لم يكن أندريس إنييستا يتحمل الابتعاد عن فراش والديه عندما كان طفلا صغيرا، ولم يكن من المتوقع أن يصبح أحد أبرز لاعبي كرة القدم على مر العصور، لكن لم يشك أحد تقريبا في مستواه عند متابعته أثناء اللعب.
وترك إنييستا، الذي احتفل بمرور 36 عاما على مولده أمس الاثنين، بصمته على مدار 16 عاما في برشلونة وكان من أبرز أسباب أنجح فترة في تاريخ النادي، حيث ساهم في إحراز 32 لقبا منها 9 في الدوري الإسباني و4 في دوري أبطال أوروبا.
وقال بيب غوارديولا عندما تابع المراهق إنييستا لأول مرة “هذا الطفل سيتسبب في اعتزالنا جميعا”، بينما وصفه لويس إنريكي مدرب برشلونة بأنه مثل “هاري بوتر بعصاه السحرية”.
وقدم إنييستا، المولود في 11 ماي 1984، إسهامات رائعة أيضا مع إسبانيا وقاد بلاده لأكبر إنجاز في تاريخها، عندما سجل هدف الفوز في الوقت الإضافي على هولندا في نهائي كأس العالم 2010.
ونجح الهدف الذي سجله بهدوء شديد في ستاد “سوكر سيتي” في جوهانسبرغ، في منح إنييستا شعبية هائلة بين الإسبان بكافة انتماءاتهم، وحظي باستقبال حافل من المشجعين حتى عندما كان برشلونة يلعب خارج أرضه مع الغريمين ريال مدريد وإسبانيول.
ورغم ذلك فإن الشيء المثير للمشاعر هو طريقة الاحتفال بهذا الهدف الحاسم، فقد خلع قميصه تكريما لذكرى صديقه الراحل داني خاركي، لاعب كرة القدم السابق الذي توفي قبلها بعام واحد.
وتسببت الوفاة المفاجئة لهذا اللاعب وسلسلة من الإصابات في شعور إنييستا بالاكتئاب، وازدادت أموره سوءا حتى أنه طلب النوم في فراش والديه كما كان يفعل وعمره عشر سنوات.
واجتاز إنييستا معاناته بمساعدة أخصائي نفسي، وبدعم من المدرب غوارديولا، الذي لم ينس أبدا كيف سانده إنييستا عندما بدأ مسيرته بشكل سيئ في موسمه الأول مع برشلونة.
وانتهى هذا الموسم بتتويج برشلونة بدوري أبطال أوروبا، وبمساعدة إنييستا الذي سجل هدف التأهل إلى النهائي أمام تشيلسي في الوقت بدل الضائع.
وفي الأسبوع الماضي احتفل إنييستا بذكرى مرور 11 عاما على هذا الهدف، عن طريق الحديث إلى طفلين ولدا بعد هزه شباك النادي اللندني.
ولخص سيرخيو راموس قائد ريال مدريد، وزميل إنييستا السابق في منتخب إسبانيا، شعبية اللاعب، قائلا إنه شريك الحياة الذي تتمناه كل أم لابنتها.
وقرر إنييستا إنهاء مسيرته مع إسبانيا وبرشلونة في 2018 ليبدأ مرحلة جديدة في اليابان مع فيسيل كوبي حيث أصبح مثالا يحتذى لأجيال المستقبل في هذا النادي.
وقال إنييستا لرويترز “أريد مشاركة خبراتي مع اللاعبين الشبان، أعتقد أن هذه مسؤوليتي أيضا وهذا جزء من المشروع الكبير الذي جئت من أجله”.
وأضاف “أحب الحديث إليهم ومشاركة الأشياء معهم كما أن لدي شعور بأن بوسعهم توجيه الأسئلة لي والإنصات ومحاولة التعلم”.
واللقب الوحيد الذي ينقص سجل إنييستا هو الفوز بالكرة الذهبية، وعندما أعلن اللاعب رحيله عن برشلونة، شعر مسؤولو مجلة “فرانس فوتبول” ببعض الندم على عدم منحه جائزة أفضل لاعب في العالم سابقا.
وكتب محرر المجلة “سامحنا أندريس، من ضمن كل الغائبين عن قائمة الفائزين بالكرة الذهبية، فإن غيابه بشكل خاص يعتبر مؤلما”.
إنييستا .. معشوق الإسبان يصل محطته الـ 36
الوسوم