كأن الدول العربية تتسابق في تسجيل معدلات قياسية في حالات الطلاق. هناك أسباب متشابهة، لكن لكل مجتمع عربي ما يميزه في حالات الانفصال بين الزوجين.
السعودية: 8 حالات طلاق كل ساعة
وفقاً لإحصائيات وزارة العدل في المملكة لعام 2015، 7.8 حالات طلاق تحدث في السعودية كل ساعة، أي نحو 188 حالة يومياً. هذه النسبة لم تختلف عن إحصائيات 2014، التي سجلت 4 حالات طلاق كل نصف ساعة، عدا حالات الخلع، وقضايا الانفصال أمام المحاكم.
ورغم أن غالبية السعوديين، يعيشون في ظروف اقتصادية جيدة، فإن خبراء علم الاجتماع وجدوا أن هذا أحد أسباب الطلاق هناك، بسبب سهولة الزواج للمرة الثانية إذا أراد الزوج، كما كان الأمر سهلا في المرة الأولى. فضلا عن أسباب أخرى أهمها ضرب الزوج لزوجته وإهانتها، والغيرة الزائدة.
مصر: 20 حالة طلاق كل ساعة
نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة في المجتمع المصري، باتت ظاهرة الطلاق في تزايد مستمر. وأظهرت الأمم المتحدة في إحصائية لها، أن حالات الطلاق في مصر وصلت إلى 20 حالة في الساعة الواحدة، ما يعادل 170 ألف حالة سنويا.
ووفقا لجهاز التعبئة والإحصاء، سجلت مصر حالة طلاق كل 6 دقائق خلال عام 2013، أي 240 حالة طلاق يوميا. وحسب مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة الوزراء، وصل عدد المطلقات عام 2014 إلى مليونين ونصف المليون رغم النظرة المجتمعية السيئة للمطلقة في العالم العربي، ومصر خصوصا.
الباحثة في شؤون المرأة والناشطة النسوية، هدى جاد الحق، قالت إن قانون الخلع في مصر منح المرأة سهولة الحصول على الطلاق، وهو سبب رئيسي في هذا الرقم الكبير، موضحة أن المرأة تلجأ إلى طلب الطلاق أو الخلع في مصر لأسباب عدة أهمها الظروف الاقتصادية، وعدم قدرة الزوج على تحمل مسؤوليات الزواج، بعد تزايد أعداد الزوجات المعيلات، اللواتي يتكفلن بمصاريف الأسرة. وأشارت إلى أن غالبية حالات الطلاق تحدث في العام الأول، بسبب رفض الزوجة تقبل طباع زوجها وأخلاقياته، ورفضها لطريقة تعامله السيئة معها. لافتةً إلى أن في مصر اليوم نسبة كبيرة من حالات الطلاق التي تحدث بعد أشهر من الزواج.
وأضافت: “ضمن الأسباب التي تؤدي للطلاق، الزواج خلال فترة قصيرة من دون فترة تعارف مناسبة بين الطرفين. ويعود ذلك إلى ضغط الأسرة على الابنة لإتمام الزواج خوفا من العنوسة التي تطارد الفتيات”.
تونس: أسباب جنسية!
رغم أن تونس تسجل 1000 حالة طلاق شهريا، وفقا لمركز الإحصاء الوطني التونسي، أي نحو 4 حالات كل 3 ساعات، فإن هذا الرقم يعد كبيرا هناك، نظرا لأن المجتمع التونسي لم يتجاوز 12 مليون نسمة.
ويظهر في تونس سبب جديد للطلاق، بعد أن تحدث خبير معتمد لدى المحاكم التونسية في الصحة الجنسية والعلاقات الأسرية عن أن 40% من حالات الطلاق تعود لأسباب جنسية. ويقول مصعب، شاب تونسي ثلاثيني، منفصل عن زوجته، إنه لاحظ بالفعل ظاهرة المشاكل الجنسية، التي تؤدي للانفصال بين الزوجين، مؤكدا أن البطالة في تونس والمشاكل الاقتصادية سبب في حالات الطلاق، وحتى المشاكل الجنسية كان يمكن حلها إذا توفر المال.
الإمارات: السوشيال ميديا هي السبب!
مع أواخر 2015 وبداية 2016، باتت محاكم دبي تسجل يوميا 4 حالات طلاق، ما يشير إلى ارتفاع ملحوظ في نسب الطلاق التي سجلت من 2012 حتى 2014، بـ12 ألف حالة.
