يتواصل التخبط داخل فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم، وتتواصل معه الأخطاء الفادحة في تدبير مسار هذا النادي العريق والمرجعي.
الأسبوع الماضي غادر الإسباني خوان كارلوس غاريدو الإدارة التقنية، ليحل محله الأرجنتيني مغيل أنخيل غاموندي، وهو تاسع مدرب خلال الفترة الرئاسية لسعيد الناصيري، والرابع هذا الموسم الذي لم ينته بعد.
لم يعد هناك لا منطق ولا عقلانية في طريقة تدبير الأمور التقنية داخل الوداد، سواء فيما يخص المدربين واللاعبين على حد سواء، تخبط، عشوائية مزاجية، ارتجالية… كلها صفات تنطبق تماما على تسيير الأمور التقنية داخل النادي الأحمر.
آخر شيء يمكن الحديث عنه داخل القلعة الحمراء، هو الاستقرار، فتغيير المدربين وطريقة التعاقد معهم يطبعها الكثير من التسرع، وغالبا ما تكون هناك منطلقات لا علاقة لها بالأمور الرياضية الصرفة، والنتيجة هزات وهزات تعصف بمكوناته، حتى أصبحت كثرة التغييرات واقعا مألوفا داخل هذا النادي صاحب القاعدة الجماهيرية العريضة.
صحيح أن فترة سعيد الناصري التي تقارب الآن الست سنوات، تميزت بتحقيق مجموعة من الألقاب، منها ثلاث بطولات وطنية ولقبين إفريقيين، وعادة ما يحتل الفريق مركز الوصافة، كما تعود على الحضور الدائم بدور المجموعات بعصبة الأبطال الأفريقية، إلا أن كل هذا لم ينعكس تماما على هياكل الفريق، لا تسييرا وتدبيرا تقنيا وماليا…
كل شيء متمركز بيد الرئيس، فهو الآمر والناهي، وهذا هو السبب الرئيسي وراء الأخطاء التي ترتكب باستمرار، فحتى ولو كان أي رئيس في العالم يتمتع بقدرة هائلة على التسيير الفردي، ولديه قوة خارقة في اتخاذ قرارات بمفرده على مختلف المستويات، إلا أنه يبقى إنسانا غير معصوم نهائيا من الخطأ، ولابد من إشراك آراء أخرى والتداول في أمور الفريق بصفة جماعية، والأخذ بعين الاعتبار حقيقة أساسية، ألا وهى أن مصلحة الفريق تكمن في ضمان تسيير جماعي، بعيدا عن احتكار شؤون الفريق جملة وتفصيلا…
خلال السنوات الأولى لانتخاب سعيد الناصري كرئيس للفريق، تفهم الكثيرون طريقة تسييره الفردي بدعوى أن الفترة صعبة، وأنه مطالب بمهام مستعجلة منها تصفية الديون، إرساء طرق مغايرة في التسيير والتدبير، ضمان الانضباط، القيام بتعاقدات جديدة، وغيرها من القرارات التي يتطلب اتخاذها الكثير من السرعة، إلا أن هذا التصور لا يجب أن يستمر إلى ما لا نهاية، أو أن لا يتحول إلى مبرر دائم لإقصاء الرأي الآخر.
فالوداد كناد كبير في حاجة إلى مكتب مسير في المستوى، وإلى هيكلة إدارية ومالية واضحة، وإلى تدبير تقني محكم، وإلى شفافية ووضوح في كل ما يهم شؤون النادي.
كل هذه المهام الأساسية والحيوية كثيرا ما وعد الناصري بتحقيقها، إلا انه لحد الآن لم يف بوعوده، وهذه المهام لا يمكن أبدا أن تنقص لا من صلاحياته ولا من نفوذه، بل على العكس ستضفي نوعا من الاستقرار والصلابة والقوة التي يطمح لها كل الوداديين عبر كل الأجيال…
>محمد الروحلي