تبعا للتطورات الهامة التي تعرفها قضية وحدتنا الترابية بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وجه المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية رسالة إلى الأحزاب اليسارية والتقدمية عبر العالم لتفسير مغزى هذا التطور الهام، إضافة إلى توضيح الموقف الداعم للمغرب للقضية الفلسطينية والعلاقة مع إسرائيل.
وقد وجهت هذه الرسالة، المحررة بالعربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، لأكثر من 200 حزب وهيئة سياسية في مختلف بقاع العالم، كما أنها تأتي بعد رسالة أولى كان المكتب السياسي للحزب قد عممها بعد العملية الناجحة للجيش المغربي في معبر الكركارات. فيما يلي النص الكامل للرسالة.
من الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية
إلى العناية الخاصة لحزب: …………………………
الموضوع: رسالة توضيحية بخصوص تطورات مسألة الصحراء المغربية وعلاقة بلادنا بالقضية الفلسطينية وبإسرائيل
تحية رفاقية، مشفوعة بعبارات التقدير النضالي، وبعد،
يتوجه إليكم حزب التقدم والاشتراكية المغربي بهذه الرسالة، في إطار ما يجمع حزبينا الصديقين من مبادئ الدفاع عن الاستقرار والسلام والتعاون بين الشعوب، ومن قيم الديموقراطية والتحرر والعدالة وكرامة الإنسان.
من المؤكد أن حزبكم المحترم قد تابع الإقرار الرسمي للولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، في يوم 10 دجنبر الجاري.
إن حزبنا يعتبر هذا الإعلان تحولا تاريخيا إيجابيا باتجاه الحسم النهائي لملف الصحراء، على أساس الخيار الواقعي والجدي الوحيد المتمثل في الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية للمغرب. وهو المقترح الذي قدمته بلادنا منذ سنة 2007، وتشهد له معظم مكونات المنتظم الدولي بالمصداقية.
وقد اتخذنا في حزب التقدم والاشتراكية هذا الموقف، انطلاقا من توجهاتنا الوطنية والتقدمية والديموقراطية التي نتبناها منذ ولادة الحزب في سنة 1943، واستمرارا لنضالنا الدائم والمستميت من أجل تثبيت الوحدة الترابية لبلادنا، لا سيما منذ نشوء النزاع المفتعل حول الصحراء، بمنتصف سبعينيات القرن الماضي في سياق دولي وإقليمي خاص.
كما أن حزبكم، من دون شك، قد تابع إعلان بلدنا اعتزامه اتخاذ خطوات انفتاحية إزاء إسرائيل. مع ضرورة تسجيل أن ملك المغرب أجرى، في نفس اليوم، اتصالا هاتفيا مع السيد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، أكد له من خلاله التزام المغرب بمواصلة دعم القضية الفلسطينية، على أساس التفاوض السياسي وحل الدولتين والحفاظ على الوضع الخاص لمدينة القدس. كما أكد له جلالته وضع القضية الفلسطينية في نفس مرتبة قضية وحدتنا الترابية، وعزم المغرب توظيف كل التدابير السيادية المزمع اتخاذها تجاه إسرائيل من أجل دعم سلام عادل بالمنطقة.
في السياق نفسه، يؤكد لكم حزب التقدم والاشتراكية عزمه الراسخ مواصلةَ دفاعه على وحدتنا الترابية، باعتبارها قضية تحظى بإجماع وطني لكافة الشعب المغربي ومؤسساته وقواه الحية، بنفس التصميم والإصرار على مواصلة نصرة قضية الشعب الفلسطيني التي نعتبرها أيضا قضية وطنية، وذلك حتى نيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، وفي مقدمتها الحق في بناء دولته الوطنية المستقلة، في حدود عام 1967، وعاصمتها القدس.
في الوقت ذاته، فإن حزب التقدم والاشتراكية يعتبر أن كل الخطوات الانفتاحية المعلنة إزاء إسرائيل إنما تفرض على هذه الأخيرة إيقاف كافة انتهاكاتها، ووضع حد لسياساتها الاستيطانية والعنصرية والعدوانية، وإنهاء احتلالها للجولان. والعمل، بالمقابل، على بلورة مقاربة سياسية سلمية حقيقية تـفضي إلى إقرار كافة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
كما يعتبر حزب التقدم والاشتراكية أن هذه الأسس اللازمة تقتضي بالضرورة من إسرائيل التحول إلى دولة عادية تحترم المشروعية الدولية وتتقيد بالقانون الدولي، كشرط حيوي من شأن توفره فتح الآفاق لـيعم المنطقةَ السلم والتعايش والاستقرار والنماء والازدهار.
هكذا، يضع حزب التقدم والاشتراكية رهن إشارة حزبكم الصديق هذه العناصر، آملا في أن تشكل إضاءات مفيدة بالنسبة للمواقف التي يمكن أن تتخذوها في شأن الموضوع.
وتقبلوا، الأصدقاء والرفاق الأعزاء، تحياتنا النضالية الخالصة.
عن المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
الأمين العام: محمد نبيل بنعبد الله