وبحسب آخر الإحصائيات الإماراتية، فإن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من أسباب الطلاق، نظرا لانشغال الزوجين بهذه المواقع طوال اليوم، وإهمال كل منهما الآخر. وساعدت في ذلك الهواتف الذكية، وتأتي ضمن الأسباب الأخرى الذمة المالية المستقلة للسيدات في الإمارات، وقدرتهن على المعيشة الميسورة بعد الانفصال، فضلا عن تعدد الزوجات.
الطلاق في العراق والمسلسلات التركية!
أعلنت السلطة القضائية الاتحادية في العراق أن حالات الطلاق ارتفعت بنسبة 70% في السنوات العشر الأخيرة. وأصبحت تسجل حالات الطلاق أكثر من 60 ألف حالة سنويا. وكشفت دراسة مجتمعية سببا جديدا لارتفاع هذه النسب في العراق، هو المسلسلات التركية التي تظهر الصورة الوردية للأزواج، ما يؤدي إلى سخط الأزواج في العراق على حالهم، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها العراقيون، منذ الغزو الأمريكي. وكانت مؤسسة العراق لمنظمات المجتمع المدني، كشفت في دراسة لها أن موقع Facebook والانترنت والهواتف المحمولة، من أسباب الطلاق في العراق. خصوصا أن تواصل الأزواج مع آخرين عبر الانترنت يثير الغيرة والشكوك التي تؤدي إلى المشاكل الأسرية في نهاية المطاف.
الجزائر.. قوانين تحمي المطلقة
بدورها، تؤكد وزارة العدل الجزائرية ارتفاعا ملحوظا في حالات الطلاق في البلاد وصل إلى 60 ألف حالة سنويا، أي حالة كل 10 دقائق. وكشفت الإحصائيات عن 100 ألف طفل جزائري يقعون ضحايا بسبب انفصال الآباء.
يقول “وعلي” مواطن جزائري، إن القوانين الجزائرية الجديدة وفرت للمرأة حقوقا كثيرة تضمن لها التحرر من زوجها، وتكفل الزوج بتوفير سكن لها ولأطفالها، موضحا أن الدولة تطارد المطلق بقوة القانون للاستيفاء بحقوق المطلقة وأطفالها مالياً وأدبياً.
الأردن.. الطلاق إلكترونيا
وصلت حالات الطلاق في الأردن إلى نحو 15 ألف حالة، بزيادة سنوية 1000 حالة، وفقا لتقديرات دائرة الإفتاء. ويتيح الأردن للزوجة إتمام الطلاق من زوجها إذا أرسل لها رسالة sms، أو إيميل، أو عبر أي وسيلة أخرى من وسائل التواصل، ويعرف هناك بالطلاق الإلكتروني!
المغرب أيضا .. مع بعض الخصوصيات
لا يشكل المغرب استثناء بالنسبة إلى منحى ارتفاع حالات الطلاق، لكن مع بعض الخصوصيات، إذ عرف هذا المنحى نوعا من الاستقرار خلال السنوات الاخيرة، قد يكون راجعا إلى المستجدات التي حملتها مدونة الأسرة في هذا المجال. وتفيد آخر المعطيات التي أدلى بها وزير العدل نفسه في السنة الماضي أن وضعية الطلاق عرفت “نوعا من الاستقرار” خلال 10 سنوات الأخيرة، وبالأرقام فقد وصلت نسب الطلاق خلال سنة 2013 ما مجموعه 40 ألف و850 حكم بالتطليق، مقابل 7 آلاف و213 حكم سجل في 2004. وسجل الوزير ما اعتبره “ملاحظة على درجة من الأهمية” والتي تتمثل في تدني حالات الطلاق الرجعي مقابل ارتفاع عدد حالات الطلاق الاتفاقي (الطلاق الودي بين الطرفين)، حيث سجلت سنة 2013 نحو 14 ألفا و992 حالة طلاق اتفاقي، بما نسبته 59.46 في المائة من مجموع حالات الطلاق، مقابل عدد حالات الطلاق الرجعي الذي بلغ 1877حالة، بما نستبه 7.44 في المئة من مجموع حالات الطلاق. وشهدت نسبة التطليق (يكون بطلب من الزوجة)، ارتفاعا ملحوظا، إذ بلغت خلال سنة 2013 ما مجموعه 40 ألفا و850 حكما بالتطليق، مقابل 7213 حكما تم تسجيله سنة 2004. كما يتميز السياق المغربي بالدول الهام الذي تلعبه مؤسسة الصلح والوساطة الأسرية التي جاءت بها المدجونة كذلك، والتي مكنت في سنة 2013 وحدها من الحفاظ على كيان 18 ألفا و491 أسرة، حسب نفس المصدر.
الطلاق في الوطن العربي.. أرقام قياسية وأسباب غرائبية
الوسوم