احتفاء بالشاعر نورالدين الدامون

احتفى فرع القصر الكبير لاتحاد كتاب المغرب مؤخرا بالشاعر نور الدين الدامون» بتنظيم لقاء نقدي خصص لقراءة مجموعتين شعريتين، أولاهما من نظمه وتحمل عنوان «ويشرقون موتا»، والثانية مترجمة للشاعر الإسباني «لويس سيرنودا» وتحمل عنوان «الواقع والرغبة». وقد شارك في هذا اللقاء، الذي احتضنته قاعة المركز الثقافي البلدي، الباحثون عبد الإله المويسي مسيرا ومحمد اليملاحي ومصطفى الدامون مشاركين.
وأكد الناقد محمد اليملاحي في مداخلة بعنوان «ويشرقون موتا، تأملات في العنوان» في البداية على أهمية دراسة عناوين الأعمال الإبداعية لكونها مفتاحا تأويليا يساعد القارىء على فهم النص، ثم انتقل بعد ذلك لقراءة عنوان المجموعة الشعرية المذكورة من حيث المبنى والمعنى، معتمدا في ذلك على أدوات نحوية ودلالية وتداولية.
ومن جهته تناول مصطفى الدامون موضوع (مشكلة ترجمة الشعر)، منطلقا في عرضه من الخلاف الدائر قديما وحديثا حول ترجمة الشعر ما بين قائل بصعوبته بل واستحالته بحكم الطبيعة الخاصة لهذا الجنس الأدبي الصعب وقائل بإمكانية ذلك وفق شروط معينة، واستعرض في الحالتين آراء في الموضوع من الشرق والغرب (الجاحظ بالخصوص).
وعرض المتدخل نموذجا من الترجمة التي أنجزها عبد الغفار مكاوي لبعض أشعار «لويس سيرنودا»، المتضمنة في كتابه «ثورة الشعر الحديث»، حيث شكك في ترجمة مكاوي عن الشعر الإسباني الأصل ورجح النقل عن الترجمة الإنجليزية الأصل مبينا ما اعتبره «ثغرات» في ترجمة مكاوي على ضوء الأصل الإسباني.
ولاحظ المتدخل أن نور الدين الدامون لم يترجم عن اللغة الإسبانية، بل عن الترجمة الفرنسية, ثم بين بعض الفروق الدلالية الدقيقة، من خلال بعض النماذج, بين الأصل الإسباني والترجمة العربية التي أنجزها مشددا على صعوبة ترجمة الشعر ومنوها في نفس الآن بالترجمة التي أنجزها الدامون لما تنطوي عليه من جهد واضح.
وانتهى اللقاء بقراءة الشاعر الدامون لنصوص قصيرة من مجموعته الشعرية مصحوبة بنغمات على آلة العود، وقعها على أسماع الحاضرين الفنان محمد البهلولي، مما أضفى على تلك القراءة بعدا جماليا.

Top