تشهد المملكة خلال هذه الأيام موجة برد تزامنا مع التساقطات الثلجية التي تعرفها أقاليم بولمان، وكرسيف، وإفران، وخنيفرة، وأزيلال، وميدلت، وصفرو، وتازة.
وقد استنفرت هذه الأجواء المناخية المتقلبة لجن اليقظة والتتبع بهذه الأقاليم حيث بادرت لعقد اجتماعات استباقية في إطار تفعيل مخططاتها الإقليمية لمواجهة آثار موجة البرد وتسهيل فك العزلة عن المناطق الجبلية.
وفي هذا الإطار أكد عامل إقليم خنيفرة، محمد فطاح، أن جميع التدابير قد اتخذت لتأمين سلامة الطرق الرئيسية بالإقليم، وذلك لضمان ربط الإقليم بباقي جهات المملكة، مذكرا بأن ما مجموعه 47 دوارا بساكنة تبلغ 22 ألف نسمة معني مباشرة بتدبير موجة البرد. وأبرز أنه تم إحداث حوالي 40 مهبط خاص بطائرات الهليكوبتر لفائدة خمس جماعات ترابية، مشيرا إلى أن المديرية الإقليمية لوزارة الصحة قامت بإحصاء ما مجموعه 154 من النساء المعنيات بالولادة خلال فترة الثلوج.
وأضاف فطاح، أن المؤسسات الصحية بالإقليم جندت ما مجموعه 20 طبيبا خلال فترة موجة البرد، كما بلغ عدد سيارات الإسعاف 42 سيارة، إضافة إلى 29 وحدة للنقل في الإقليم.
من جهته، أوضح المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء بإفران يونس المسكيني أن هذه العمليات انطلقت مؤخرا بأعمال صيانة معدات إزاحة الثلوج وتجهيزات الاتصال السلكي واللاسلكي، وكذلك التزود بأدوات المعالجة وتسريع ذوبان الثلج، مضيفا، أن أشغال تنقية المنشآت الفنية وقنوات الصرف الصحي وتحضير مراكز الإيواء على مستوى جماعتي هبري وتيمحضيت قد تم مباشرتها، فضلا عن تثبيت لوحات التشوير العمودية المخصصة لتسهيل عمليات التوجيه خلال تساقط الثلوج.
وسخرت عمالة إفران في إطار التدابير الاستباقية مجموعة من الوسائل اللوجستيكية والبشرية بهدف فك العزلة على المناطق المتضررة من موجات البرد، من بينها توفير أسطول مكون من 60 كاسحة للثلوج و16 ناقلة و13 جرافة كبيرة وصغيرة و12 سيارة إسعاف بالإضافة إلى 100 من الموارد البشرية، تستهدف أكثر من 120 دوارا تابعا لـ 10 جماعات بساكنة تقدر بـ 150 ألف نسمة وإزاحة الثلوج بالطرق الوطنية والجهوية والاقليمية والجماعاتية. كما تم تزويد المراكز الصحية بكافة الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية وسيارات الإسعاف إضافة إلى إحصاء النساء الحوامل وتخصيص مراكز الإيواء لفائدة الأشخاص بدون مأوى والمسنين وذوي الأمراض المزمنة.
من جانبه أكد رئيس قسم التجهيز والتعمير والبيئة بعمالة إقليم أزيلال، عبد الرحمن الصوفي، أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات لضمان نجاعة وفعالية تدخلات السلطات الإقليمية والمصالح الخارجية من خلال تعبئة كافة الآليات اللوجستيكية والبشرية اللازمة للتخفيف من آثار موجة البرد.
ويتعلق الأمر بالخصوص بتفعيل مراكز القيادة على المستوى المحلي لضمان تتبع عمليات فك العزلة وإزاحة الثلوج وإعادة فتح مختلف المحاور الطرقية بالإقليم.
