قال مدرب فريق الدفاع الحسني الجديدي عبد الرحيم طاليب، إن الجو الأخوي الذي يسود المجموعة الدكالية، سيشكل لا محالة دفعة معنوية لهؤلاء اللاعبين الشباب لتتويج اجتهادهم بالظفر بلقب كأس العرش لموسم 2015-2016.
وناشد طاليب في حوار أجرته معه “بيان اليوم”، الجماهير المحبة والغيورة على الفريق، بالالتفاف حول “فارس دكالة”، لأن الظرفية الراهنة تستدعي ترك الحسابات جانبا، مبرزا أن بلوغ النهائي المناسبة غالية ومشرفة للمدينة وأبنائها.
وأبدى طاليب تفاؤله بمستقبل الفريق الذي يتوفر على أجود العناصر على مستوى البطولة الاحترافية “اتصالات المغرب”، مؤكدا على أنه مباشرة بعد اختتام منافسات الكأس الفضية سيعطي الفرصة لمجموعة من العناصر الشابة.
> هل كنتم تتوقعون هذه العودة السريعة لفريق الدفاع الحسني الجديدي إلى سكة الانتصارات خاصة وأنكم تلقيتم صفعة قوية مستهل البطولة الاحترافية؟
> فيما يخص عودة الفريق إلى سكة الانتصارات مباشرة بعد الهزيمة ضد اتحاد طنجة، فكما هو معروف منذ إشرافي على تدريب فريق الدفاع الحسني الجديدي تبين لي أن النادي يملك عددا من اللاعبين الموهوبين. آمنت بإمكانياتهم وكان ينقصهم فقط الجدية في العمل والانضباط التقني، ولاسيما من الناحية الذهنية حيث اشتغلنا على هذا الجانب. اكتفيت بهؤلاء الشباب. وكما يلاحظ المتتبع الرياضي فالفريق لم ينتدب هذا الموسم لاعبين كثر، إذ لجأنا إلى أبناء المدينة الذين يبصمون على أداء جيد، أمثال بوشعيب لمفتول ولبروقي واللائحة طويلة، لأن هدفي منذ البداية هو إقحام الشباب وتكوين فريق تنافسي حتى يصبح للفريق الجديدي هويته مستقبلا.
صحيح أننا بدأنا الموسم بهزيمة، لكني كرجل تقني كنت مرتاحا لأداء الفريق بغض النظر عن النتيجة، لأن الهزيمة كانت نتيجة أخطاء دفاعية، وسرعان ما حاولنا إصلاحها فيما بعد، وغيرنا ما يمكن تغييره، وبالتالي عاد الفريق إلى الطريق الصحيح، حيث فزنا “فارس دكالة” في ست مباريات متتالية اثنان منها في البطولة وأربع مباريات في منافسات الكأس.
> ماذا يتضمن عقد أهدافكم مع الفريق الجديدي؟
> أهدافي واضحة، وهي أن يتبوأ الفريق مرتبة من المراتب الستة الأولى في سبورة ترتيب الفرق نهاية الموسم الجاري، وأن نقطع أشواطا مهمة في منافسات كأس العرش. الحمد لله نحن الآن ندق أبواب المباراة النهائية. كما أهدف إلى إقحام مجموعة من الشباب في الفريق الأول، وأؤكد لكم أنه بعد مباريات الكأس سأعطي الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين الشباب الذي برهنوا في المباريات الإعدادية السابقة عن علو كعبهم. هذه أهم أهدافي مع الفريق ونحن نسير الآن في الطريق الصحيح. فالدفاع الجديدي في الموسم الماضي وإلى حدود الدورة 14 لم يحصد سوى 15 نقطة ، أما الآن فمن أصل ثلاث مباريات الفريق في جعبته 6 نقاط وهي محصلة تدعو للتفاؤل، وفي هذا الصدد لا بد أشكر جميع مكونات الفريق وعلى رأسهم عبد اللطيف مقتريض الذي وفر لنا ظروف الاشتغال.
> ماذا عن مواجهة أولمبيك أسفي في نصف نهائي كأس العرش، خاصة وأنه ديربي محلي له طقوسه وخصوصياته ؟
> أتمنى من الجماهير الدكالية الغيورة على الفريق، أن ترافقنا إلى أسفي، لأنني شخصيا أعتبره اللاعب رقم واحد، فمساندة ودعم الجمهور ضروري. أما فيما يخص مواجهة أسفي، فنعلم جميعا أنها مباراة تختلف عن سابقتها في البطولة لأنها ستخول للفريق وصول المرحلة النهائية التي ننتظرها بفارغ الصبر. صحيح أنها مواجهة لها خصوصياتها على اعتبار أنها ديربي يجمع جارين يقدمان عروض شيقة، كما من المنتظر أن يعرف اللقاء ندية، لأن القرش المسفيوي يضم ترسانة بشرية ممتازة ويقوده مدرب شاب برهن في أكثر من مناسبة على علو كعبه. والأكيد أن المواجهة ضد أولمبيك أسفي سيحسمها الفريق الذي سيكون أكثر تركيزا من الناحية الذهنية.
> هل يمكن طمأنة الجمهور الجديدي بخصوص جاهزية الفريق للتتويج بالكأس؟
> طبعا .. هذا ما نتمناه، فكل مكونات الفريق تسعى للفوز بالكأس الغالية، ونحن نشتغل في هذا الاتجاه ونأمل أن يتحقق المراد.
