الخبير المغربي عدنان فنون: ذكاء المدينة يبرز من خلال قدرتها على تدبير مواردها واستجابتها لحاجيات الساكنة

< ما هو تعريف المدن الذكية؟
> المدينة الذكية المستدامة هي مدينة مبتكرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة، وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية، والقدرة على المنافسة، وتلبي في الوقت ذاته احتياجات الأجيال الحالية والقادمة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والثقافية..
المدينة هي نظام له تاريخ فريد وسياق محدد. و لضمان التماسك الجيد على مستوى المدينة، من الضروري التأكد من أن جميع الجهات الفاعلة الرئيسية في المدينة تعمل معا باستخدام الموارد بطريقة مثالية، وكل ذلك لتسريع عملية الانتقال وفي الوقت نفسه لمزيد من الفعالية على مستوى المشروع. ويظهر “ذكاء” المدينة بشكل أساسي من خلال قدرتها على جمع مواردها وتحقيق الأهداف التي تم التشديد عليها وخاصة من خلال معدل إرضاء احتياجات سكانها، مع ضمان المشاركة الفعالة للساكنة.
عدد السكان في المناطق الحضرية سيزداد بثلاثة أضعاف في غضون 30 سنة، وسيقطن 60 في المائة من البشر المدن بحلول سنة 2030. وستنشأ زهاء خمس عشرة “مدينة ضخمة” يتجاوز عدد سكانها عشرة ملايين نسمة. ويقتضي العيش الجيد في المدن الحصول على المسكن والخدمات الأساسية ووسائل النقل الفعالة والمأمونة والمستدامة، والمساحات الخضراء، والأماكن الثقافية، واستنشاق الهواء الجيد، وتوفير الحماية من تداعيات تغيّر المناخ. هذا هو نموذج المدينة المستدامة والشاملة للجميع الذي ينشده الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة.

< ما هي الخصائص والعوامل المحددة للمدينة الذكية والمستدامة؟
> يمكن إجمال العوامل المحددة للمدينة الذكية في ست عناصر أولها “الحياة الذكية” والتي تتجلى في الظروف الصحة الجيدة والسلامة الفردية والمنشآت الثقافية والتعليمية وإمكانية الولوج إلى مساكن جيدة النوعية. أما العنصر الثاني هو “الاقتصاد الذكي” والذي يتمثل في روح المبادرة والإنتاجية وثقافة الابتكار الشاملة القائمة على الأعمال والتجارة الإلكترونية والترويج للمنتجات المحلية. في حين يشمل العنصر الثالث “الناس الأذكياء”، ثقافة التعلم مدى الحياة والتنوع الاجتماعي والعرقي والمرونة والإبداع ومشاركة المجتمع ووعي المواطن. أما الحكم الذكي، العنصر الرابع، فيهم إشراك الجمهور في اتخاذ قرار والخدمة العامة والاجتماعية والشفافية الحكومية. التنقل الذكي، العنصر الخامس، يتطلب الولوج إلى نقل محلي ووطني وأن تكون أنظمة النقل آمنة ومستدامة نحو النقل العمومي. والوصول إلى وسائل النقل المدعومة والمتكاملة بواسطة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويستوجب كذلك في العنصر السادس “بيئة ذكية” التخطيط الحكيم في استخدام الأراضي وجاذبية الظروف الطبيعية وحماية البيئة ومكافحة التلوث.

< ما هي معايير المدينة الذكية؟
> قمنا في هذا السياق بدراسة فيما يتعلق بالبيئة الذكية، ومعدل حماية البيئة ومكافحة التلوث وكفاءة الطاقة لتوضيح حقيقة أن معايير التنمية المستدامة تتعامل بوضوح مع مكون التلوث البيئي. وبغية استيعاب مفاهيم المدن الذكية بالمعايير المدروسة ومدى تأثير هذه المعايير. وقمنا بتحليل النتائج الأولى لتحليل معايير التنمية المستدامة، مقارنة بمفاهيم المدينة الذكية المختلفة. وركزنا على المفاهيم التي تتفاعل مع مكون الطاقة المتمثل في الحياة الذكية، البيئة الذكية، التنقل الذكي. أي التفاعلات بين معايير التنمية المستدامة ومفاهيم المدينة الذكية.
وعليه يستوجب على المدينة الذكية استعمال الرقمنة في مختلف المجالات والتي يمكن إجمالها في العيش الذكي والصحة الذكية والتعلم الذكي والطاقة الذكية والتنقل الذكي والاقتصاد الذكي والبيئة الذكية والبنايات الذكية ثم حكومة ذكية ومواطنين أذكياء.

Related posts

Top