ارتبطت الجريمة عموما بالرجل، والدليل على ذلك، أن أغلب السجون مكتظة بهم، فيما ظلت نسبة النساء المجرمات ضئيلة جدا مقارنة مع الرجال. لكن الملاحظ، أنه في العقدين الأخيرين، بدأ الحديث عن الجريمة بصيغة المؤنث يعرف تصاعدا، وهذا مرده، إلى كون الجرائم التي كانت مقصورة على الرجال، أضحت مشتركة وبدأت تعرف تورط النساء بدورهم، حيث تزايدت جرائمهن في مجال السرقة وتهريب المخدرات والدعارة والقوادة وقتل أزواجهن بل أبنائهن أيضا. وقد بيّنت بعض الدراسات أن المرأة في المغرب والجزائر وتونس مسؤولة عن نحو 6 في المائة من الجرائم مقارنة بالجرائم التي يرتكبها الرجل. وهذا ما جعل العديد من النساء خلف القضبان.
وهكذا لم يعد السجن خاصا بالرجال، كما كان في الماضي، بل أصبحت المرأة تتقاسمه مع الرجل ، إذ بلغ مجموع الساكنة السجنية بالمغرب خلال سنة 2019 ، 86 384 سجينا ضمنها 2,34 في المائة نساء، حسب تقرير المندوبية العامة للسجون لسنة 2019، ولتقريب القارئ من الجرائم المقترفة بصيغة المؤنث، سنكشف في هذه الحلقات عن مجموعة من النساء المجرمات اللواتي اشتهرن بجرائمهن، سواء داخل المغرب أو خارجه.
< إعداد: حسن عربي
الحلقة 15
القاتلة الأمريكية غيرترود رايت التي حكم عليها بالمؤبد
قامت بتعذيب وتشويه جسد المراهقة سيلفيا قبل قتلها
غيرترود رايت، قاتلة أمريكية قامت بتعذيب وتشويه جسد الطفلة المراهقة سيلفيا ليكنزقبل قتلها، وعندما تمت إدانتها بجريمة القتل من الدرجة الأولى في عام 1966م، أطلق على القضية بأنها ” أسوء جريمة تم ارتكابها في تاريخ ولاية أنديانا “.
حياتها قبل مجيء سيلفيا ليكنز
ولدت غيرترود في 22 سبتمبر،1929م.في 5 أكتوبر من عام 1939م، شاهدت غيرترود والدها ذي 50 عاماً يموت بنوبة قلبية.وبعد 6 أعوام تم فصلها من المدرسة بعمر 16 عاماً وذلك لزواجها بجون ستيفن بانشفسكي والذي يبلغ 18 عاماً ، وعلى الرغم من أن جون بانشفسكي كان متقلب المزاج، إلا أن الثنائي مكثا معاً أكثر من 10 أعوام قبل طلاقهما ..
سيلفيا ليكنز
أقترح كل من ليستر” و “بيتي” ، حيث يعملا في الكارنفال المتنقل على غيرترود أن تقوم برعاية أبنتيهما سيلفيا ليكنز وجيني فاي ليكنز لقاء 20 دولار ، مع توفير طعام في الأسبوع، كتعويض.
لكن، عندما تأخر ليكنز عن دفع 20 دولار لأول مرة، ضربت غيرترود الفتيات. وبعد ذلك بوقت قصير ضُربت الفتاتان لحصولهن على حلوى وقد اتهمتهن غيرترود بسرقتها وبالتالي بدأت نمط ممنهج لإساءة معاملة الأطفال.
تعذيب أولي
بدأت غيرترود في غشت 1965م بإساءة سيليفيا ليكنز لفظياً وجسدياً، وسمحت لأبنائها الكبار بضربها، ودفعها إلى الدرج السفلي وأيضاً اتهمتها غيرترود بالبغاء، وألقت موعظة عليها عن قذارة البغايا والنساء بشكل عام. وبعد أن وردت أنباء بأن الأخوات ليكنز اتهمن بنات غيرترود بممارستهن البغاء، أتى كوي هوبارد (Coy Hubbard) صديق أبناء غيرترود رايت، وعدة زملاء من المدرسة وأولاد محليين لمساعدة غيرترود بضرب سيلفيا.وأجبرت غيرترود لاحقاً جيني بضرب شقيقتها سيلفيا.
الاحتجاز في القبو
عندما أصيبت سيلفيا بسلس البول، قامت غيرترود بوضعها في القبو وبدأت بنظام تحميم “تطهير” سيلفيا، ويشمل ذلك شطفها بالمياه المغلية وفرك الملح على حروقها .وكانت عادة تظل عارية وبالكاد يوفر لها الغذاء وأحياناً تقوم غيرترود وأبنها جون (12 عاماً) بإجبار سيلفيا بأكل من فضلاتها.
وفي ذلك الوقت، قامت جيني بالتواصل مع أختها الكبرى ديانا وأوضحت لها الصدمة الشديدة التي تعيشها، وطلبت من أختها الاتصال بالشرطة .ولم تعر ديانا الرسالة أي اهتمام، معتقدة بان جيني ببساطة مستاءة بأن تكون معاقبة وقامت باختلاق القصة لكي تعيش عندها.
