في الوقت الذي تعززت فيه البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية للعاصمة الاقتصادية للمملكة، بمشروع مهيكل جديد، أطلق عليه «المنتزه البحري لمسجد الحسن الثاني» الذي سيسهم لامحالة في تعزيز جاذبية مدينة الدار البيضاء والارتقاء بها إلى مصاف الحواضر العالمية، تم إعطاء الانطلاقة لبناء مدرسة بمواصفات عالمية بقلب المشروع الحضري كازا أنفا. مدرسة تشكل حدثا هاما، في تاريخ هذه الحاضرة التي تفتح أبوابها لكل برنامج أو خطة استراتيجية لتلبية حاجيات ساكنتها من التعليم وجودته من أجل الارتقاء بأسلوب الحياة الاجتماعية. فالمشروع الحضري كازا أنفا الذي يقع في قلب مدينة الدار البيضاء وفي موقع مطار أنفا القديم، يهدف إلى توفير مراكز حضرية جديدة لمدينة الدار البيضاء والمساهمة في رفعها إلى مصاف المدن العالمية الكبرى. يندرج مشروع كازا أنفا الذي يمتد على مساحة 350 هكتارا في إطار استراتيجية لتجديد وتحديث المجال الحضري. ويستضيف هذا المشروع المركز المالي الدولي للدار البيضاء، وهي مبادرة وطنية ذات أبعاد استراتيجية تهدف لجعل الدار البيضاء قطبا ماليا وبوابة نحو القارة الإفريقية. فمن المتوقع أن يضم مشروع كازا أنفا على المدى البعيد، 100000 نسمة حول حي متعدد الوظائف يضم بنايات سكنية، مكاتب، محلات تجارية، فنادق، فضاءات ترفيهية، مرافق تعليمية، صحية، ثقافية، رياضية وترفيهية، في تناغم تام مع المساحات الخضراء من خلال حديقة حضرية شاسعة.
المنتزه البحري لمسجد الحسن الثاني
تعززت البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية للعاصمة الاقتصادية للمملكة، بمشروع مهيكل جديد، أطلق عليه «المنتزه البحري لمسجد الحسن الثاني» وهو ما سيسهم في تعزيز جاذبية مدينة الدار البيضاء والارتقاء بها إلى مصاف الحواضر العالمية. وهكذا يتوخى هذا المشروع النموذجي الذي أشرف جلالة الملك محمد السادس، مؤخرا، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجازه، تدعيم البنى التحتية لهذا الجزء الحيوي من العاصمة الاقتصادية، وفق مواصفات عمرانية حديثة تتناغم مع النمو الديموغرافي والحضري الذي تشهده مدينة الدار البيضاء وتحسين إطار عيش ساكنتها. ويعكس إطلاق هذا المشروع الجديد، حرص جلالة الملك الراسخ على تمكين الحاضرة الاقتصادية للمملكة من بنيات تحتية حديثة بمعايير دولية، بوسعها إعطاء نفس مستدام لانبعاث المدينة والاستجابة للتطلعات المشروعة لساكنتها. كما يعكس عزم جلالته الثابت على تمكين مختلف مدن المملكة من بنيات تحتية متينة ومشهد حضري متناغم وجذاب، بما يمكن من مواكبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد في العديد من المجالات. وسيسهم هذا المشروع، الذي يندرج في إطار تنفيذ الاتفاقية المتعلقة بتثمين ساحل جهة الدار البيضاء-سطات، الموقعة بتاريخ 26 شتنبر 2014 تحت رئاسة جلالة الملك، والتي تروم أيضا تهيئة كل من كورنيش دار بوعزة وعين الذئاب وعين السبع والمحمدية، وذلك بغلاف مالي إجمالي قدره 700 مليون درهم، في توفير تجهيزات ومرافق حيوية تجاور مسجد الحسن الثاني، المعلمة الدينية والعمرانية التي تشكل مبعث فخر كل المغاربة. وستتيح مثل هذه البنيات التحتية الجديدة، التي تشمل تهيئة حديقة حضرية مفتوحة في وجه العموم وكورنيش على طول الحاجز البحري للعنق، وذلك انطلاقا من مسجد الحسن الثاني إلى غاية رأس العنق أيضا مواكبة التطور الذي تشهده العاصمة الاقتصادية للمملكة على كافة المستويات وتوفير خدمات ذات قيمة مضافة. ويتوخى هذا المشروع الذي يضم عدة مرافق ترفيهية وثقافية واجتماعية ورياضية وإيكولوجية تكريس موقع مدينة الدار البيضاء وجاذبيتها السياحية وبعث دينامية جديدة في بنياتها التحتية في أفق الارتقاء بها إلى مصاف الحواضر العالمية. ويعد هذا المشروع الذي سينجز في أجل 14 شهرا، ثمرة شراكة بين وزارة الداخلية (المديرية العامة للجماعات المحلية)، وولاية جهة الدار البيضاء-سطات، وعمالة مقاطعات الدار البيضاء-أنفا، وجماعة الدار البيضاء وشركة الدار البيضاء للتهيئة. وينسجم هذا المشروع تمام الانسجام، مع أولويات مخطط تنمية مدينة الدار البيضاء (2015-2020)، الذي يروم تحسين إطار عيش ساكنة الحاضرة الاقتصادية، والحفاظ على بيئتها وهويتها، وتعزيز موقعها الاقتصادي سعيا إلى جعلها قطبا اقتصاديا حقيقيا.
