عقد اجتماع تحت شعار: “مدينة التعلم شفشاون، قاطرة لتعزيز التراث والتنمية المستدامة والمناخ”
احتضنت مدينة شفشاون، بداية الأسبوع الجاري، الاجتماع التحضيري الثالث للمؤتمر الدولي لتعليم الكبار ، وذلك تحت شعار “مدينة التعلم شفشاون، قاطرة لتعزيز التراث والتنمية المستدامة والمناخ”.
ويأتي انعقاد الاجتماع التحضيري بشفشاون، الثالث من نوعه بعد محطتي ابن جرير والرباط في سياق الاستعدادات للمؤتمر الدولي السابع لتعليم الكبار، المرتقب بمراكش، من 15 إلى 17 يونيو، تحت عنوان “تعلم الكبار وتعليمهم من أجل التنمية المستدامة : جدول أعمال تحويلي”.
وشكل هذا الاجتماع مناسبة لمناقشة مسؤولين مؤسساتيين ومنظمات غير حكومية ومنتخبين قضية تعلم الكبار من أجل ضمان التعليم الجيد، المنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، حيث تقاطعت رؤاهم ومداخلاتهم على ضرورة إعداد جيل جديد له معرفة تكنولوجيا المعلوميات بشكل صحيح وسليم وآمن.
ويهدف الاجتماع التحضيري، الذي نظمته عمالة إقليم شفشاون وجماعة شفشاون ومنظمة اليونسكو والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، إلى مشاركة تجربة مدينتي شفشاون بالمغرب ودمياط في مصر من أجل تقديم دور الجهات الفاعلة لبعث الحياة في مدن التعلم.
وبحسب المنظمين ، يأتي اختيار احتضان شفشاون هذا اللقاء الممول من طرف الاتحاد الأوروبي، في إطار مشروع “المساعدة التقنية لبرنامج دعم الاتحاد الأوروبي للاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية” (ALPHA III) ، نظرا للموقع الذي صارت تحظى به المدينة على الصعيد الدولي على مستوى البيئة والمناخ والتراث الثقافي.
وأكد مدير معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة ديفيد أشورين، في مداخلة عبر تقنية التناظر المرئي، على أهمية التنمية المستدامة ودور الشركاء المحليين من أجل تحقيق أهداف مدن التعلم وخلق دينامية محلية لتكريس التعلم الجيد مدى الحياة للجميع، لتصبح هذه المدن قاطرة لتعزيز التراث ولتحقيق التنمية المستدامة.
كما ذكر المسؤول الأممي بالغاية من انضمام مدينة شفشاون إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم في شتنبر 2020 ، وذلك لأسباب جعلتها تكون في الواجهة التنموية والبيئية والمناخية والثقافية.
وتوقفت مديرة التعاون والعمل الثقافي بوزارة الخارجية وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج نادية الحنوط، عند أهمية إشراك البيئة في التعليم، وضرورة الانخراط الشامل في مدن التعلم، معتبرة أن التعلم مدى الحياة “يجب أن يكون مرتبطا بالوعي العام، وبكل ما يمكن أن يلعبه التراث ليكون رافدا للتنمية ورابطا بين الأنشطة الموازية للمجتمع”.
من جانبه أبرز عامل إقليم شفشاون، محمد علمي ودان، في كلمة بالمناسبة، أهمية احتضان شفشاون للاجتماع التحضيري الثالث للمؤتمر الدولي لتعليم الكبار، مستعرضا أهم المشاريع التنموية التي يعرفها إقليم شفشاون على مستوى التعليم والتكوين والبحث والتطوير ونقل التكنلوجيا واحتضان المشاريع المبتكرة والواعدة.
وثمن المسؤول الإقليمي الجهود المبذولة من طرف القائمين على التحضير لهذا الاجتماع من أجل رفع شأن التعليم وتحسين وضعيته في المدن والقرى.
وسينعقد المؤتمر الدولي السابع لتعليم الكبار في مراكش لمناقشة السياسات الناجعة للتعلم وتعليم الكبار في أفق تعلم مدى الحياة وفي ظل ظروف تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة المعتمدة عام 2015.
وسيتولى المشاركون في المؤتمر بلورة إطار جديد للعمل بشأن تعلم الكبار وتعليمهم ليحل محل إطار عمل (Belém)، المعتمد خلال المؤتمر الدولي السادس لتعليم الكبار، الذي انعقد في البرازيل سنة 2009. وسيشجع المؤتمر الدولي السابع الدول الأعضاء في منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) على تنفيذ سياسات وحوافز وأطر تنظيمية وهياكل وآليات مؤسساتية للمساهمة في ثقافة حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والقيم المشتركة والاستدامة.
واعتبارا لأوجه التقدم المتواصلة في مجال الذكاء الاصطناعي، سيتم إيلاء أهمية خاصة لاستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال لتعزيز الولوج إلى التعلم وتعليم الكبار وادماجهم.