وبعد فترة وجيزة من التواصل مع شقيقتها، أتت ديانا لزيارة شقيقتيها ولكن غيرترود رفضت أن تسمح لها بالدخول، وقامت ديانا بالاختباء بالقرب من المنزل، حتى رأت أختها جيني تخرج من المنزل، وتقدمت نحوها،وأخبرتها جيني بأنها ليس مسموحاً لها أن تتحدث معها ثم هربت.
ساور القلق ديانا وقامت بالاتصال بمصلحة الخدمات الاجتماعية، وأخبرتها بأن غيرترود قالت لها بأن سيلفيا منبوذة لقذارة جسدها وعهرها. وأنها كانت كذلك منذ هروبها. وعند وصول عاملة الخدمات الاجتماعية لمنزل غيرترود مطالبة بأن تعاين سيلفيا، أخبرت غيرترود جيني بأن تكذب بخصوص مكان سيلفيا وهددتها بأنها سوف تعاقب مثل سيلفيا لو لم تنفذ طلبها.ارتعبت جيني وأكدت بأن سيلفيا هربت من المنزل. عادت العاملة لمكتبها وقدمت تقريرا يفيد بأن لا حاجة لمزيد من متابعة الزيارة لمنزل غيرترود.
القتل
قامت غيرترود بتوجيه ابنها جون جي آر، وكوي (Coy) وستيفاني لجلب سيلفيا إلى الأعلى من القبو وربطها في السرير، وغضبت غيرترود في صباح اليوم التالي من سيلفيا لتبولها على السرير.
وقامت غيرترود بهتك مهبلها بإدخال زجاجة بيبسي كبيرة . وذلك قبل بداية نحت عبارة “أنا بائعة هوى وفخورة بذلك” على بطنها بواسطة إبرة خياطة ساخنة .وعندما لم تعد غيرترود قادرة على إنهاء التوسيم، دعت ريكي أبنائها بإنهاءها. أيقظت غيرترود في اليوم التالي سيلفيا وأ ملت عليها رسالة تبدو فيها بأنها تنوي الهرب من والديها .
وبعد أن أنهت سيلفيا الرسالة، وضعت غيرترود خطة لجعل ابنها جون جي آر وشقيقة سيلفيا جيني يأخذان سيلفيا ورميها بالقرب من مكب النفايات وتركها لتموت هناك. وما إن سمعت سيلفيا بذلك، حتى ركضت إلى السلالم لمحاولة الهرب، لكن غيرترود أوقفتها وعندما عبرت الباب الأمامي وعلى شرفة المنزل سحبت غيرترود سيلفيا لداخل المنزل و رمتها مرة أخرى إلى أسفل درج القبو وأبقتها هناك .
نزلت غيرترود إلى القبو وحاولت ضرب سيلفيا بمجداف خشبي، ولكن تفادتها وضربت نفسها بالخطأ. بادر كوي هوبارد(Coy Hubbard) بضرب سيلفيا بضراوة في الرأس بعصا المكنسة مرارا وتركها فاقدة للوعي في القبو ، وفي وقت مبكر من مساء اليوم التالي، أخبرت غيرترود بأنها ترغب أن تحمم سيلفيا بماء فاتر.
في هذا الوقت .قام الأبناء بجلب سيلفيا للأعلى ووضعوها في حوض الاستحمام بملابسها، كما أخذوها بعد ذلك بوقت قصير وألقوها عارية على الفراش في الأرض وأدركوا حينها بأنها لا تتنفس .
.وعندما وصلت الشرطة، أعطتهم غيرترود الرسالة التي كتبت سيلفيا. وفي خضم الأحداث، همست شقيقتها جيني لأحد رجال الشرطة “أخرجني من هنا وسوف أخبرك بكل شئ”.
وبعد تقديم إفادتها، تم اعتقال غيرترود، باولا، وآخرين بتهمة القتل. كما اعتقل كل من أطفال الحي الآخرين مثل :مايك مانرو، راندي ليبر، دارلين ماغوير، جودي دوك و آنا سيسكو بتهمة الإضرار بشخص ما.
المحاكمة
وأظهرت الفحوص وتشريح جسد الضحية العديد من الحروق والكدمات وتلف في العضلات والأعصاب. وقبل موتها بدقائق، كانت سيلفيا تقضم شفتيها وقطعتهم تقريباً. وكان تجويف مهبلها متورم ومقفل تقريباً، بالرغم أن الفحوصات القناة اقرت غشاء بكارتها مازال سليماً ما يعني من المحتمل انها مازالت عذراء، وهذا مايدحض إدعاءات غيرترود بان سيلفيا بائعة هوى وإصرارها بأنها حامل. وكشف التحقيق أن السبب الرسمي لوفاتها وجود تورم في الدماغ، ونزيف داخلي في الدماغ نتيجة الصدمات والضرب لفترات طويلة على رأسها.
وجدت غيرترود مذنبة بجريمة القتل من الدرجة الأولى وحكم عليها بالمؤبد وأيضاً وجدت باولا مذنبة بجريمة القتل من الدرجة الثانية وحكم عليها بالسجن المؤبد .وحكم على الأولاد بالسجن في الفترة ما بين سنتين إلى 21 سنة .