بين بركان والقاهرة.. النهضة هزمت نفسها

انهزم فريق النهضة البركانية في إياب نهائي كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) أمام نادي الزمالك المصري بهدف دون رد.
هزيمة قاسية هي الثانية له في القاهرة بعد نهائي 2019، حرمت ممثل كرة القدم المغربية من التتويج لعوامل عديدة منها الذاتي المتمثل في أخطاء اللاعبين والمدرب التونسي معين الشعباني في محطتي الذهاب والإياب وظروف لقاء الإياب وما رافقه من سوء التنظيم في ملعب القاهرة وظلم التحكيم وهزالة مردود النهضة خاصة في الشوط الأول.
حققت النهضة البركانية 6 ألقاب منذ دخول زمن الاحتراف موسم 2011-2012، حيث أحرز لقب كأس العرش في ثلاث مناسبات (2018 و2021 و2022) و لقبين في كأس (الكاف) سنتي 2020 و2022 وكأس السوبر الإفريقي سنة 2022، و يسجل حضورا مميزا في الدوري الاحترافي.
وفي الموسم الحالي، راهن على الاحتفاظ بكأس (الكاف) بدخول المسابقة، لكن أعطابا حالت دون تحقيق الهدف رغم توفره على الإمكانيات المطلوبة.
وتابعنا كيف نجحت إدارة النهضة في تدبير المسار، خاصة المرحلة المعقدة في دور نصف النهائي أمام اتحاد العاصمة الجزائري، متجاوزة العقبة المغلفة بالسياسة والحقد والكراهية وعبر الفريق البرتقالي إلى النهائي مرشحا للتتويج.
لكن ما الذي حدث؟ وهل أفرز الفريق بمدربه ولاعبيه مردودا فنيا يترجم استحقاقه التتويج؟
نعتقد أن فريقنا أهدر التتويج في الملعب البلدي ببركان عندما تلقى هدفا في الدقيقة 46 حمل توقيع سيف الدين الجزيري بعد أن كان متفوقا بهدفين وقعهما يوسوفو دايو في الدقيقة 13 من ضربة جزاء وعادل تحيف في الدقيقة 32، هدف الزمالك في بركان منحه الفوز بالكأس.
وعجز المدرب الشعباني عن إيجاد حلول في تدبير تركيبة الفريق وإضافة أهداف أخرى طيلة عمر الشوط الثاني.
في الإياب بالقاهرة، عاشت نهضة بركان ظروف صعبة معتادة، بين تنظيم سيئ محمل بسلوكات استفزازية وتحكيم ظالم للسنغالي عيسى سي بشخصية ضعيفة وقيادة مرتبكة.
أيضا قدم الفريق المغربي مردودا ضعيفا في الشوط الأول، حيث استقبلت الهدف في الدقيقة 23، ولم يقو الشعباني على دفع مجموعته للرجوع في المباراة و حسم الأمر.
واستمرت النهضة البركانية متخلفة لمدة 40 دقيقة إلى حين العرقلة التي استهدفت لاعبه أيوب خيري في الدقيقة 63، وتغاضى عنها الحكم الذي لم يستعن بتنقية (VAR) وحتى المخرج التلفزيوني للمباراة تجاهل إعادة اللقطة على شاشة التلفاز، ما حرم الفريق المغربي من ضربة جزاء صحيحة.
يبقى الإيجابي هو بلوغ النهضة البركانية نهائي كأس (الكاف) مرة أخرى، إلا أن ضياع اللقب في القاهرة يفرض قراءة متأنية في مستوى المؤسسة وقيمتها، لأن الخسارة لا يمكن حصرها في الظروف القاهرة بالقاهرة، لأنه -كما قلنا- كانت هناك أخطاء في التدبير الفني للنهائي في محطتي بركان والقاهرة، وبالتالي فقد هزمت النهضة نفسها..

< محمد أبو سهل

Top