> هل لديكم ثقة في المجموعة الحالية علما أن المتتبع الجديدي لم يقتنع بأداء بعض الوافدين الجدد كما أن الفريق مقبل على التنافس في ثلاث واجهات في حالة تأهله للمباراة النهائية ومواجهة اتحاد طنجة؟
>الفرق بين المدرب والجمهور، هو أنني رجل تقني وأرى بعين تقنية، فجل الوافدين على القلعة الدكالية لاعبون من العيار الثقيل، كالحارس المجرب عزيز الكيناني الذي راكم تجربة كبيرا مرورا بأعتد الأندية المغربية، واللاعب لكرو ظهير أيسر من الطراز الرفيع، وما حمله لقميص المنتخب المحلي إلا دليل قاطع على أنه لاعب كبير، إضافة إلى يوسف بارني الذي لم يتأقلم بعد مع أجواء البطولة الاحترافية، خاصة وأن المناخ في السويد يختلف عن المغرب، وهذا عامل يؤثر على اللاعب، لأنه كان يلعب في درجة حرارية أقل من 5، إذ لا يمكن أن يعطي في درجة حرارية تفوق 30 إلا مع مرور الوقت. وعلى العموم فالفريق يضم خزانا من المواهب التي تنتظر الفرصة. ولا خوف على فريق الدفاع الحسني الجديدي من ناحية الموارد البشرية.
> الملاحظ أنكم تغيرون تشكيلة الفريق بنسب متفاوتة، مع أن القاعدة تقول إنه لا يمكن للمدرب تغيير تشكيلة فريق يراكم النتائج الإيجابية؟
> أهل مكة أدرى بشعابها، وإذا كنت أغير التشكيلة فأنا أدرى بإمكانيات اللاعبين، كما أنني لا أعتمد إلا على العنصر الجاهز، ولكل مباراة رجالاتها وأهدافها ونهجها التقني، وكل مباراة ألعبها بطريقة تختلف عن الأخرى فمرة ألعب برأسي حربة وأخرى برأس حربة واحدة، وأخرى أعتمد على الأطراف. وهذا ما يفسر تغيير التشكيلة. الحمد لله أنا كتقني لم أخطئ في التغييرات مادام الفريق يحقق نتائج إيجابية.
> كنتم طيلة فترة الانتقالات الصيفية تلحون على التعاقد مع مهاجم أجنبي لتعويض فشل ممادو نيانغ في تقديم الإضافة، هل تراجعتم أم أكرهتم على التراجع؟
> كما يعلم الجميع، فالفريق يتوفر على أربعة لاعبين أجانب، وإذا حاولنا التخلي عن واحد من هؤلاء، فذلك سيكلف الخزينة دفع أموال طائلة مقابل مغادرته النادي، لذلك ارتأينا أن نبقي على هذه العناصر، والأفضل أن نعطي فرصة لأبناء الفريق لأنهم الأجدر بحمل قميص الفريق. إدارة النادي ليست مؤهلة من الناحية المالية لدفع أموال كبيرة فقط للمغادرة، فلماذا التعاقد مع لاعبين أجانب ما دمنا نتوفر على عناصر شابة لها من المؤهلات التقنية والبدنية ما يجعلها أولى بالدفاع عن ألوان الدفاع.
> عقود مجموعة من اللاعبين تنتهي متم الموسم الكروي الحالي، ألا يؤثر ذلك على السيرورة العادية لمشروع الفريق الاحترافي، علما أن إدارة النادي كانت قد باشرت عملية تمديد عقود مجموعة من اللاعبين؟
> هي سياسة إدارية ممتازة للمكتب المسير الذي بادر إلى تمديد عقود مجموعة من الركائز الأساسية للفريق، والآن المكتب بصدد مفاوضة أيوب ناناح من أجل التمديد، وأؤكد لمنبركم أن كل اللاعبين اللذين طلب منهم تمديد عقودهم لن يرفضوا، لأنهم مرتاحون بمقامهم بالجديدة.
> استعنتم الموسم الماضي بـ “كوتش مونتال” لدعم اللاعبين نفسيا في ظل الخوف من النزول، فلماذا الإبقاء عليه هذا الموسم رغم أن الفريق ما يزال في البداية، ولا يعاني لاعبوه أي تشتت ذهني، علما أنه يكلف خزينة الفريق مصاريف مالية مهمة؟
> لا بد من التوضيح، فـ “الكوتش مونتال” لا يتقاضى أي أجر وعمله عمل تطوعي. هو طبيب نفسي وصديقي لي ويحب الفريق حبا جنونيا. مبادرته هاته نابعة من هذا الحب الجارف. والمتابعة النفسية للاعبين ضرورية لأن فرق كبرى عالمية بألمانيا وإيطاليا تعتمد “الكوتش مونتال”، والذي يجب أن نعلم بأن عمله لا يقترن فقط بالنتائج السلبية، بل كذلك حينما تكون النتائج الإيجابية، يحتاج اللاعب إلى المتابعة النفسية لكي لا يكون ضحية الغرور، كما أن البعض من اللاعبين لديه مشاكل عائلية تستوجب تدخل “الكوتش” للتخفيف من حدة تأثيرها على مستقبله الكروي. ونحن نسير في اتجاه إبرام عقد عمل يمتد لموسمين إضافيين مع هذا الإطار.
حاوره بالجديدة: عبد الله مرجان