استمعت غرفة الجنايات المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، أول أمس الخميس، إلى آخر المتهمين في جريمة قتل سائحتين اسكندنافيتين بجماعة إمليل بإقليم الحوز.
وواجهت هيئة المحكمة المتهمين الذين كانوا مؤازرين بدفاعهم، بما نسب إليهم وتضمنته محاضر الضابطة القضائية ومؤسسة قاضي التحقيق، حيث أنكر المتهمون جميع التهم الموجهة إليهم خلال البحث التمهيدي وأمام قاضي التحقيق.
وخلال هذه الجلسة، وجهت هيئة المحكمة للمتهمين، وعددهم ستة، ضمن ال24 المتابعين في القضية، تهم “التخطيط للقيام بأعمال ارهابية داخل المملكة تستهدف السياح ورجال الدرك والأمن وبعض المواقع السياحية، وتهمة عدم التبليغ عن جريمة والإشادة بالإرهاب وبعملية قتل السائحتين الاسكندنافيتين”.
وقضت هيئة المحكمة، بعد ذلك، بإرجاء النظر في هذه القضية، إلى يوم الخميس المقبل.
وكان المتهم الرئيسي، عبد الصمد الجود، قد أفاد في تصريحاته في إطار البحث التمهيدي، لعناصر الشرطة القضائية، أنه استقطب سنة 2016 السويسري الحامل للجنسية الاسبانية بوساطة من عضو خليته، كان هذا الأخير قد تعرف عليه كإمام مسجد بنواحي مراكش إبان مسعاه للبحث عن مدرسة قرآنية بحي تيكوين بأكادير، وذلك حينما قرر الاستقرار بالمغرب، في أفق تعميق معارفه حول الاسلام، الذي اعتنقه سنة 2011 .
كما أنه كان يعقد اجتماعات مع عناصر خليته لمناقشة مواضيع ذات طابع إرهابي وتكفيري، ومشاهدة مختلف إصدارات تنظيم “داعش” وتسجيلات عملياته الانتحارية، حيث أكد هذا الأخير أن الشخص الأجنبي شاطرهم قناعاتهم المتطرفة، بما فيها رغبة الانضمام إلى مقاتلي هذا التنظيم، مُخبرا إياهم أنه على علاقة بمجموعة من مناصريه “التنظيم” بأوروبا، وكذا بمقاتل في فرع التنظيم بالفلبين.
كما أن السويسري الحامل للجنسية الاسبانية دأب على المشاركة في خرجات نظمها متهمون، بمن فيهم المتهم الرئيسي، إلى سد ” لالة تكركوست” بمنطقة الحوز لمناقشة ترتيبات إعدادهم لمخططاتهم الارهابية بالمغرب، إذ أخبرهم الأجنبي أن من بين مخططاته استدراج واستقطاب بعض المهاجرين الأفارقة المتواجدين بالمغرب لدعم خليتهم والاستعانة بهم فيما بعد، وذلك لمساعدة من يرغب منهم في الالتحاق بمقاتلي التنظيم الارهابي “بوكو حرام” بالمناطق الافريقية، بحكم درايتهم بالمسالك الجغرافية مروا منها إثر هجرتهم السرية نحو المغرب.
ويتابع المتهمون في هذه القضية، من بينهم شخص يحمل الجنسيتين الإسبانية والسويسرية، بتهم “تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية، والاعتداء عمدا على حياة الأشخاص مع سبق الإصرار والترصد، وارتكاب أفعال وحشية لتنفيذ فعل يعد جناية، وحيازة أسلحة نارية، ومحاولة صنع متفجرات خلافا لأحكام القانون في إطار مشروع جماعي يستهدف المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف…”.
يذكر أنه في إطار الأبحاث والتحريات التي أنجزت على خلفية العثور على جثتي سائحتين أجنبيتين بمنطقة “شمهاروش” بمنطقة إمليل بإقليم الحوز، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتعاون وتنسيق وثيقين مع مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني، من توقيف المشتبه فيهم على خلفية هذه الجريمة.
حسن عربي