خلال حفل الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة وادنون الوطنية الكبرى للصحافة والإعلام، في دورتها الرابعة والذي أقيم في مدينة طانطان، وسط حضور العديد من الوجوه الإعلامية المغربية والعربية وكذا رياضيين وفاعلين في المجتمع المدني، توجت جريدة بيان اليوم بالجائزة التشجيعية عن موضوع ” المرأة الصحراوية تبسط حالات الأنظمة الواحية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط” للزميل عبد الصمد ادنيدن.
وعادت الجائزة الوطنية الكبرى التي ينظمها الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، لثلاثة أعمال مناصفة، الأول في موضوع ” المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بطانطان: دعامة قوية وسند للنساء في وضعية صعبة” لوكالة المغرب العربي للأنباء، والثاني في صنف الربورتاج عن موضوع ” مواكبة أوراش النماء والتطور بجهة كلميم وادنون” للقناة الأولى والعمل الثالث حول موضوع ” منتجعات الأولياء بمير اللفت: صخرة ربانية منحته شهرة عالمية” لموقع القناة الثانية، فيما عادت الجائزة الجهوية مناصفة للصحيفة الإليكترونية “طانطان 24” عن عمل صحفي حول موضع “الاستثمار السياحي بالوطية رافد من روافد التنوع الاقتصادي” إلى جانب موقع “نون تيفي” عن ربورتاج حول موضوع “التمكين الإعلامي للمرأة بالأقاليم الجنوبية .. قاطرة نحو تحيق أهداف التنمية المستدامة”.
إلى ذلك عادت جائزة الدورة لقناة العيون عن ربورتاج حول فعاليات موسم طانطان 2023، كما تم تتويج عدد من المواقع والصحف الإلكترونية الجهوية ضمن فئات وأصناف أخرى من الجائزة.
وأعلن المنظمون لهذه الجائزة أن الدورة المقبلة، أي النسخة الخامس 2025، ستحمل اسم جائزة الصحراء المغربية للصحافة والإعلام عوض اسم جائزة وادنون الوطنية الكبرى للصحافة والإعلام.
وخصص الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية راع ومنظمة هذه الجائزة، تكريما مميزا لنقابة الصحفيين العراقيين في شخص نقيبها مؤيد اللامي الذي يشغل في الوقت ذاته رئيس اتحاد الصحفيين العرب، كما تم تكريم النقيب السابق لنقابة الصحفيين الأردنيين الرئيس الحالي للجنة الحريات باتحاد الصحفيين العرب عبد الوهاب زغيلات وهو احد من الإعلاميين العرب الذين شاركوا في المسيرة الخضراء سنة 1975.
وفي التفاتة لها دلالة رمزية كبيرة، تم تكريم ثلة من الإعلاميين المغاربة العاملين بالمهجر من ضمنهم الإعلامي محمد عمور مدير قنوات “BEIN SPORT” والصحفي بقناة الجزيرة الإنجليزية ابن مدينة طانطان الزميل هاشم أهل بارا والصحفي السابق بقناة الجزيرة الإخبارية عبد الصمد ناصر، بالإضافة إلى تكريم الصحفية بالقناة الثانية سناء رحيمي، والكاتب الصحفي السوداني المقيم بالمغرب طلحة جبريل.
وخلال حفل تسليم الجوائز الذي أقيم بقاعة العروض الكبرى بالمركز الثقافي بطانطان، ذكر مصطفى أمدجار مدير التواصل بوزارة الثقافة والشباب والتواصل (قطاع التواصل) في كلمة له ألقاها بالنيابة عن الوزير محمد بنسعيد (ذكر) أن جائزة وادنون الكبرى للصحافة والإعلام تشكل رافدا حيويا لتسليط الضوء علىالجهود المبذولة من طرف الصحفيين والإعلاميين الذين يعملون بجد واجتهاد لتقديم تقارير إعلامية متميزة تسهم في الارتقاء بالمحتوى الإعلامي في المجالات ذات الصلة بالتنمية في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية.
من جانبه، أكد عبد الكبير اخشيشن رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن تنظيم الدورة الرابعة لجائزة واد نون الوطنية الكبر للصحافة والإعلام يأتي في سياق يمر فيه الإعلام الوطني بإحدى مراحله الحاسمة تميزها الرغبة الجماعية لبناء منظومة قانونية تجعل منه إعلاما قويا ومنافسا، مشيرا إلى أن مسؤولية تطوير الإعلام الوطني وتطير لكسب الرهانات والتحديات التي رفعها المغرب، هي مسؤولية جماعية تتطلب انخراط الإعلاميين والفاعلين المؤسساتيين وفي مقاربة تشاركية تساعد على إفراز منظومة قانونية جريئة تساءل الممارسين والمقاولات الإعلامية حول واجباتهم قبل حقوقهم.
وعلى هامش فعاليات هذه الجائزة، وبشراكة مع الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، تم تنظيم ندوة وطنية حول موضوع “دور الإعلام الوطني في مواكبة رهان المملكة لإنجاح مونديال 2030″، أجمع خلالها أكاديميون وباحثون في الشأن الرياضي على الدور المحوري للإعلام في كسب رهان إنجاح تنظيم المغرب لكأس العالم 2030 بشكل مشترك مع كل من إسبانيا والبرتغال، مبرزين في الوقت ذاته المكاسب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يمكن أن تجنيها المملكة من وراء هذه التظاهرة الكونية التي انتظرها المغرب لأكثر من ثلاثين سنة.
