دخل المنتخب المغربي المحلي لكرة القدم في آخر الاستعدادات للمشاركة في كأس أمم إفريقيا (الشان)، والتي التي ستنطلق بأربع مدن مغربية شهر يناير القادم، وهي الدار البيضاء وطنجة ومراكش وأكادير.
وتكتسي هذه التظاهرة القارية أهمية خاصة نظرا للمكتسبات المتعددة من ورائها، خاصة أنها تأتي في خضم الطفرة التي تعيشها كرة القدم الوطنية في الآونة الأخيرة، الشيء الذي يضع أشبال المدرب جمال السلامي في تحد صعب ويتطلب الكثير من الحرص على الظهور بالفريق القوي القادر على المنافسة على اللقب.
فإجراء التظاهرة على الأراضي المغربية، يجعل منتخبنا المحلي في وضعية المرشح الأبرز للظفر باللقب، وإذا كان هذا العامل يعد امتيازا، فإنه في نفس الوقت يصعب من مهمة الأسود المحلية، فلا أحد سيقبل ضياع لقب كأس تجرى بالمغرب.
فالنتائج الإيجابية المحققة من طرف فريق الوداد البيضاوي في عصبة الأبطال الأفريقية، والتأهيل المستحق للفريق الوطني لمونديال روسيا على حساب فيلة الكوت ديفوار، يجعل كرة القدم الوطنية في مقدمة الاهتمامات، ومن الآن فصاعدا، فأي فريق أو منتخب مغربي سيدخل مستقبلا أي تظاهرة بثوب البطل، ولم يعد التواضع مقبولا خاصة من طرف الجمهور الرياضي المغربي الذي يعيش مرحلة حالمة، وغير مستعد لنسيان لحظات الفرح التي عاشها لا مع الوداد أو الفريق الوطني الأول، فرحة جعلته يخرج للشارع بجل المدن يغني ويحتفل بإنجازات خاصمتنا لسنوات طوال.
بالإضافة إلى هذا العامل، ينتظر كذلك أيضا من المنتخب الذي يشرف عليه الإطار الوطني جمال السلامي، تقديم المنتوج الوطنية على نحو جيد والترويج للاعبي وأندية البطولة المحلية بطريقة ممتازة، واستغلال الاهتمام الإعلامي الذي سيتركز على هذه التظاهرة التي بدأت سنة بعد أخرى تثير اهتمام أهم القنوات التلفزية وكبريات الصحف، وما يتبع ذلك من عائدات الاستشهار والإعلانات التجارية.
فالبطولة الوطنية التي دخلت موسمها الاحترافي السابع، في حاجة إلى ترويج أكبر، وإلى تقديم جوانبها الإيجابية والمضيئة، وهذه المهمة لن تتأتى إلا بتقديم مباريات قوية وعروض ومقنعة، وما كأس إفريقيا للمحليين سوى فرصة عظيمة للوصول إلى هذا الهدف الحيوي.
والإيجابي أن المنتخب الوطني لديه من الإمكانيات ما يمكنه من الاضطلاع بهذه المهمة، وهو الذي يتوفر على لاعبين متميزين وبصفة خاصة المنتمين للفريق الأول كأشرف بنشرقي وإسماعيل الحداد وجواد ياميق وبدر بانون ومحمد رضا التكناوتي، في انتظار عدوة محتملة للجناح الطائر محمد أوناجم المصاب، والذي يخضع لعلاجات مكثفة، حيث التحق مؤخرا بإحدى المصحات بفرنسا على أمل التعافي بسرعة والمشاركة بـمونديال الأندية و(الشان).
كل الظروف مهيأة إذن لتحقيق المبتغى، وما على العناصر الوطنية إلا التسلح بالعزيمة والإرادة الصلبة لتتمكن من تحقيق نتائج إيجابية لمواصلة الاحتفالات التي عرفها شهر نونبر الجاري …
محمد الروحلي