اغتيال الكاتب والصحفي اللبناني سمير قصير تم وضع قنبلة في سيارته.. وما زالت هوية الفاعلين مجهولة

سمير قصيرصحافي وأستاذ، مولود في  لبنان، من أب فلسطيني وأم سورية، كان أستاذاً للعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت، ودرس في جامعة السوربون في باريس، وهو من دعاة الديمقراطية ومعارضي  التدخل السوري في لبنان.

وكان  سمير يحمل الجنسية  الفرنسية، وفي العام 1990، نال سمير قصير شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث من الجامعة نفسها، ثم أصبح محاضراً في قسم العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت. وكتب في عدد من الصحف اليومية والأسبوعية والمطبوعات الفصلية مثل جريدة “النهار اللبنانية” و”الحياة” الصادرة في لندن، وفي المطبوعة الفرنسية الشهرية  لوموند ديبلوماتيك وفي جريدة   لوريون لوجور اللبنانية الناطقة باللغة الفرنسية. شارك عام 2004 في تأسيس  حركة اليسار الديمقراطي، وكان من أبرز وجوهها إلى جانب  إلياس عطا الله،  ونديم عبد الصمد. في 2 يونيو 2005 تم اغتياله عن طريق قنبلة مزروعة في سيارته، وما زالت هوية الفاعلين مجهولة.

أول ضحية بعد رفيق الحريري ضمن سلسلة الاغتيالات في لبنان

كان الكاتب والصحفي اللبناني سمير قصير، أول ضحية بعد الرئيس اللبناني رفيق الحريري ضمن سلسلة الاغتيالات المتتالية في لبنان ذلك العام، إلا أن اغتياله ،لا يحمل البعد السياسي فقط، فهو كاتب ومؤرخ وصحفي وليس رمزا سياسيا. واللافت أنه بعيد اغتيال قصير، أصدرت جهة مجهولة تطلق على نفسها “المناضلون من أجل وحدة بلاد الشام”، بيانا أعلنت فيه مسؤوليتها عن العملية، وهددت بالمصير نفسه لكل من يحاول النيل من العروبة ولبنان والقضية الفلسطينية.وقد أثار هذا البيان تساؤلات كثيرة حول مدى صحته وحقيقة الجهة التي تقف خلفه، فهي ما زالت مجهولة المنشأ والارتباطات رغم أنها تبنت عمليات أخرى مماثلة.

جهات مشتبه فيها

حصر فريق  البحث الجهات المشتبه بها في اغتيال قصير، معتبرا أنه بالإضافة إلى الجهة المجهولة التي تبنت العملية، هناك النظام السوري وحلفاؤه الذين يعدون أكبر أعداء قصير في لبنان. كما أن إضافة اسم إسرائيل إلى القائمة قد يبدو احتمالا منطقيا بسبب خلفيته اليسارية وأفكاره الشيوعية ودفاعه عن القضية الفلسطينية .إلى جانب ذلك، بدت معالم صراع واضح بين قصير والسلطات الأمنية الموالية لسوريا في لبنان، وذلك من خلال تحريره مقالات عديدة ينتقد فيها النظام الأمني ومدير الأمن العام تحديدا جميل السيد. وبحسب جزيل خوري زوجة قصير، فإنه أخبرها قبيل اغتياله بأن السيد اتصل به هاتفيا وأبلغه باستيائه الشديد منه، وتوعد بقتله شخصيا على خلفية مقالاته التي تعرض فيها للجهات الأمنية اللبنانية الموالية لسوريا. وأشارت خوري إلى مقال بعنوان “عسكر على مين”، هاجم فيه قصير الأمن العام اللبناني بشدة. غير أن السيد أنكر في تصريحاته للبرنامج أنه توعد قصير بالقتل، وقال إنه توعد بملاحقة ملفه، والتحقيق في كيفية حصوله على الجنسية اللبنانية، وهو الذي ولد لأب فلسطيني وأم سورية. وبحسب السيد، فإنه كان الأولى بقصير أن يشعر بالامتنان للبلد الذي منحه الجنسية، لا أن يهاجم جيشه وقواته الأمنية.

كما تحدثت جزيل خوري عن مطاردة متواصلة تعرض لها قصير من قبل قوات لبنانية وأخرى موالية لسوريا في لبنان. كما تحدث أصدقاء ومقربون من قصير عن حوادث شبيهة، إذ كانوا يشاهدون عناصر الأمن وهي تتبعه في كل خطواته و تحركاته في أنحاء لبنان.

من جهة أخرى، تحتل إسرائيل موقعا بارزا على قائمة أعداء قصير، خاصة أنه كان يناضل بقوة حتى يعود اسم فلسطين على الخارطة العالمية. وبحسب زوجته فإن “تفكيره السياسي طالما ارتبط بالتاريخ، ولم يكن يريد أن تُنسى فلسطين وتمحى من الوجود”. يذكر أن التحقيقين اللبناني والفرنسي اللذين أجريا بشأن اغتيال الصحفي سمير قصير، لم يتمكنا من تقديم إجابات واضحة رغم مرور 15 عاما على الجريمة، ليبقى بذلك مقتله لغزا غامضا في تاريخ الاغتيالات السياسية.

إعداد :حسن العربي

Related posts

Top