وبعد أن ذكر بأن 397 دوارا تابعا لما مجموعه 25 جماعة ترابية بساكنة تبلغ 155 ألف و674 نسمة معنية مباشرة بتدبير موجة البرد، أشار الصوفي إلى وضع أسطول لهذا الغرض يتكون من 42 آلية بمجموع الإقليم. وبخصوص التدابير المتخذة على مستوى المؤسسات التعليمية، أبرز الصوفي، أنه تم توزيع 275 طنا من حطب التدفئة لفائدة 376 مدرسة، مؤكدا أنه في حالة نشرة انذارية من المستويين الأحمر أو البرتقالي، فإن مديري المؤسسات التعليمية وأولياء أمور التلاميذ مدعوون إلى توقيف عن الدراسة حتى لا يتضرر التلاميذ بسبب الطرق المغلقة وتساقط الثلوج والعواصف الرعدية.
من جهته قال عامل إقليم ميدلت، مصطفى النوحي، إن كافة السلطات والإدارات المعنية معبأة من أجل التخفيف من آثار موجة البرد التي يعرفها الإقليم، خاصة في ظل التساقطات الثلجية، مبرزا أن الجميع على وعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم في هذا المجال، داعيا إلى تكثيف الجهود من أجل تخفيف آثار موجة البرد القارس والظروف المناخية الصعبة على السكان.
وشدد على ضرورة تحسيس الساكنة بالاهتمام بمضمون النشرات الإنذارية الصادرة عن مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، وكذا إيلاء الأهمية الكبرى للفئات الهشة، خاصة أطفال المدارس والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، ومساعدتهم والتكفل بحاجياتهم في هذه الظروف المناخية القاسية، بالإضافة إلى الفلاحين.
وبالمناسبة، قدم رئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة الإقليم، بدر ابن الأكحال، معطيات حول إقليم ميدلت، وحدوده الجغرافية، والإجراءات المتخذة من أجل التخفيف من آثار موجة البرد، مشيرا إلى أن عدد الدواوير الواقعة بالمناطق المعرضة لموجة البرد يبلغ 219 دوارا، موزعين على 24 جماعة ترابية، مشيرا إلى الآليات المعدة لإزاحة الثلوج، والتدابير المتعلقة بتتبع حالة انقطاع التيار الكهربائي وشبكة الهاتف، وعمليات التدخل بواسطة طائرات الهيليكوبتر، وإحصاء وتتبع أماكن الرحل، وكذا عملية نقل وإيواء مرضى القصور الكلوي.
من جانبها، تحدثت فاطمة شبعتو، المندوبة الإقليمية لوزارة الصحة بميدلت، عن الاستعدادات الجارية لتقديم المساعدة الطبية لسكان المنطقة، مؤكدة أن المندوبية الإقليمية للصحة تنخرط، وعلى غرار السنوات الماضية، في التنزيل الفعلي لبرنامج “رعاية”، حيث تم عقد اجتماع جهوي تحضيري لهذه العملية، واجتماعات تحضيرية مع رؤساء المراكز الصحية والاستشفائية، والعمل على تنزيل بعض دوريات وزارة الصحة الخاصة بهذا المجال، مبرزة أن عملية “رعاية 2019-2020” تنظم خلال الفترة من 15 نونبر الجاري إلى 30 مارس 2020، وذلك في سياق تنفيذ مقتضيات المحور المتعلق بتعزيز مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، وشبكة المؤسسات الطبية والاجتماعية وتطوير الصحة المتنقلة، خصوصا في العالم القروي.
هذا، وبإقليم الحسيمة وفي سياق التدابير الاستباقية التي تم اتخاذها للتخفيف من آثار موجة البرد المرتقبة بالإقليم خلال هذه الأيام وفي فصل الشتاء عموما، تم توزيع 1300 فرن محسن لساكنة المناطق الجبلية، وتزويد المدارس بحطب التدفئة.
كما تم تزويد دور الأمومة بالأغطية وأجهزة التدفئة، إضافة إلى تجنيد جميع أعوان السلطة لحث الأسر على إيواء النساء الحوامل بدور الأمومة. كما كلفت مصالح الوقاية المدنية والسلطة المحلية بالتكفل بكل الأشخاص بدون مأوى بالمراكز الاجتماعية التي تم تزويدها بكل ما يلزم، وكذا المختلين عقليا بالمستشفى الإقليمي بهدف صيانة كرامة كل المواطنين. وبالموازاة مع ذلك، جندت مصالح التجهيز والجماعات الترابية كل معداتها اللوجستية لضمان الاستجابة الفورية لكل نداء استغاثة في حالة انقطاع الطرق.
< سعيد أيت اومزيد