المدرسة الفرنسية الدولية
ومؤخرا، تم وضع الحجر الأساس للمدرسة الفرنسية الدولية (EFI) بقلب المشروع الحضري كازا أنفا وذلك بحضور والي جهة الدار البيضاء-سطات، خليل سفير، ورئيس الجهة، مصطفى الباكوري. فبفضل نموذجها التعليمي الفريد والخبرة المعترف بها لمؤسسيها، تمكنت المدرسة الفرنسية الدولية من الظفر بطلب العروض الذي أطلقته وكالة التعمير والتنمية أنفا والخاص بتطوير وإدارة مؤسسة تعليمية توفر جميع المستويات من الحضانة إلى الباكالوريا. أعطت هذه الاحتفالية الرمزية الانطلاقة الرسمية لبدء أشغال المؤسسة التعليمية التي ستفتح أبوابها خلال الموسم الدراسي المقبل في شتنبر 2017 بالنسبة لمستويات الحضانة والابتدائي.
وفي هذا الإطار، أوضح سعيد إبراهيمي رئيس القطب المالي للدار البيضاء أن: «جودة وتوفر العرض التعليمي يشكلان عنصرا حاسما ومعيارا رئيسيا لاختيار وجهة تمركز المؤسسات الدولية وأطرها».
ومن خلال اختيار المدرسة الفرنسية الدولية، اعتبرت وكالة التعمير والتنمية أنفا والقطب المالي للدار البيضاء، أن النهج البيداغوجي الذي يرتكز على تعدد اللغات، الانفتاح على العالم، التميز الأكاديمي والحكامة التي تدمج فاعلين رئيسيين في التعليم بفرنسا والمغرب، تشكل العناصر الأساسية لتلبية احتياجات ساكنة القطب الجديد لمدينة الدار البيضاء الذي سيستقبل على المدى البعيد 100000 نسمة.
ومن جانبه، عبر Bernard Delesalle رئيس المدرسة الفرنسية الدولية أولا عن الشرف الذي حظيت به المؤسسة من خلال اختيارها، وقام بعد ذلك بتقديم المشروع البيداغوجي الكفيل بتوفير تعليم أكاديمي متميز وقدرته على استيعاب التلاميذ من مختلف الجنسيات و المستلهم من المجموعة التعليمية التي يديرها بباريس: المدرسة الدولية متعددة اللغات. كما أوضح Delesalle أن مؤسسته التعليمية توفر للتلاميذ من أكثر من 70 جنسية بيئة متعددة الثقافات تجمع بين المعرفة التامة للغات، التميز الأكاديمي والدعم الشخصي للطلاب، مشيرا إلى أن المدرسة الدولية متعددة اللغات ستضع جميع خبراتها رهن المدرسة الفرنسية الدولية.
ومن جهته أوضح التهامي الغرفي أن: «المدرسة الفرنسية الدولية هي أكثر من مجرد مؤسسة تعليمية، حيث ستساهم في بناء مجتمع حقيقي من خلال تعبئة كفاءات ستعمل على مواكبة الأطفال في طريق التميز الدراسي وستفتح أمامهم أبواب أفضل المؤسسات العليا الدولية، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن الطلاب سيستفيدون كذلك من لغات متعددة ابتداء من الحضانة (الإنجليزية، العربية، الفرنسية) وكذا من الاعتمادات لاختبارات الدولية التي تمكنهم من الدراسة والتفوق في العالم أجمع».
نبذة عن المؤسسة التعليمة
تتواجد المدرسة الفرنسية الدولية في قلب المشروع الحضري كازا أنفا، وتوفر تعليما متميزا بثلاث لغات من الحضانة إلى الباكالوريا في بيئة متعددة الثقافات. بفضل شراكة مع المدرسة الدولية متعددة اللغات باريس (EIB Paris)، ستطبق المؤسسة نموذجا بيداغوجيا مستلهم مباشرة من النموذج الذي يمنح للمدرسة الدولية متعددة اللغات السمعة الكبيرة التي تحظى بها منذ 60 سنة، خاصة في تعليم اللغات والمواكبة الشخصية التي تمكن من الولوج إلى أفضل المعاهد العليا في العالم. المدرسة الدولية الفرنسية ستفتح أبوابها في شتنبر 2017 لتلاميذ الحضانة والابتدائي، فيما سيتم تدريجيا افتتاح مستويات الإعدادي والثانوي في السنوات القادمة.
تتكون المؤسسة من 3 بنايات بفضاءات منفصلة لمستويات الحضانة، الابتدائي والثانوي، وتمتد على مساحة 12500 متر مربع. تصل الطاقة الاستيعابية للمؤسسة إلى 1950 تلميذا، تتوزع على جميع المستويات (أقسام لكل مستوى). من المقرر تشييد العديد من المرافق تشمل (مدرجا، مكتبتان، 5 مختبرات علمية وكذا العديد من التجهيزات الرياضية).
سعيد ايت اومزيد