الاحتيال يلبس جلباب التجارة

شهدت مكاتب النيابة العامة لدى محاكم عدد من المدن المغربية، خاصة مدينة الدار البيضاء في الآونة الأخيرة، تقاطر سيل من شكايات ضحايا نوع من التسويق دخل للمغرب تحت مسميات «التسويق الشبكي»أو «التسويق الهرمي» ، وهي يافطات عديدة تحجب نشاطا مبهما وغير واضح سواء من الناحية القانونية أو الأخلاقية.
وتعددت أسماء الشركات التي تنشط في هذا النوع من التسويق، كما تعددت عناوين الشعارات والهدف واحد.
ومنذ تفجرملف شركات التسويق الهرمی، وتكاثر شكايات الضحايا دخلت السلطاتا لقضائية والبنكية على الخط ما أدى إلى تجميد الحسابات البنكیة لبعض الشركات العاملة في المجال، من أجل إجراء تدقيقات وافتحاصات لماليتهاا لتي وصلت إلي عشرات مليارات السنتيمات.
هذه الشركات قدمت إلى عملائها وعودا بتحقيق أرباح مغرية، ما يدفع الباحثين عن الكسب السريع إلى الانسياق وراء هذه الدعاية، في غياب أي إطار قانوني يحميهم من مخاطر الوقوع في فخ وحالة من النصب والاحتيال يتوهمون أنه باب للاستغناء والهروب من وضعية الفقر والهشاشة. لكن، ومع الأسف، فهذا الفخ وقع فيه عشرات المآت بل الآلاف من المغاربة قبل أن يستفيقوا من حلمهم على وقع تحقيقات قضائية وتجميد لحسابات بنكية بمليارات السنتيمات بل، واعتقالات تلتها محاكمات. فما هو التسويق الشبكي والتسويق الهرمي؟ وكيف دخل المغرب؟ وماهي «نظرية بونزي» في الاحتيال التي يستند إليها؟. وكيف انتهت أحلام عشرات الآلاف من المغاربة  البسطاء من معانقة فردوس الاغتناء السريع إلى دهاليز الشرطة القضائية وردهات المحاكم؟

