المعرض الدولي للنشر والكتاب يفتتح مساء الخميس

تفتتح يومه الخميس دورة جديدة من دورات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء الذي تسهر على تنظيمه وزارة الثقافة، والذي سيمتد إلى غاية السابع عشر من الشهر الجاري. خمس وعشرون دورة من عمر هذه التظاهرة الثقافية ذات الطابع الكوني، مما يدل على النضج الذي بلغته والذي لم يعد مسموحا للساهرين على تنظيمها ارتكاب هفوات البدايات. في كل دورة يتم الاحتفاء ببلد معين، وفي هذه الدورة وقع الاختيار على إسبانيا، ولا شك أن هذا الاختيار ستكون له فائدة جمة، بالنظر إلى الغنى الذي تتسم به الثقافة الإسبانية في مختلف مجالات المعرفة والإبداع، وستكون فرصة مجددة لتواصل المثقفين والأدباء المغاربة والإسبان في ما بينهم، ونأمل أن تثمر هذه المناسبة مشاريع أدبية وفكرية، دون أن نغفل الترجمة، حيث ما أحوج إنتاجاتنا إلى التعريف بها عن طريق هذه اللغة الحية، أي الإسبانية، مثلما أننا في حاجة إلى ترجمة الإنتاج الإسباني إلى لغتنا. ومن خلال القيام بجرد للأرقام التي تسجلها هذه الدورة على مستوى المشاركة والتنظيم، يتبين أن هناك تطورا ملحوظا في حجمها، حيث هناك مشاركة 700 عارض مباشر وغير مباشر، يمثلون أكثر من أربعين بلدا من مختلف القارات، وفي ما يخص البرنامج الثقافي، نسجل مساهمة 350 من المفكرين والأدباء وشخصيات من مشارب متعددة: السياسة، الاقتصاد، الفن، القانون.. ومن الملاحظ أن عدد الأنشطة التي سيحتضنها فضاء المعرض، جد مكثف، حيث تغطي المساحة الزمنية لفترتي الصباح والمساء، ويمكن أن نعد 14 نشاطا رئيسيا كل يوم. وتشمل هذه الأنشطة قضايا أدبية وفكرية مختلفة، فمن بين العناوين الرئيسية لهذه الأنشطة: ندوات، تجارب في الكتابة، ليالي الشعر، ساعة مع كاتب، ذاكرة بعض رموزنا الوطنية، أسماء فوق البوديوم لأجل الاحتفاء بمجموعة من المتفوقين في مجالات إبداعية وثقافية مختلفة، جائزة أدب الرحلة، أمسية جائزة أركانة العالمية للشعر، أصوات جديدة في الكتابة، الكاتب ومترجمه، جائزة القراءة، في حضرة كتاب، حفلات توقيع الإصدارات الجديدة.. إلى غير ذلك من الأنشطة المتنوعة. وطبعا، لا نغفل الإشارة إلى برنامج أساسي وقار، وهو المتمثل في الورشات الخاصة بثقافة بالطفل، لما لها من دور هام في تنشئة هذه الفئة العمرية على حب القراءة والمعرفة، وفي هذا السياق، لا بد من التنويه بالمبادرة التي تقوم بها مجموعة من المؤسسات التعليمية، حيث تقوم بمصاحبة تلاميذها الصغار للقيام بزيارات منتظمة لفضاء المعرض، وبالتالي فتح عيونهم على ما جد في الثقافة الموجهة لهم. لقد حقق المعرض الدولي للنشر والكتاب تراكما على مستوى الأنشطة الموازية: ندوات، محاضرات، عروض.. إلى غير ذلك، وهو ما يتطلب الحرص على توثيقها بالصورة والصوت، وحبذا لو تم إنشاء قناة تلفزية لتقديم التسجيل الكامل لمختلف هذه الأنشطة، باعتبارها وثيقة تاريخية هامة. من جهة أخرى، بات من الملاحظ أن فضاء المعرض لم يعد قادرا على استيعاب التزايد السنوي الملحوظ في العارضين والزوار، وهو ما بات يستوجب التفكير في توسيع هذا الفضاء أو البحث عن فضاء آخر أكثر شساعة وفي مستوى تطلعات المتتبعين.

عبد العالي بركات

Related posts

Top