الدكتور الطيب حمضي يتوقع ارتفاعا كبيرا في حالات الإصابة اليومية خلال الأيام المقبلة
أكد الباحث في السياسات والنظم الصحية الدكتور الطيب حمضي أن الوضعية الوبائية الراهنة تتميز بانتقال انتشار كوفيد من المستوى “الأخضر” إلى المستوى “البرتقالي” ثم إلى”المستوى الأحمر”، مبرزا في تصريح إعلامي، أنه خلال الأيام القليلة المقبلة، من المتوقع أن يعرف المغرب ارتفاعا كبيرا في عدد حالات الإصابة اليومية مع بداية موسم العطل والتجمعات العائلية خلال عيد الأضحى والحفلات والأسفار.
وتوقع الخبير في الصحة أن يشهد المغرب ذروتين، الأولى خلال هذا الأسبوع والأسبوع المقبل حيث ستعرف انتشارا للمتحور “BA.2 “أساسا والمتحور “BA.5 “ثانويا. أما الذروة الثانية فستكون في منتصف شهر يوليوز، حيث سينتشر المتحور”BA.5″، قبل أن ينخفض عدد حالات الإصابة في نهاية شهر يوليوز وبداية شهر غشت”.
وقال المصدر ذاته، إن المتحور “BA.5″الذي يعرف انتشارا كبيرا في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأمريكية وفي إفريقيا، يشبه إلى حد كبير المتحور”BA.2″، لكونه سريع الانتشار وتستمر مدة المرض سبعة أيام، بأعراض شديدة، منها على الخصوص ارتفاع درجة الحرارة وفقدان حاسة الشم والذوق والإرهاق والإسهال، مبرزا أنه لا دليل على أن المتحور “BA.5″أشد شراسة وفتكا من المتحورات الأخرى.
ولفت الخبيرإلى أنه على الرغم من ارتفاع حالات الإصابة إلا أن نسبة الوفيات والحالات الخطيرة والحرجة الوافدة على أقسام العناية المركزة لن تعرف ارتفاعا كبيرا كما كان الأمر عليه في الموجات السابقة،
مستبعدا أن تكون المنظومة الصحية تحت التهديد، كما استبعد عدم العودة إلى تشديد الإجراءات الاحترازية المرتبطة بالفيروس.
وعزا الطيب حمضي، الارتفاع المتزايد للإصابات بفيروس “كوفيد-19″، إلى الحركية الكبيرة داخل المجتمع وانتشار المتحورات الفرعية الجديدة للفيروس، والنقص في المناعة، فضلا عن التراخي في الالتزام بالتدابير الوقائية ضد فيروس “كورونا” من قبل المواطنين، لافتا إلى أن هذا التراخي تعرفه جميع دول العالم بسبب الاعتقاد الخاطئ بأن الجائحة قد انتهت.
وسجل أن المغرب عرف موجة أولى في يناير وفبراير ومارس بفيروس كورونا المستجد “سارسBA1″، ثم المتحور ” BA.2 “ليصبح المتحور الفرعي “BA.5″أكثر انتشارا ويأخذ مكان المتحور”BA.1″، مبرزا بقوله : “في المغرب لدينا – مناعة هجينة- مكونة من الأشخاص الذين تلقوا تلقيحا كاملا والذين أصيبوا بكوفيد سابقا. وتعد هذه أقوى مناعة تحمي المنظومة الصحية وتقلل من نسبة الوفيات، لكن مع مرور الوقت، فإن هذه المناعة تحمي من الحالات الخطيرة وتقلل نسبة الوفيات، لكنها لا تحمي من الإصابة بالفيروس”.
وأكد الدكتور الطيب حمضي على ضرورة تلقي الجرعة المعززة بالنسبة للأشخاص المسنين والفئات الهشة والمصابين بالأمراض المزمنة، والتلقيح الكامل بالنسبة للأشخاص غير الملقحين للرفع من مستوى المناعة.
هذا، وفي جديد الوضعية الوبائية لأول أمس الأربعاء، تم خلال الـ24 ساعة الماضية تسجيل 3604 إصابة جديدة مقابل تعافي 2161 شخصا، فيما تم تسجيل ثلاث حالات وفاة . وارتفع مجموع الحالات النشطة إلى 23 ألف و458 حالة، في حين تم تسجيل 29 حالة خطرة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليبلغ مجموع هذه الحالات 153 حالة، بينما بلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ(كوفيد-19) 2.9 في المائة.
وتعتبر جهة الدار البيضاء- سطات الأكثر تضررا من حيث عدد الإصابات المسجلة خلال الـ 24 ساعة الماضية، تليها كل من جهات الرباط سلا القنيطرة (916)، وفاس مكناس (425)، ومراكش اسفي (211)، وسوس ماسة (133)، وطنجة تطوان الحسيمة (118)، وبني ملال خنيفرة (89)، ودرعة تافيلالت (84)، والشرق (66)، وكلميم واد نون (32)، والعيون الساقية الحمراء (27)، والداخلة وادي الذهب (15)..
أما بخصوص الحملة الوطنية للتلقيح، فقد بلغ عدد المتلقين للجرعة المعززة، 6 ملايين و551 ألف و9 أشخاص تلقوا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس، فيما ارتفع عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 23 مليون و341 ألف و603 أشخاص، مقابل 24 مليونا و856 ألف و182 شخصا تلقوا الجرعة الأولى.
سعيد ايت اومزيد