الحلقة السابعة

لاحقها المنع والتجريم ولجأت للمغرب

من جملة الخدمات التي تسوقها شركة “كيونيت” خدمة In-Voice Callback. وتقول في الدعاية لهذا المنتوج:: “أنت لست بحاجة للاتصال عبر الإنترنت للتمتع بمزايا  خفض التكلفة،  فخاصية In-Voice Callback  تعمل على هاتفك الجوال وعلى خط الهاتف الأرضي أيضاً”.
وتضيف الدعاية أن هناك ثلاث طرق يمكن من خلالها استخدام خدمات إعادة الاتصال. ” إذا كان لديك هاتف يتمتع بخاصية إجراء اتصالات دولية (Trigger Callback) أو إرسال رسائل دولية قصيرة (SMS Callback) من خلاله، أو إذا كان يمكنك الوصول إلى الإنترنت (Web Callback)، فيمكنك استخدام إحدى «خدمات إعادة الاتصال» الثلاث من In-Voice”.
أما خدمة الوصول المحلي فتقول دعاية كيونيت بشأنها: ” ماذا لو كنت لا تستطيع إجراء اتصالات دولية ولا يمكنك الوصول إلى الإنترنت؟ ليس ثمة مشكلة، هنا يأتي دور الوصول المحلي”.
وتضيف: “عندما يتعذر عليك الوصول إلى الإنترنت أو إجراء مكالمات دولية أو إرسال رسائل قصيرة SMS وكنت في مواقع يتوفر بها أرقام الوصول المحلي المجانية، فإنه بإمكانك إجراء مكالمات In-Voice باستخدام خدمة الوصول المجاني، بما في ذلك الهواتف العمومية… حيثما تكون فإن خدمة In-Voice تكون”.
وشملت منتوجات كيونيت أيضا ما تسميه الرعاية المنزلية. في هذا الإطار تقدم الشركة جهاز HomePure الذي يقوم ب”تنقية المياه” ، ويضم نظام ترشيح (UF) ميكانيكي في وسيط يتألف من سبعة “فلترات”، مما يعني تجميع سبعة مراحل للترشيح داخل خرطوشة فلتر واحدة. وتقول الدعاية أن ” وسيط الفلتر المُختار بعناية ومواصفاته تعملان على سلامة وآمان أداء الفلتر مما يعني ضمان الحصول على مياه نقية ومصفاة. ويتكون من سبع مراحل وهم فلتر الرواسب الأولي، فلتر الكربون النشط، كرات سيراميك مصنوعة من الكربون النشط، سيراميك المياه الحيوية “Pi-water” من اليابان، كرات سيراميك الترمالين، غشاء ليفي مجوَّف للترشيح المُستدِق،وحجر فضي مضيء مضاد للبكتريا”.
كما تسوق الشركة لقرص مدمج تدعي أنه بمجرد صب الماء من فوقه يحصل الزبون على ماء خارق للعادة يمكن أن يشفي العديد من الأمراض ولا سيما مرض السكري.
إتهامات وتجريم الشركة بتهمة الإحتيال
وقد أثير الكثير من الجدل حول شركة كيو نت وذلك فيما يتعلق بمنتجاتها أو مصداقيتها في عملية التسويق الشبكي وممارسة عملية النصب المعروفة بالنموذج الهرمي، حيث منعت وجرمت في العديد من الدول بتهمة ممارسة نظام هرمي. كما ذكرت العديد من الصحف العالمية والتقارير الصحفية المصورة والمنظمات الرسمية بأن هذه الشركة تتبع النظام الهرمي في التسويق. ونذكر هنا منظمة البيع المباشر في أندونيسيا. كما أدرجها توماس ثومبسون ضمن بعض شركات التسويق الهرمي في إحدي جلسات البرلمان الاسترالي.
كماأعدت قناة France24 الإخبارية تقريرا عن بداية عملها الغير مشروع في إفريقيا، ونشرت بعض الصحف العالمية أخبار غلقها وتجريمها وبعض أحداث القبض على مديريها بتهمة الاحتيال في العديد من الدول. وتقول بعض المعلومات  أن QNet هي ذاتها GoldQuest المجرمة دولياً منذ عام 2008 كما هو موضح في موقع FraudsandScams.com وشركة QNet ما زالت معترفة بهذا الاسم وتدرجه ضمن أسماء الشركة المملوكة لها والممنوع استعماله من قبل أي ممثل لها لأغراض شخصية، وهذا في البند (C) في صفحة 19 النسخة العربية وصفحة 20 النسخة الإنجليزية من ملف السياسات والإجراءات الخاص بالشركة، حسب ذات الموقع.
الشركة تكذب الاتهامات
تؤكد الشركة دائما أن هناك فرق بين التسويق الهرمي والشبكي. فإذا كانت أمريكا والغرب قد منعوا التسويق الهرمي فقد أجاز الجميع التسويق الشبكي. وهناك فروقات كثيرة يعلمها أخصائيو التسويق. أما التسويق الشبكي الذي تتبعه الشركة فهو، بحسبها، قائم على أساس الشركة مقابل استغنائها عن أساليب الدعاية التقليدية عبر وسائل الإعلام، حيث  تتحول تكاليف الدعاية والإعلان التي توفرها الشركة إلي عمولات يكسبها المشترك مقابل قيامه هو بالدعاية والتسويق، ثم إن كل مشترك يدفع ثمن السلعة التي يشتريها ويستفيد منها.
وتقول إدارة الشركة أن هناك منظمات تقوم بالتفريق بين شركات التسويق الهرمي والتسويق الشبكي وتم اعتماد الشركة على أساس شركه تسويق شبكي.
كما تقول أنه تم تصنيفها من أحسن الشركات نموا من طرف  The World Economic Forum في عام 2011 ، لكن هذا لا يعني بالضرورة كونها ذات مصداقية.
كما تقول أن شركة مايكروسوفت  تحدثت عنها كعميل، وتم وضع تاريخ الشركة في Case Study على موقعها الالكتروني.
وتهتم شركة كيونيت كثيرا بعمل الدعاية لتبرئتها ومنح الإحساس بالإطمئنان لأعضائها. وقد قامت الشركة مؤخرا بعمل حفل سنوى كبير ل”تيم فيث” في مصر بحضور المطرب عمرو دياب والفنان عزت أبو عوف.
وقد تحدث عنه بعض المواقع الألكترونية مثل خبر في اليوم السابع عن الحفل،  وخبر في موقع في الفن عن الحفل،  وخبر في مجلة “كلمتنا” وموقع اي ام 2  وأيضا على موقع عمرو دياب.

اعداد: عبد الحق ديلالي