تجارب في الكتابة:عبد الفتاح كيليطو: لغات الماضي ولغات الحاضر

> محمد توفيق أمزيان(صحافي متدرب)
في حلقة جديدة من تجارب في الكتابة، احتضنت قاعة محمد العربي المساري مؤخرا، ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب تجربة الكاتب عبد الفتاح كيليطو في لقاء مفتوح حول لغات الماضي ولغات الحاضر بمشاركة عبد السلام بنعبد العالي والمحجوب الشاوني وعبد الكبير الشرقاوي، بحضور الكاتب عبد الفتاح كيليطو.
  وخلال مداخلته في اللقاء الذي سيره عبد الجليل ناظم، تطرق الكاتب عبد الكبير الشرقاوي إلى الغرابة في النص المترجم، حيث أبرز أن النص المكتوب بلغة أجنبية والمترجم إلى العربية والذي يتطرق إلى قضايا عربية دائما ما يبقى نصا غريبا، وحتى المترجم يجب عليه أن يترجم النص بغرابته، إذ أشار الشرقاوي في ذلك إلى خصوصيات الترجمة خصوصا عندما يعمد الكاتب والمؤلف إلى ترجمة أعماله الأدبية، واستحضر ابن رشد الذي كان يشتغل على عدة ترجمات، فقرطبة حوله كانت تزخر باللغات، لكن ابن رشد كانت تهمه النبرة في الترجمة، حيث كان يصغي لأرسطو في نغمته للترجمة وينهل من الترجمة اليونانية، مشيرا إلى أن النبرة هي الأساس في الترجمة، إذ على المترجم استحضار نبرة الكاتب خلال عملية الترجمة.
 وتحدث عبد السلام بنعبد العالي عن كتابة عبد الفتاح كيليطو وعن الكتابة باللغة العربية والفرنسية مبرزا خصوصيات الكتابة والاعتماد على اللغة، كما قال بنعبد العالي، إن لكيليطو عدة اختيارات في الكتابة أهما اختيار لغة الكتابة، اللغة التي تسكنه ويستطيع من خلالها التعبير عن أفكاره وهي اللغة الأم، لافتا إلى مميزات الكتابة باللغة العربية والفرنسية وخصوصيات كل منها وآثارها في نفوس القراء، مستحضرا حوارا لكيليطو مع أمينة عاشور حول اختيار اللغة والكتابة وخصوصياتهما، حيث قال كيليطو إن الكاتب ابن اللغة، وأن الكتابة ما كانت ممكنة لولا الترجمات، لأن هناك علاقة بين الترجمة والكتابة.
 وبدوره استحضر المحجوب الشاوني بعض مقولات كيليطو خصوصا عندما سئل عن طفولته، حيث قال كيليطو كانت جدتي تخيط لي كتبا وأنا صغير، مشيرا إلى علاقة عبد الفتاح كيليطو مع الأدب منذ الطفولة، كما تطرق لمفهوم الغرابة وخصوصيات الأعمال الأدبية للكاتب، حيث ذكر مقولة كيليطو، “أشك أن أكون أنا الذي يكتب رواياتي، بل هناك شبح يتردد على المكان وهو من يكتب كل شيء”، معتبرا أن الخيال يلعب دورا كبيرا في أعمال كيليطو، ما يجعل القارئ يشعر بسحر عندما يقرأها بحيث يكون أمام أعمال بجمالها وسموها، تتميز بسحر عميق وتلك هي كتابة كيليطو.
 وختاما، شكر عبد الفتاح كيليطو وزارة الثقافة على سهرها على تنظيم المعرض الدولي للكتاب، كما تقدم بالشكر للمناقشين الذين قال عنهم إنهم عادوا به سنوات إلى الوراء وهم ينبشون في أعماله، مبرزا من جهته خصوصيات الكتابة بشكل عام والعلاقة بين لغات الماضي ولغات الحاضر، متحدثا عن روح النص وعلاقتها باللغة التي يكتب بها.
يشار إلى أن عبد الفتاح كيليطو واحد من أبرز الباحثين المعاصرين والكتاب الذين اشتغلوا على التراث العربي، إن في بعده الشعري أو السردي على حد سواء، كما يتميز ببعده التأويلي في كتاباته، وإلى اليوم، ما زال كيليطو مصرا على إعمال آلته التأويلية يما يضيء جوانب من التراث الثقافي.

Related posts

Top