“عصامي يطلق لعنته” كتاب جماعي حول التجربة الشعرية لمحمد اللغافي

في حلة أنيقة و جذابة صدر مؤخرا عن جامعة المبدعين المغاربة، إصدار جديد للشاعر والناقد المغربي أحمد الشيخاوي، حول شخصية مبدعة كونت نفسها بنفسها، مبدع من نوع نادر، إنه الشاعر المبدع محمد اللغافي.
كتاب ضم بين طياته مجموعة من المقالات التي لامست عمق تجربة هذا المبدع في مشهدنا الأدبي، اختار له عنوان “عصامي يطلق لعنته”، ومما جاء في مقدمة كتابه: “يعتبر الشاعر المغربي محمد اللغافي، نموذجا في النضال الإبداعي والحياتي، على حدّ سواء، ولم تزل تحكمه خلفيات البيئة التي خرج منها، كونها عنوانا للهامش، ملطّخا بشتى الأوبئة السياسية والمجتمعية، ما صنع من الرجل، طرازا خاصا يبلور مواقفه بجرأة وصلابة وتقديس رسالة أيضا، دونما المهادنة في تمرير قناعاته وما يحسه تجاه ذاته أولا، ثم منظومة ما ينبثق عنها انتهاء. لكنه لم يستسلم، بل خاض مقامرة مجنونة، ضد التيار، كي يثبت هويته ويعطي معنى لوجوده، كإنسان أولا ثم كمبدع يأبى أن يكون مجرد بوق تتقاذفه أيادي طعن الثقافة والحقيقة والإنسانية”..
ويقول عنه الدكتور محمد عزيز لحبابي في متن هذا الكتاب: “علمت أن تلك المجموعة من الشعراء المجهولين. تسكن بإحدى ضواحي الدار البيضاء الصاخبة وتعيش في غفلة من التاريخ.. إنهم جميعا شباب قانعون بما يسر الله لهم، مقتنعون بأن للشعر مستقبلا ومزايا .. ولذلك ينسجون للغد شعرا بجهود وعرق وابتسام من هم..؟ قد أفرغت كل ما أعرف عنهم ، أسماء غفل بلا شهادات بلا سيارات بلا مساكن ولا عنوان مضبوط، رصيدهم الوحيد هو ما يريدون أن يحققوه في المستقبل بالشعر وللشعر..”.
ويقول الشاعر والناقد المغربي عبد الهادي روضي: “إنها رؤية الشاعر للعالم والأشياء المحيطة بذاته، رؤية تنتهي بالاستفاقة على مشهد بانورامي أكثر درامية، يكشف انهيار الأفق الرؤيوي للذات الشاعرة وللعالم).
ويقول الكاتب المغربي رشيد الخديري “إن الشاعر محمد اللغافي يخلق لنفسه عالما في عوالم متماهية مع الذات الشاعرة ، المتشظية، القلقة، فهو يناقش قيم الشعر الأثيرة: المرأة/ الواقع/ الحب/ الحلم / الحلم الإستهامي …. بلغة شعرية شفافة وبسيطة تعكس روح الشاعر وهمومه الوجودية، ولاشك أن الشاعر محمد اللغافي يروم التأكيد على جوهر الإنسان، الحامل للمرآة نكاية في هذا الواقع المتشظي المرتكن أساسا إلى عوالم تمتح من المتخيل والواقعي والأسطوري، وبتتبع النسق الشعري الذي خطه الشاعر يتضح جليا المراهنة على الذات، والتي أخذت تلوينات استعارية وإجراءات بلاغية، تروم تأسيس خطاب شعري شفاف، لكن مسالكه غير آمنة تحتاج إلى خبرة متسلق وتأمل حكيم، حتى نتمكن من فك طلاسمه وشفراته، والوقوف عند أهم تمظهراته وإشاراته”.

> محمد الصفى

Related posts

Top