اختتام فعاليات الملتقى الكشفي العربي في نسخته الثانية

نبيل بنعبدالله: الأحزاب السياسية مطالبة باحترام استقلالية المنظمات الكشفية

صلاح الدين مبروم: علاقة منظمة الكشاف بحزب التقدم والاشتراكية قائمة على الإيمان الفعلي بمبادئ وقيم الحركة الكشفية

وديع درموك: التطور الذي عرفته الحركة الكشفية ببلادنا ناتج عن عمل بناء لعدة عقود

نوه محمد نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بالعمل الذي تضطلع به منظمة الكشاف الجوال في تعزيز وإشاعة القيم والمبادئ السامية التي يتأسس عليها العمل الكشفي والقائمة على التطوع والتضامن والتعاون بين مختلف المجتمعات والثقافات.
وأضاف محمد نبيل بنعبد الله، في كلمة له خلال الجلسة الختامية لفعاليات الملتقى الكشفي العربي في نسخته الثانية، يوم الجمعة الماضي ببوزنيقة، أن ما تقوم به منظمة الكشاف الجوال وبإمكانيات تكاد تكون منعدمة، أو هي متواضعة، نتاج للإرادة والعزيمة والثبات خدمة للقيم السامية والمبادئ الرفيعة والأخلاق العالية التي تتأسس عليها الحركة الكشفية المغربية والعربية والعالمية.
وبعد أن أشاد بنجاح النسخة الثانية من الملتقى الكشفي العربي، ذكر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بالسياق العربي الموسوم بالحرب الهوجاء على الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني، مجددا دعمه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش، بحسبه، أحلك اللحظات التاريخية التي مر منها منذ أن سلبت أراضيه سنة 1948 ، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على واجب التضامن مع هذا الشعب البطل الذي يرمز لحركة التحرر الوطني ويجسد كل التطلعات التي تحملها الشعوب العربية المختلفة.
إلى ذلك، أكد محمد نبيل بنعبد الله، أن الملتقى الكشفي العربي الذي تنظمه منظمة الكشاف الجوال، وتحضره وفود كشفية عربية، يساهم في توطيد الروابط بين الحركة الكشفية المغربية والحركة الكشفية العربية، مبرزا طبيعة العلاقة التي وصفها ب”الأخوية” والتي قال “إنه تربط مختلف مكونات الحركة الكشفية الوطنية” داعيا إلى استمرار الجهود من أجل توحيد الحركة الكشفية المغربية.
ولفت محمد نبيل بنعبد الله، الذي كان حضر برفقة وفد وازن من قيادة حزب التقدم والاشتراكية، الانتباه إلى أن العلاقة التي يفترض أن تربط بين الأحزاب السياسية والمنظات الكشفية، يجب أن تكون قائمة على احترام استقلالية العمل الكشفي، لأن العمل الكشفي، في نظره، لا يستقيم إلا من خلال خدمة فعلية وحقيقية للمثل السامية التي دائما دافت عنها الحركة الكشفية وهي مثل، يقول “إنها تتجاوز مجموعة من الاعتبارات ذات الطابع السياسي”.
من جانبه، نوه صلاح الدين مبروم رئيس رئيس الرابطة الكشفية المغربية، في كلمة له بالمناسبة، بالعلاقة التي تجمع حزب التقدم والاشتراكية مع منظمة الكشاف الجوال والتي قال عنها “إنها علاقة متميزة قائمة على الدعم والمساندة والإيمان الفعلي بمبادئ وقيم الحركة الكشفية” داعيا قيادة حزب التقدم والاشتراكية في شخص أمينه العام إلى المبادرة بتنظيم يوم دراسي بالبرلمان حول الحركة الكشفية المغربية.
يشار إلى أن الجلسة الختامية للملتقى الكشفي العربي، حضرها إلى جانب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أعضاء الديوان السياسي سمية منصف حجي، وخديجة الباز وفوزية الحرشاوي، وجمال كريمي بنشقرون، وسعيد أقداد وأنس الصبيحي، إلى حضور ممثلين عن المنظمات الكشفية المغربية المنضوية تحت لواء الرابطة الكشفية المغربية.
وتميز الجلسة الختامية، لهذا الملتقى بتكريم محمد نبيل بنعبد الله وسمية منصف عضوة الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية وصلاح الدين مبروم رئيس الرابطة الكشفية المغربية، كما تميز بمجموعة من الفقرات الغنائية التي أدتها المجوعة الغنائية التابعة للجمعية المغربية لإدماج المكفوفين برئاسة عمر أجبون.
