الكثيري: المندوبية تعمل جاهدة على التعريف بتاريخ المغرب المجيد والحافل بالإنجازات

كرمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم السمارة، 4 شهداء مقاومين، عرفانا للتضحيات الجسيمة التي قدموها صدا للمستعمر الأجنبي، ويتعلق الأمر بكل من الشهيد سلامة بن جمادي بن ابراهيم، والشهيد ابراهيم بن سويلم بن محمد والمرحوم محمد بن حمادي العلوي والمقاوم مولاي عبد الودود بن سيدي أحمدناه زيو.
وأكد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير، أن المندوبية تعمل جاهدة على التعريف بتاريخ المغرب المجيد والحفاظ على الذاكرة التاريخية الوطنية من خلال التعريف برموز المقاومة وجيش التحرير في ندوات علمية وأيام دراسية، وإطلاق أسماءهم على شوارع المدن ومرافقها العمومية وكذا المؤسسات التعليمية.
وأضاف الكثيري، في مهرجان خطابي بمدينة السمارة، تخليدا للذكرى 42 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية، أن اللغة رغم بلوغها أقصى درجات البلاغة، لا يمكن لها أن تصف التضحيات التي قام بها المقاومون المغاربة، في مدينة السمارة التي تعتبر مرقدا للأولياء والصلحاء والمجاهدين، داعيا بالرحمات على المجاهدين الذين ماتوا خلال فترة الحروب مع المستعمر.
وأشار الكثيري في المهرجان الخطابي الذي عقد أول أمس الخميس، أن الحفاظ على هذه الذاكرة وإنعاشها المستمر يسهم في الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية من أجل بناء شخصية المستقبل ضد أي سعي لطمسها أو إنباثها في رحم آخر من غير رحمها الأصلي.
وأوضح المندوب السامي لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير، أن انطلاقة النضال كانت تحت قيادة بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس، حيث أن جميع شرائح الشعب المغربي قد استجابت لدعوة مواجهة الاستعمار الأجنبي وكانت أولاها في 20 غشت 1953، عندما نفي محمد الخامس رفقة أسرته الملكية إلى جزيرة مدغشقر.
وتطرق في مداخلته خلال ذات المهرجان الخطابي، إلى أن هذا المسار الحافل بالأمجاد منذ انطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب المغربي، كان ممهدا لانتصار تاريخي، خاصة في ظل الموقف التاريخي لجلالة المغفور محمد الخامس أثناء زيارته لمحاميد الغزلان سنة 1958، الشيء الذي توج مختلف الأقاليم بحدث المسيرة الخضراء التي كانت نموذجا ويدرس في صفحات النضال المعاصرة.
واستحضر الكثيري، يوم المسيرة الخضراء عبر وجوب تلقين هذا التاريخ وترسيخه في نفوس الأجيال الناشئة من أجل بناء سليم للوطنية الحقة والصادقة ضدا على مناورات الخصوم للنيل من هذه الوحدة الترابية التابثة التي يحق للمغاربة أن يفتخروا بها ويتغنوا بأمجادها جيلا بعد جيل، كما أكد ذلك جلالة الملك محمد السادس في خطاب الذكرى 42 للمسيرة الخضراء.
وارتباطا بعودة المغرب إلى الوحدة الافريقية، قال المندوب السامي لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير، “إن المغرب قد ساهم في العمل على معالجة القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للقارة الافريقية، خاصة بعد عودته للمنظمة الافريقية”، مستشهدا بخطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 64 لثورة الملك الشعب الذي أكد فيه أن توجه المغرب إلى إفريقيا لن يغير من المواقف، بل سيشكل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وسيساهم في تعزيز العلاقات مع العمق الإفريقي، الشيء الذي كان أثر إيجابي على قضية الوحدة الترابية.
وقد عرف الحفل الذي شهد حضورا متميزا لساكني مدينة السمارة، تكريم المندوبية السامية لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير 12 من قدماء المحاربين وجنود الجيش الذي قاتل المستعمر الأجنبي، اعترافا بأعمالهم الجليلة والبطولية، علاوة على توزيع 50 إعانة مالية بغلاف إجمالي قدر بمبلغ 176.827.00 درهم، تتوزع بين 6 إعانات على إحداث مشروع اقتصادي و3 إعانات تتعلق بواجب العزاء و41 إعانة تتعلق بالإسعاف.
وثمن مصطفى الكثيري، مضامين الخطاب الملكي السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس في 6 نونبر 2017 بمناسبة الذكرى 42 للمسيرة الخضراء، في ظل وعدم وجود أي حل لهذا النزاع المفتعل خارج السيادة المغربية، مشيرا في نفس الخطاب، أن المغرب بقي منخرطا في الدينامية الحالية التي أرادها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في إطار احترام المبادئ والمرجعيات الثابتة التي يرتكز عليها الملف المغربي من بينها، الاستفادة من الدروس التي أبانت عنها التجارب السابقة ويتعين على كافة الأطراف التي أدت إلى اختلاق هذا الصراع أن تتحمل كامل مسؤوليتها لإيجاد حل نهائي، علاوة على الالتزام بالمرجعيات التي اعتمدها مجلس الأمن لمعالجة هذا النزاع.
وختم الكثيري كلامه أمام الحضور بالقول، “وجب علينا أن نفخر بهذا المجد الراسخ وأن نهنئ أنفسنا على هذه الصفحات التاريخية الوضاءة، كما نبعث تحية تقدير واحترام لكل الفاعلين من رجال السلطة وفي مقدمتهم، ضباط الصف والدرك الملكي وجنود القوات المسلحة الملكية والأمن الوطني والقوات المساعدة والوقاية المدنية وكل حماة الحدود لما يقدمونه من تضحيات جسام في سبيل استثبات الأمن وسيادة الاستقرار في هذه المناطق الغالية”.

> مبعوث بيان اليوم إلى سمارة:عادل غرباوي

Related posts

Top