كشفت مصادر مطلعة في العاصمة الأردنية عمّان، لرويترز، أن جامعة الدول العربية تعمل على تنسيق المواقف والدفع قدما بالزخم الذي عبرت عنه المجموعة العربية برمتها في رفض قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأن هذه التحركات قد تفضي إلى عقد قمة عربية طارئة.
وكشفت المصادر عزم وزراء خارجية عدد من الدول العربية إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عقد الاجتماع في العاصمة الأردنية، غدا السبت، لبحث إمكانية عقد قمة عربية استثنائية ضمن الحركة السياسية العربية لمواجهة القرار الأميركي الأخير بشأن القدس.
وعُلم أن الاجتماع سيضم وزراء خارجية مصر وفلسطين والسعودية والإمارات والمغرب، بالإضافة إلى الأردن، وهم أعضاء وفد الوزراء المشكل بقرار من مجلس وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الطارئ في التاسع من ديسمبر الماضي.
وتقول مصادر مقربة من الجامعة العربية إن المداولات العربية المقبلة في عمّان تأتي بعد أن عبر العالم عن شبه إجماع على رفض قرار ترامب، بما وضع الولايات المتحدة في عزلة دولية غير مسبوقة أثارت حنق البيت الأبيض وعكستها تهديدات أطلقها ترامب والسفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي ضد الدول التي صوتت ضد القرار داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكانت 128 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت في 21 دجنبر الماضي، لصالح قرار يدعو الولايات المتحدة إلى سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما اعترضت 9 دول، وامتنعت 35 دولة عن التصويت لصالح القرار الذي استبقته واشنطن بالتهديد بوقف المساعدات المالية التي تقدمها لتلك الدول.
وكشفت مصادر دبلوماسية عربية أن اجتماع عمان سيناقش إمكانية عقد قمة عربية استثنائية بشأن القرار الأميركي حول القدس، علما بأن القمة العربية الدورية ستعقد في الرياض نهاية مارس المقبل، كما ستناقش التحركات العربية الواجبة إزاء التغير في الموقف الأميركي، الذي يمس بمكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي.
وتنقسم الآراء حول نجاعة عقد قمة عربية طارئة طالما أن الموقف العربي الذي عبرت عنه كافة العواصم في اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة كما في اجتماع القمة الطارئة للمؤتمر الإسلامي في إسطنبول في 13 ديسمبر الماضي، كان حاسما في رفض قرار ترامب وإدانته.
وكان وزراء الخارجية العرب طالبوا الولايات المتحدة في اجتماعهم الطارئ بالقاهرة في الشهر الماضي، بدعوة من الأردن، بـ “إلغاء قرار ترامب”. غير أن دبلوماسيين عرب يحذرون من إغراق مسألة مهمة كالقدس بالتفاصيل التقليدية لأي قمة لجهة المشاركة بها ومستوى التمثيل، وهو أمر لا يتسق مع القوة التي يحتاجها أي قرار بشأن القدس.
جوزيف خوري – (رويترز)