إغراق مركب سكني بعمالة عين الشق بالعشوائيات

أزيد من ربع قرن والمركب السكني الاجتماعي والاقتصادي بسيدي معروف أولاد حدو التابع ترابيا لعمالة عين الشق، ينتظر التفاتة من المسؤولين ليعيدوا إليه الاعتبار، كونه مركبا سكنيا مخصصا لطبقة اجتماعية ما أحوجها إلى نظرة تقطع مع الإهمال والتهميش التي يرجح تحت نيرهما هذا المشروع وكذا قاطنته التي أمست تتساءل عما إذا كانت هناك فعلا قوانين تحميهم من البناء العشوائي الذي يستفحل فوق سطوح العمارات، ومحيطها من خلال الاستيلاء على المسالك والممرات بل واقتطاع أجزاء واسعة من فضاءات المشروع وتسييجها بالأسلاك الحديدية والأخشاب.
في مقابل البناء العشوائي الذي أصبح يتزايد بهذا المشروع السكني بأعداد كبيرة، مما يرفع من منسوب السكن الصفيحي بالمنطقة، تلتزم السلطات المحلية الصمت والصمت المطبق إزاء هذه الأوضاع المزرية والتي يزيدها تفاقما التلوث بالأزبال والقاذورات المنتشرة بكل أرجاء هذا المشروع الذي غدا عار على جبين مدبري الشأن العام سواء الحاليين أو السابقين.
المتضررون لا يدرون أية أبواب يتعين طرقها للمطالبة برفع هذا البؤس. وقد سبق أن تقدموا بشكايات مفتوحة عبر هذا المنبر إلى مجموعة من المسؤولين المحليين وعلى رأسهم، برلماني عن حزب “المصباح” وعامل مقاطعة عين الشق، دون أن تلقى أية رد، لتعيد الكرة بمراسلة وزير الداخلية عبر نفس المنبر، ولا حياة لمن تنادي، مما شجع ويشجع على تزايد البناء العشوائي الذي يتغذى على صمت السلطات وعدم مبالاة مجلس المقاطعة بمشاكل ومشاغل ساكنة هذا المشروع التي بات عليها أن تنتظر موعد الانتخابات لكي يطرق بابها مرشحون يبيعونها الوهم..  
ويستغرب السكان هذه الأوضاع المزرية التي بقيت مستمرة في هذا المركب السكني التابع لعمالة مقاطعة عين الشق، في الوقت التي تشهد فيه باقي المقاطعات بالدار البيضاء حملات واسعة ضد البناء العشوائي. ففي غياب أي تدخل من قبل المسؤولين المحليين لوضع حدا لهذه التجاوزات وإعادة الاعتبار لساكنة المشروع، سيستمر البناء العشوائي بالمركب السكني.
ورغم كل هذا، فإن بارقة أمل سطعت بالتغيير الذي طرأ على الملحقة الإدارية “الجنانات”، حيث تقلد في الآونة الأخيرة قائد جديد مسؤولية تدبير الشأن المحلي، هذا المسؤول تعول عليه الساكنة المتضررة في محاربة البناء العشوائي المركب السكني بكل أنواعها وأشكالها، وفي إعطاء نفس جديد لساكنته التي تأمل في إتمام أنجاز المشروع حتى يلبي الحاجة التي من أجلها أحدث.
للإشارة، فهذا المشروع السكني الذي لم يكتب له أن يكتمل حتى يومنا هذا، يأوي الشطر الأول منه، عائلات من المدينة القديمة تم ترحيلها إليه في أواخر سنة 1993، في إطار تهيئة مسجد الحسن الثاني، وعائلات أخرى من من دور الصفيح.

بيان اليوم

Related posts

Top