وفي السياق ذاته، أوضح بدر الدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، أن كسب رهان مونديال 2030 يحتاج بالضرورة إلى إعلام رياضي جديد، يتعين التأسيس له من الآن من أجل مواكبة استعدادات المملكة لتنظيم هذا المحفل الكروي العالمي، من أجل التعريف بالخصوصيات الثقافية والحضارية التي تميز المغرب، مشيرا إلى أن الإعلام يشكل أحد أقوى رافعات التحضير المثالي لهذا الحدث الرياضي الضخم، ولذلك يتعين عليه أن يكون في أتم الجاهزية على المستوى المهني واللوجستي ليس فقط في مواكبة هذا الحدث الكروي الكوني ولكن في المساهمة في إنجاح تنظيمه.
واسترجع منصف اليازغي، الباحث في السياسات الرياضية، مختلف المحطات التي قدم فيها المغرب ترشيحه لاحتضان نهائيات كأس العالم بدءا من سنة 1994 مرورا بسنوات 1998 و2006 و2010 و2026 ثم الترشح لمونديال 2030 بعد سنوات عديدة من “الحلم والانتظار والإصرار” وفق تعبييره.
وتطرق اليازغي في مداخلة له بالمناسبة، إلى آليات وطرق تمويل هذا المونديال المشترك والمكاسب التي سيحققها المغرب من احتضانه خاصة على المدى البعيد، مشيرا إلى أن عدة قطاعات اجتماعية ستستفيد من تنظيم هذا الحدث الكروي العالمي ومنها قطاع البناء (تشغيل، خلق مقاولات)، وقطاع البنوك (ارتفاع الرواج البنكي عبر القروض)، والسياحة والاتصالات، والبنية التحتية، فضلا عن مكاسب غير مباشرة تتمثل في إذكاء الحس الوطني لدى المغاربة وزيادة عشقهم بالرياضة وخاصة كرة القدم.
من جانبه، أبرز عبد اللطيف بن صفية مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، وفق ما نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء، ما تقوم به هذه المؤسسة الأكاديمية على مستوى التكوين الصحفي من أجل مواكبة الحدث الرياضي العالمي الذي ستحتضنه المملكة عام 2030، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى عقلية إعلامية جديدة من خلال تكوين جيل جديد من الإعلاميين لربح رهان هذه الحدث المونديالي.
وأفاد عبد اللطيف بن صفية أن المعهد العالي للإعلام والاتصال يستعد لإطلاق “ماستر” متخصص في الإعلام الرياضي، وهو ما سيمكن، في نظره، من إجراء تغيير جذري على مستوى مناهج التكوين ومضامينه، مشيرا إلى أن تكوين جيل جديد من الاعلاميين يتطلب الاعتماد على ثقافة رياضية وكفاءة تقنية عالية والتمكن من مهارات التكنولوجيا ومن اللغات الحية.
ووفق المصدر ذاته، أوضح عبد اللطيف بن صفية أن من شروط النجاح لكسب رهان المونديال تنظيم البيت الصحفي الرياضي الداخلي، والاعتماد على عقلية التخطيط الإعلامي الجماعي والرصين، وتدبير صورة وأداء المغرب رفقة بلدين متطورين هما إسبانيا والبرتغال.
بدوره وقف الإعلامي والناشط السياسي الجزائري عند أبعاد وآثار تنظيم المونديال بالمغرب على المحيط العربي والإقليمي والإفريقي، مشيرا إلى أن المونديال سيساهم في تعزيز مكانة المغرب على الساحة الدولية وتقوية علاقاته مع الدول العربية والإفريقية.
وسجل وليد كبير في أن المغرب سيشهد طفرة نوعية في جلب الاستثمارات وخاصة على مستوى البنيات التحتية، وفي تطوير القطاع السياحي، إلى جانب النهوض بالقطاع البيئي حيث أن المونديال سيتيح للمملكة فرصة الترويج لسياساتها البيئية المستدامة. إلى أذلك أكد محمد بودن الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة ، أن احتضان المغرب لهذا العرس الكروي العالمي سيضع المغرب ضمن ناد دول المستقبل.
وقال محمد بودن وفق المصدر ذاته “إن مغرب الغد لن يكون مغرب اليوم على مستوى البنيات التحتية والنفوذ الجيوسياسي، مضيفا أن هذا المونديال الذي سيؤسس لنهضة شاملة بالمملكة، هو استثمار حقيقي في مستقبل الأمة المغربية ومستقبل الأجيال القادمة”.
ودعا بودن إلى ضرورة استحضار بعض العناصر الأساسية لكسب رهان إنجاح المونديال من قبيل القيام بحملة إشعاعية في دول العالم للتعريف بالخصوصيات الثقافية والحضارية للمملكة والاستثمار في التكنولوجيا وتحويل المدن التي ستستضيف مباريات هذا العرس الرياضي إلى مدن ذكية، مبرزا المزايا التي ستحققها المملكة من بتنظيمها لهذا العرس الكروي العالمي من الناحية السياسية والدبلوماسية والثقافية، حيث سيصبح المغرب قوة ناعمة على الصعيد الإقليمي وأرضا لنشر قيم التسامح والتعايش.
يشار إلى أن حفل جائزة واد نون الوطنية الكبرى للصحافة والإعلام، تميز كذالك بتوقيع النقابة الوطنية للصحافة المغربية اتفاقيتي شراكة، الأولى مع نقابة الصحفيين العراقيين، والثانية مع نقابة الصحفيين الموريتانيين.وتهدف هاتان الاتفاقيتان، اللتان وقعهما كل من عبد الكبير اخشيشن، ورئيس نقابة الصحفيين العراقيين، مؤيد اللامي، ورئيس نقابة الصحفيين الموريتانيين، أحمد طالب ولد معلوم، إلى تعزيز علاقات الصداقة والتعاون الثنائي، وتقوية العمل الصحفي وتبادل الخبرات في المجال الاعلامي.
< محمد بنعبد السلام