يعد التوحد نوعا من اضطرابات النمو الشاملة التي تصيب الطفل في السنوات الثلاثة الأولى، مما يؤدي إلى معاناة الطفل من مشاكل في التواصل الاجتماعي واللفظي، فضلا عن اختلالات في اهتمامات الطفل وسلوكه، فعادة يكون الطفل التوحدي منعزلا ومطمئنا أكثر عندما يكون وحيدا، وغالبا ما يكون الذكور أكثر عرضة من الإناث للإصابة بالتوحد.
ويعتبر التوحد من الاعاقات التي تحول دون استيعاب المخ للمعلومات وكيفية معالجتها، وتؤدي إلى حدوث مشاكل لدى الطفل في كيفية الاتصال بمن حوله واضطرابات في اكتساب مهارات التعليم السلوكي والاجتماعي، ومن صعوباته أن يستمر مدى الحياة.
والإصابة بالتوحد غالبا ما تكون مصحوبة بأعراض عصبية أو إعاقة عقلية أو مشكلات صحية محددة كالصرع مثلا، وهناك أنواع كثيرة من التوحد أهمها متلازمة اسبيرجر، متلازمة ريت، التوحد النمطي، التوحد الغير النمطي.
الأسباب
للتوحد أسباب نوروبيولوجية حيث أن دراسة مورفلوجية على المصابين أبانت عن وجود اختلالات في مناطق مختلفة من أعصاب الدماغ مع خلل في التعامل مع المعلومات. وهناك أسباب جينية تؤدي الى الإصابة بالتوحد من بينها شذوذ الكرموسومات حيث ثبت إصابة جينات (q21-35) والكرموسوم (q17) وجينات النورولوجين والنوروكسين.
الأعراض
يلاحظ محيط الطفل المصاب بالتوحد أنه يعاني من فساد أو تلف في التفاعل الاجتماعي كقصور في التقليد، وحساسية سمعية لبعض الأصوات. ويتسم الطفل التوحدي بكونه شديد الملاحظة للأصوات، لكنه يعجز عن التحديق أو التواصل بالأعين، ولا يستطيع تكوين علاقات. كما قد يبدو أنه لا يشعر بالألم، ويتصرف كالأصم. لا يحب ان يحضنه أحد، يعبر عن حاجاته بالإشارة، أحيانا يصبح كثير الضحك والصراخ دون سبب معين
مع شذوذ في الاتصال اللفظي، وغالبا ما يكرر الكلام.
تتسم حركات جسمه بالنمطية كدوران الأيدي وضرب الرأس أو هزه، مع القيام بحركات معقدة بالجسم كله.
الطفل التوحدي يشعر بالاطمئنان أكثر كلما كان وحيدا، كما أنه لا يتبادل الأحاسيس والانفعالات، لا يستجيب للأوامر ولا يخاف المخاطر. قد يكون له نشاط زائد او خمول شديد.
مراحل تطور المرض
إن الاصابة بالتوحد تمر عبر عدة مراحل. ففي السنة الأولى والثانية لا تظهر أعراض ولكن الطفل يكون كثير البكاء والصراخ ولا يحب الاحتضان. في السنة الثانية إلى الخامسة يصبح التوحد ظاهرا. وفي سن البلوغ تزيد النوبات الصرعية والتشنجات والصراخ والغضب والعنف النفسي.
العلاج
بالنسبة إلى طريقة العلاج فهناك نوعين من العلاجات مكملة لبعضها البعض حيث أن هناك علاجا نوروبيولوجيا يعتمد على أدوية تعمل على تقليل التشنجات، وتقليل النشاط الزائد والتوتر، فضلا عن أدوية القلق ومكونات المعادن والفيتامينات.
أما عن العلاج النفسي فالطفل التوحدي محتاج الى عناية نفسية خاصة تتجلى في الاهتمام الزائد بالطفل وعدم إهماله، إدماجه في المؤسسات التعليمية، وباختصار محاولة إيجاد جميع السبل التي تمكن من اختراق العزلة التي يعيش فيها.
< الدكتور مصطفى مودن
طبيب الطب العام
مدينة الفقيه بنصالح