اليونيسيف تفضح الواقع المأساوي للأطفال المحتجزين بتندوف

بيان24:  محمد حجيوي
أقرت منظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة “يونسيف” بوجود واقع مأساوي يعيشه الأطفال المحتجزون بمخيمات تندوف، خاصة بعد الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت المنطقة.
وأكد ممثلو اليونسيف في الجزائر، عقب زيارة قاموا بها إلى مخيمات تندوف، أن حوالي 32 ألف طفلا في حاجة إلى مقاعد دراسية، وأن حوالي 12 ألف عائلة توجد دون مأوى، كما أن حوالي 40 في المائة من المراكز الصحية دمرت كليا أو جزئيا، بسبب الفيضانات الأخيرة التي عرت الواقع المأساوي الذي يعيشه المحتجزون بالمخيمات.
وأضح ممثلو اليونسيف أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة في شهر أكتوبر المنصرم، والتي نجمت عنها فيضانات أدت إلى هدم العديد من المدارس والمنازل الطينية، جعلت المحتجزين يعانون نقصا حادا في التموين، علما أن هذه الملاحظة التي ساقتها منظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة، تأتي بعد مرور أشهر قليلة عن كشف فضحية اتجار قادة البوليساريو بالمساعدات الإنسانية التي ترسلها المنظمات الدولية للمخيمات.
 ووصفت “اليونسيف” أزمة المخيمات بأنها من أسوء الأوضاع في العالم، مؤكدة أن موظفيها “وقفوا على الحرمان الحقيقي الذي يعيشه سكان المخيمات بعدما فقدوا أهم ما يمكن للمرء أن يملكه وهو سقف يأويهم ويحميهم”.
وعلقت وسائل إعلام جزائرية بأن هذا التقرير يعتبر إجابة قوية على العديد من الأسئلة الحارقة التي ألقى بها جلالة الملك محمد السادس في خطاب الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء بالعيون، في مرمى النظام الجزائري الذي عجز، طيلة أربعين سنة، عن توفير العيش الكريم لحوالي 40 ألف شخص في تلك المخيمات، ودون أن يوفر لهم السكن اللائق وهم لا يتجاوزون عدد سكان حي متوسط في العاصمة الجزائر، وكذا تأكيد جلالته على المسؤولية السياسية والقانونية التي يتحملها النظام الجزائري باعتباره سببا مباشرا في الوضع المأساوي وفي واقع البؤس والحرمان الذي توجد عليه ساكنة مخيمات تندوف.
وقدر مراقبون حجم الإعانات التي تحتاجها مخيمات تندوف في حوالي 50 مليون دولار، وهو مبلغ بسيط، من شأنه إنقاذ أطفال المخيمات من الأوضاع المزرية التي يعشون فيها، كما أنه مبلغ بسيط بالمقارنة مع تلك الأموال الطائلة التي صرفتها الجزائر في حربها العسكرية والدبلوماسية ولازالت تصرفها بغاية النيل من سيادة المغرب ومن وحدته الترابية، في الوقت الذي تترك فيه سكان تندوف يعيشون أوضاعا مهينة ولا إنسانية بهدف المتاجرة بهم، حيث قال جلالة الملك محمد السادس في خطاب العيون “إن الجزائر حولت أبناء الصحراء الأحرار إلى غنيمة حرب، ورصيد للاتجار غير المشروع”.
يشار إلى أن العديد من التقارير الدولية والتي صدرت في الفترة الأخيرة، أجمعت على الأوضاع الكارثية التي تعيشها مخيمات تندوف نتيجة التساقطات المطرية الأخيرة والتي فضحت الدعاية الكاذبة للجزائر، كما أن تلك الأوضاع الجديدة التي كشفت الوجه الحقيقي للمخيمات فرضت، بحسب تلك التقارير، ضرورة اعتماد قراءة جديدة للتاريخ لتبيان وفهم علاقة الجزائر بساكنة المخيمات المبنية على أساس المصالح والاستغلال المفرط بعيدا عن الشعارات الرنانة المرفوعة بغرض الاستهلاك الإعلامي ليس إلا.
ويذهب العديد من المراقبين إلى اعتبار النظام الجزائري أول من تخلى على ساكنة تندوف في مواجهة مخلفات الفيضانات التي دمرت البيوت وجرفت الأمتعة والخيام وشردت العديد من الأسر بأطفالهم ونسائهم دون أن تحرك الجزائر ساكنا لتقديم الدعم للمنكوبين على أراضيها، وهو سلوك تقول المصادر “لا يخلو من عنصرية اتجاه الساكنة الصحراوية”.

Related posts

Top