التشجيع على القراءة

مبادرة السيد أحمد رضا الشامي رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول التشجيع على القراءة من خلال إعداد تقرير عن طريق الإحالة الذاتية وتنظيم مناظرة وطنية في الموضوع ذكرتني بتجربتين هامتين عشتهما خلال المراحل الماضية: الأولى خلال المرحلة من 1965 إلى 1976 بمحيط مسجد القرويين بفاس حيث يوجد باعة الكتب بمدخل زنقة بوطويل وبباب العطارين بالجهة الموالية لرحبة القيس أمام مدرسة العطارين وببعض الأماكن الأخرى بالمدينة العتيقة والذين كان عليهم إقبالٌ كبيرٌ من طرف التلاميذ والطلبة والحرفيين والتجار والعمال ومن سكان المدينة والمناطق المجاورة لها حيث كان الاهتمام بالقراءة بشكل كبير، وكانت الكتب تباع بأثمنة جد رخيصة تجعل الجميع قادرا على شرائها وكانت هذه الكتب تتناول مختلف المجالات بما فيها الدينية والعلمية والفلسفية والأدبية والفنية لعلماء ومفكرين مغاربة وعرب ومنها المترجمة للمفكرين الأجانب والمجلات التي كانت تصدر بكيفية دورية والتي كانت تتناول مختلف مجالات الفكر والمعرفة والفن، وقد تزامن ذلك مع ما كان يقوم به علماء مدينة فاس من دور كبير في أوساط العمال والحرفيين والتجار وجميع سكان المدينة والمناطق المجاورة لها ومثال على ذلك ما كانت تعرفه نسبة كبيرة من المساجد والزوايا ومنها :
– مسجد القرويين من خلال ما كان يقوم به سيدي عبد الرحمان الغريسي والفقيه عبد الكريم الداودي
– ضريح مولاي ادريس الفقيه العمراني والفقيه الإدريسي
– زاوية سيدي احمد التيجاني سيدي ادريس العراقي والفقيه أقصبي
– مسجد الرصيف الفقيه العلمي أتاي
– مسجد الأندلس سيدي عبد الرحمان ربيحة
– مسجد البوعنانية الفقيه السليماني
– مسجد قصبة النوار الفقيه السي فضول
– حي البليدة قرب مدبغة شوارة الفقيه الزيتوني
وقد أدى ذلك إلى تكوين ثقافة واسعة وسط مختلف فئات سكان مدينة فاس والمناطق المجاورة لها.
والحدث الثاني يتعلق بمبادرة مماثلة تم القيام بها بمعمل كوطيف خلال سنة 1976 إلى سنة 1978، فبعد تأسيس عدة خلايا حزبية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قامت لجنة التنسيق هذه بتكوين خزانة متنقلة لتبادل الكتب بين العمال، وكان الهدف الأساسي من وراء ذلك هي رفع المستوى الفكري للعمال ومحاربة الخرافة والفكر الغيبي.
وقد كان لهذه المبادرة صدى واسعٌ وسط القطاع الطلابي الاتحادي الذي كانت له علاقة قوية مع العمال وكانوا يقترحون قراءة كتب الفكر الاشتراكي والماركسي والتقدمي.
وقد كان لهاتين التجربتين دور كبير في الرفع من المستوى الفكري والثقافي وعلى عدة مستويات تبينت فيما بعد.

< عبد الرحيم الرماح

Related posts

Top