتورع عن استعمال السلاح الأبيض والهراوات في المظاهرات التي ينظمها أبناء الجالية في الخارج دفاعا عن قضية الوحدة الترابية للمملكة، مثلما حدث مؤخرا في تظاهرة باريس التي تعرضت فيها نساء مغربيات للاعتداء على يد موالين +للبوليساريو+.
في إطار سعيكم لتعزيز هذا الدور المهم لمغاربة العالم في الدفاع عن مغربية الصحراء، أعلنتم في المجلس عن مشروع لتأهيل أبناء الجالية للترافع في هذه القضية، يشمل، من بين أمور أخرى، إعداد مكتبة رقمية خاصة بهذا الغرض. ما مكونات هذه المكتبة وأين وصل الإعداد لها؟
يشتغل مجلس الجالية المغربية بالخارج حاليا على إعداد مكتبة رقمية متكاملة لتأهيل الجالية المغربية بالخارج للترافع في قضية الصحراء المغربية، حيث نعمل على رقمنة الكتب والمؤلفات والأطاريح التي تناولت قضية الصحراء المغربية من كل جوانبها القانونية والتاريخية والجغرافية والسياسية، بأكبر عدد من اللغات. يمكن القول إن هذه المكتبة الرقمية سترى النور قريبا وستكون جاهزة في غضون شهرين على الأكثر.
وأشير إلى أن إعداد هذه المكتبة يأتي في إطار سعي مجلس الجالية المغربية بالخارج لمرافقة مغاربة العالم ومدهم بالمادة العلمية والمعلومات السياسية والاجتماعية والثقافية والتاريخية والجغرافية حول الصحراء المغربية والنزاع المفتعل بخصوصها، وذلك بغية توظيفها في الترافع سواء في مواجهة +البوليساريو+ في المحافل الدولية، أو لتنوير الرأي العام والمجتمع المدني الأوروبي والأمريكي الذي يتم تغليط جزء منه من طرف خصوم الوحدة الترابية للمملكة.
وبخصوص مكونات المكتبة، فإن الأمر يتعلق بالعديد من الوثائق والأبحاث العلمية والمؤلفات المتوفرة باللغات العربية والفرنسية والإسبانية، التي تؤكد على حق المغرب في صحرائه، وتبرز الجهود التي يبذلها لتنمية أقاليمه الجنوبية، وانخراط ومساهمة الصحراويين أبناء المنطقة أنفسهم في هذه الجهود.
وسيعمل المجلس على توفير هذه المادة العلمية بمختلف اللغات الأوروبية، لاسيما الإيطالية والبرتغالية والألمانية، لتيسير توفير أجوبة على الأسئلة التي يطرحها الرأي العام في الدول الناطقة بهذه اللغات بخصوص قضية الصحراء، من أجل تنويره ودحض دعاوى الأطروحة الانفصالية.
وقع مجلس الجالية المغربية بالخارج مؤخرا اتفاقية شراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكدال *بالرباط، تنص على الخصوص على تقديم تكوينات أكاديمية لأبناء الجالية المغربية بالخارج تهم قضية الصحراء المغربية. ما هي آخر مستجدات تنزيل هذا الاتفاق؟
آخر مستجد هو أن استمارة التسجيل للاستفادة من هذه التكوينات أصبحت جاهزة، وسنطلقها خلال الأسبوع المقبل. وسيكون على كل من يرغب في تطوير قدراته الترافعية من مغاربة العالم عبر الاستفادة من هذه التكوينات أن يعبر عن ذلك من خلال تعبئتها.
وأود أن أشير إلى أن هذه التكوينات الأكاديمية سيقدمها أساتذة جامعيون وأكاديميون باللغات العربية والفرنسية والاسبانية والدارجة المغربية أيضا، حيث سيتم إنتاج مجموعة من المواد العلمية حول الحقائق المتعلقة بقضية الصحراء المغربية.
مستجد آخر أشير إليه هو أننا بصدد التأسيس لسلك “ماستر” يهتم بقضايا الصحراء المغربية سيفتح في وجه مغاربة العالم، وسيتم الشروع في التكوين فيه عن بعد لظروف الجائحة، وذلك عبر المنصات الإلكترونية للكلية ولمجلس الجالية المغربية بالخارج، إلى جانب شق حضوري في الدول الأوروبية على اعتبار وجود مجموعة من الأساتذة من أبناء الجالية المقيمة بأوروبا.
< عبد اللطيف أبي القاسم (و.م.ع)
* الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج