خلال كل الأحاديث والملاحظات والمرافعات المرتبطة بملف نادي الترجي التونسي وفريق الوداد البيضاوي، أثارتني مسألتان تبدوان في نظري غاية في الأهمية.
أول ملاحظة تتعلق بعميد الوداد خلال هذه المقابلة التي أثارت حولها القائمة، والتي شكلت تبعاتها سابقة في تاريخ النزاعات المرتبطة بالمجال الرياضي إلى درجة أن المحكمة الدولية عجزت عن اتخاذ قرار نهائي بشأنها.
في كل التفاصيل المتعلقة النازلة تم الحديث عن جهل عبد اللطيف نوصير بصفته عميدا، التكلم بالإنجليزية، وعدم فهم كل ما يقال له بهذه اللغة التي تعتبر الأولى العالمية، هذا العامل تحول إلى نقطة ضعف بالنسبة لملف الوداد، مادام لا الحكم الغامبي بكاري غاساما ولا الجانب التونسي حاولا استغلال الموقف لصالحهما، وتبرئة الذمة حول أسباب غياب تقنية الفيديو أي ما يسمى اختصارا بـ (VAR).
صحيح أن هذا التبرير مردود عليه، على اعتبار أن مسألة “الفار” لا يمكن أن تخبر بهذه الطريقة المبسطة، بقدر ما تتطلب إخبار الوفد ككل، خلال الاجتماع التقني وتوقيع محضر في الموضوع، كما أن إقحام العميد قبل انطلاق المباراة بدقائق معدودة، لهو أمر مرفوض رفضا قاطعا.
الوجه الثاني للأمر هو أن المفروض في عميد الفريق إتقان إحدى اللغات الحية، فإذا لم تكن الإنجليزية، فهناك الفرنسية، مادام الحكام يتكلمون لغتين على الأقل، وهذا يتوقف على اختيار العميد، وفي هذه العملية لا يجب أن تكون الأسبقية لعامل الأقدمية.
مع العلم أن أي رياضي تحول إلى شخص عمومي، مطالب بتحيسن مداركه العلمية والثقافية، كما هو معمول به في كل بقاع العالم، خاصة إذا كانت الإمكانيات المادية تسمح بذلك.
الملاحظة الثانية جاءت من معلومة خاصة من إدارة الترجي وهى أن هذا النادي التونسي يتوفر على مصلحة قانونية تضم خبراء قانونيين، من بينهم المحامي علي عباس الذي رافع عن ملف ناديه القضاة الدوليين، وهو في نفس أستاذ جامعي، مختص في النزاعات، وتواصل بشكل مستمر، وبدرجة عالية من الإحترام مع الإعلام المغربي.
كل هذا يؤكد أن أنديتنا الكبيرة بصفة عامة، والملزمة بالمشاركات القارية والدولية، لابد وأن تهيكل على أسس تؤهلها لمواجهة التحديات، وأن لا تظهر في بعض الأحيان عاجزة عن التطور.
صحيح أن إدارة الوداد أظهرت نضجا كبيرا في طريقة إدارتها لهذا الملف الشائك وغير المسبوق، وأن مواكبة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كانت حاضرة بقوة، إلا أنه لابد من الوقوف على بعض النقط التي تبدو بحكم الاستئناس الطويل بسنوات الهواية غير أساسية أو ذات أهمية، والظروف الآنية أكدت الحاجة إلى مراعاة مثل هذه الأسس التي تساهم في التطور والبناء المؤسساتي.
هاتان الملاحظتان لا تنقصان أبدا من قيمة نوصير بصفته لاعبا نموذجيا يقدم مسارا أكثر من رائع، وطور نفسه ليصبح ممثلا للرياضيين داخل اللجنة الأولمبية الوطنية، كما أن الطريقة التي أدارت بها إدارة الوداد هذا الملف كانت غاية في الإتقان ولم يسجل أي ضعف وفي تنسيق تام مع إدارة الجامعة، وهذا بشهادة حتى المسؤول عن الجانب القانوني داخل إدارة الترجي.