التأم المكتب الوطني لمنظمة الشبيبة الاشتراكية في اجتماعه الشهري يوم السبت 26 نونبر 2016، استهله بتقديم العزاء في وفاة المناضل الكوبي اليساري التقدمي الثوري ” فيدل كاسترو” أحد زعماء الفكر الاشتراكي بأمريكا اللاتينية. متداولا في عدد من النقط في جدول أعماله، علاقة بالأوضاع العامة للبلاد، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذا السير التنظيمي والإشعاعي للمنظمة، إذ توقف المكتب الوطني بداية عند حالة الجمود السياسي وتأخر تشكيل الحكومة، وما لذلك من انعكاسات سلبية، داعيا كافة الفرقاء السياسيين إلى ترجيع كفة المصلحة العليا للوطن وتيسير مهمة رئيس الحكومة المعين.
وارتباطا بذلك و تقييما لمحطة الانتخابات التشريعية المنصرمة، هنأ الرفيقات والرفاق في المكتب الوطني، كل الفائزات و الفائزين في هذه المعركة، منوهين بمجهودات جميع المرشحات والمرشحين، ممن لم يحالفهم الحظ، و كذا المناضلات والمناضلين، ممن ساهموا وتعبئوا من أجل إعلاء راية الحزب والدفاع عنها، كما عبر جميعهم عن أسفهم الكبير للأجواء العامة التي جرت في ظلها الاستحقاقات التشريعية الأخيرة، مؤكدين على أن أي عرقلة لمسار البناء الديمقراطي في بلدنا، ليعتبر تراجعا خطيرا عن المكتسبات المحققة طيلة عقود من العمل والنضال، ستدخل الجميع في دوامة من المشاكل والأزمات اللامتناهية، مستشرفين المستقبل، متفائلين بغد أفضل، كشباب غير راض تماما عن التوجه نحو تقزيم حزب عريق وتاريخي، هو منارة المغرب في التقدم والحداثة مند أزيد من 73 سنة من النضال والعطاء والوفاء، إنها النظرة الواقعية نحو الأدوار السياسية لحزب التقدم والاشتراكية، بريادته الفكرية وقوته الاقتراحية، و حصيلة عمله في تدبير الشأن العام الوطني، هي التي تدفعنا في الشبيبة الاشتراكية لنقول بان محصلة النتائج الانتخابية، لا تعكس تماما المكانة الحقيقة لهذه المؤسسة الحزبية، وأن كل ما تم توجيهه من ضربات لهذا الحزب قصد تضعيفه، لن يزيد مناضلاته ومناضليه إلا عزما وإرادة على المضي قدما في النضال المستميت من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، خدمة للمصالح العليا للوطن، دفاعا عن القضايا العادلة للشعب المغربي.
هذا، ويعتبر المكتب الوطني، الانتخابات التشريعية، محطة لمراجعة الأوضاع العامة للبيت الداخلي، تستدعي الوقوف عند الاختلالات التنظيمية والمشاكل العالقة، والعمل على تصحيحها على نحو أفضل، وترصيص البناء الداخلي وتمتينه، ليشكل قوة ضد مختلف الأساليب، الرامية إلى ضرب الأحزاب الديمقراطية التقدمية الجادة والهادفة، واحتكار الفعل السياسي، وبلقنة المشهد الحزبي، بعيدا عن أسس دولة المؤسسات ومغرب الديمقراطية.
وعلاقة بالدخول المدرسي والجامعي لهذا الموسم، توقف المكتب الوطني متضامنا مع كافة الحركات الاحتجاجية التلاميذية والطلابية الداعية إلى الإنصاف، و رفع منسوب الجودة وإصلاح الاختلالات ومراجعة النقائص، على نحو بناء معالجة دقيقة لأوضاع منظومتنا التعليمية، التي أضحت وللأسف الشديد مختلة من كافة الجوانب، في تناقض صريخ بين أفاق التنمية في بلدنا و قيمة المنتوج الأكاديمي والتربوي، الدافع الأساس نحو تحقيق الهدف المنشود، إذ أن التوجه اللبيرالي الصرف نحو خوصصة التعليم، لهو ضرب في مقياس العدالة الاجتماعية، وتوجه خطير نحو إنتاج المزيد من التخلف، وانسداد الأفق الاجتماعي أمام شرائح مهمة من الشعب المغربي، إن التعليم قضية وطنية، ومجانيته حق دستوري، ولا يمكن للقطاع الخاص أن يشكل بديلا عن القطاع العام في هذا المجال الحيوي، بل يمكنه أن يكون مكملا ومدعما، فكفى من الإعفاءات الضريبة على مؤسسات التعليم الخصوصي، لقد آن الأوان آن يساهم القطاع التعليمي الخصوص في تمويل القطاع التعليمي العمومي، عبر ضرائب موجهة وهادفة.
ومن جهة أخرى، ناقش المكتب الوطني سير المنظمة، وعملها بعد مرور سنتين عن المؤتمر الوطني السابع، مدققين في الأوضاع التنظيمية، ودور ومكانة الدراع الشبابي لحزب التقدم والاشتراكية في الوسط الشبابي المغربي، إذ تم الاتفاق على مباشرة التحضير لانعقاد الدورة الخامسة للمجلس المركزي للمنظمة يوم 21 يناير 2017 بالرباط، حيت يتوجب انعقاد اجتماعات جهوية تنظيمية محلية في الفترة الفاصلة من الآن، ليتطرق المكتب الوطني إلى دور الشبيبة الاشتراكية وسط منظومة الشبيبات الحزبية، في إطار الهيئة الوطنية للشباب والديمقراطية، و من ذلك تثمين الأوراش المفتوحة مع وزارة الشباب والرياضة، من شراكة عمل وتمويل خدمة لمصالح الشباب المغربي.
وفي إطار الأنشطة الإشعاعية، تم استعراض تقرير مفصل عن التحضير للملتقى المتوسطي الأول حول الشباب والديمقراطية، الذي ينظمه المكتب الوطني بمبادرة من فرع طنجة المدينة ما بين 7 و11 دجنبر المقبل، والذي يعتبر سابقة دبلوماسية، ستعرف إشراك أطر جامعية ومنتخبين وعدد من ممثلي المنظمات الشبابية وهيئات المجتمع المدني بإسبانيا، إلى جانب ممثلين عن منظمات شبابية عربية من دول ضفة البحر الأبيض المتوسط، حيت سبق وقام وفد عن المنظمة بزيارة عمل وتنسيق إلى الجزيرة الخضراء، تحضيرا لهذا الحدث الدولي الشبابي. كما تداول المكتب الوطني في مشاركة المنظمة في الدورة التدريبية للإعلاميين الشباب بتونس الشقيقة، استجابة لدعوة اتحاد الشباب العربي.
وفي نهاية الاجتماع، دعا المكتب الوطني للمنظمة كافة الرفيقات والرفاق إلى التعبئة الشاملة، والالتفاف حول منظمتهم، والعمل على البناء وتجديد البناء، والاستعداد للمحطات التنظيمية المقبلة.
الشبيبة الاشتراكية تدعو إلى التعبئة الشاملة استعدادا للمحطات التنظيمية المقبلة
الوسوم