عجيب أمر جماعة سيدي علي بن حمدوش بالجديدة التي تتربع على ضقة نهر أم الربيع وتتوسد كثبان رملية تسيل لعاب اللوبيات المتخصصة في سرقتها، عجبا لهذه الجماعة التي تبدو منذ الوهلة الأولى التي تطأ قدماك ترابها كقطعة خراب بسبب الأمطار العاصفية الأخيرة، برك مائية، مستنقعات، طرق محفرة… في هذه المنطقة نجد مناطق منكوبة ومعزولة، مناطق بدون طريق، مناطق عبارة عن أحزمة للبناء العشوائي.
إن ما يحز في نفس كل غيور على جماعة سيدي علي بن حمدوش، هو ما ظلت تعيشه هذه المنطقة من تهميش وإقصاء من المشاريع التنموية التي شملت عدة مناطق من إقليم الجديدة، الإقصاء الذي تعبر عنه هشاشة الطرق ومداخل الجماعة، واستفحال لظاهرة البناء العشوائي والنقل السري وانتشار المخدرات والجريمة، أما عند الحديث عن مجلسها الجماعي وطريقة تسييره وتدبير الأمور به فحدث ولا حرج، وهو ما أعربت عنه المعارضة في العديد من المناسبات لدرجة مقاطعتها لدوراته والاحتجاج على قراراته. ورغم كل هذه المعاناة اليومية لازال المسؤولون يقفون وقفة المتفرج، بل منهم من ساهم بشكل أو بآخر في إفشال بعض المشاريع التنموية، ووقف دون إخراجها إلى حيز الوجود بسبب حسابات ضيقة انتخابوية، مثل مشروع تغطية الدواوير بالماء الصالح للشرب كمادة أساسية وحيوية يمكن أن تخفف مما يكابده سكان بعض الدواوير، وكذا الإنارة، والصرف الصحي و ….
بسبب ما يسود تنفيذه من الارتجالية واستغلال حسن نية الساكنة من طرف مسؤولي الجماعة، الشيء الذي أدى إلى هدر مال دافعي الضرائب دون الاستفادة من مشاريع كانوا هم المستهدفون منها.
محمد الصفى
سيدي علي بن حمدوش: المجلس الجماعي والارتجالية في تدبير الشأن المحلي
الوسوم