إلى ذلك، كان وديع درموك القائد العام لمنظمة الكشاف الجوال قد سجل التطور الذي عرفته الحركة الكشفية ببلادنا والذي مكنها، بحسبه، من المساهمة الفعلية في خدمة المجتمع على جميع الأصعدة سواء الاجتماعية والثقافية والتنموية، مشيرا إلى أن هذا التطور هو ناتج عن تراكمات من العمل والبناء لعدة عقود.
وأوضح وديع درموك،خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى والتي التأمت يوم الثلاثاء 30 أبريل المنصرم، أن الغاية من مثل هذه الملتقيات، هو تبادل الأفكار والتجارب، لتطوير أطر وقادة منظمة الكشاف الجوال في مجال تربية الأطفال والشباب على المبادئ والقيم الإنسانية، تماشيا مع التوجهات الكشفية العالمية، التي ترتكز على الأسس المشتركة بين البشر بعيدا عن أي تعصب عرقي أو سياسي أو ديني وتتجاوز التقسيم المحلي والإقليمي، لتكوّن قاسما مشتركا يجمع بين قيم ومبادئ سائر البشر، في توازن بين الهوية المحلية بخصوصياتها وبين الهوية الإنسانية، عبر الانفتاح على الآخر كيفما كانت درجة الاختلاف بينهم.
ولفت القائد العام لمنظمة الكشاف الجوال، خلال هذه الجلسة التي حضرها عضوا الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية سمية منصف حجي وجمال كريمي بنشقرون، (لفت) الانتباه إلى التراجع الذي بدأت تعرفه الممارسة الكشفية، وسوء فهم العديد من الجمعيات الكشفية، ما يؤثر، في نظره على جودة تدخلاتها وخدماتها ونتائجها في تنشئة الطفولة والشباب.
وفي سياق ما وصفه بـ”الارتباك التنظيمي والتراجع المنهجي” يرى وديع درموك أن الملتقى الكشفي العربي في نسخته الثانية، يشكل نافذة جديدة للعمل، ومحطة للأمل، ومنعطف جديد في مسيرة العمل التربوي الكشفي، للإحساس بالإشكاليات المنهجية التي تتطلب التدخل، ووضع اليد على الاختلالات، وتقديم الاقتراحات والتوصيات التي ستساهم في تطوير العمل التربوي الكشفي، في إطار التعاون والتكامل بين الجمعيات الكشفية في الوطن العربي.
وأضاف وديع درموك أن منظمة الكشاف الجوال في سياق مسارها التربوي، تؤكد تمسكها برسالتها التربوية التي التزمت بها منذ نشأتها، ومواصلة السير على منوال رؤيتها الإستراتيجية باعتبار أن التربية الكشفية استمرارية متجددة، انطلاقا من الأسس التي وضعها مؤسس الحركة “بادن باول”، وطورها خبراء المكتب الدولي، وجعلوا منها منهاجا تربويا غاية في الدقة والفعالية، ما مكن الحركة الكشفية،أن تنتشر في مجمل دول العالم.
وتطمح منظمة الكشاف الجوال وفق ما أكده قائدها العام وديع درموك إلى جعل هذه الملتقيات محطات فكرية لتطوير أساليب التربية الكشفية لصياغة الاقتراحات التي يمكن تقديمها للمؤتمرات العالمية للحركة، باعتبار المنهاج التربوي الكشفي تصور متكامل ينطلق من مدخلات وصولا إلى مخرجات أو مواصفات، وما ينبغي أن يكون عليه الفرد لاحقا لتحقيق الغايات والكفايات المراد تحقيقها في إطار المنهاج الكشفي الذي يضبط الممارسة الكشفية.
مشيرا إلى أن الهدف من هذا الملتقى هو تكريس ثقافة الحوار بين القيادات الكشفية العربية والإفريقية، والمساهمة في تبادل الخبرات والتجارب٬ وفتح قنوات التواصل والتعاون بين مختلف الجمعيات والمنظمات الكشفية العربية والإفريقية.
وعرف الملتقى مشاركة وفد عن كشافة الجمهورية التونسية برئاسة القائد رضى المديمغ، ووفد عن كشافة الجمهورية الإسلامية الموريتانية برئاسة القائد جدو لامين، كما تميز برنامج الملتقى على مدى أربعة أيام مجموعة من الورشات التي تهم مفهوم المنهاج التربوي الكشفي، بالإضافة إلى تقديم نماذج لتجارب مختلف الجمعيات العربية المشاركة في الملتقى.
يشار إلى أن الجلسة الافتتاحية للملتقى الكشفي العربي في نسخته الثانية، حضرها رئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب محمد حجيوي، ومثلين عن الرابطة الكشفية المغربية، وجمعية كشافة المغرب، بالإضافة إلى ممثلين عن جمعية أشبال المغرب، ومنظمة الكشاف التطوعي.

 محمد حجيوي

Top