قتل أكثر من 150 شخصاً من مدنيين ومقاتلين محليين موالين للنظام في هجوم واسع شنه تنظيم الدولة الإسلامية صباح الأربعاء على محافظة السويداء في جنوب سوريا، في حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار المرصد إلى ارتفاع الحصيلة من 114 شخصاً إلى «156 على الأقل بينهم 62 مدنياً والبقية من السكان المحليين الذين حملوا السلاح دفاعاً عن قراهم».
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن ارتفاع الحصيلة ناتج عن «العثور على المزيد من جثث القتلى في قرى طالتها هجمات التنظيم في ريف المحافظة الشرقي».
وأوضح عبد الرحمن في وقت سابق أن «ثلاثة تفجيرات بأحزمة ناسفة استهدفت مدينة السويداء وحدها، فيما وقعت التفجيرات الأخرى في قرى في ريفها الشرقي والشمالي الشرقي قبل أن يشن تنظيم الدولة الإسلامية هجوماً ضد تلك القرى».
ويسيطر الجيش السوري على كامل محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية التي بقيت خلال سنوات النزاع بمنأى الى حد كبير عن المعارك العنيفة، فيما يتواجد مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة صحراوية عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية ينفذون منها بين الحين والآخر هجمات ضد قوات النظام.
وتسيطر القوات الحكومية على كامل محافظة السويداء في جنوب سوريا، فيما يتواجد مقاتلو التنظيم المتطرف في منطقة صحراوية عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية يشنون منها بين الحين والآخر هجمات ضد قوات النظام.
إلا أن هذا الهجوم بتفجيرات انتحارية يُعد وفق عبد الرحمن من أكبر الهجمات التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا منذ أشهر بعدما فقد غالبية مناطق سيطرته فيها.
كما أوضح أن المنطقة المستهدفة مأهولة بالسكان وقريبة من مدينة السويداء، مشيراً إلى أن التنظيم المتطرف تمكن من السيطرة على ثلاث قرى من أصل سبعة شنّ هجومه ضدهم.
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) سقوط قتلى وجرحى في مدينة السويداء. كما أفاد التلفزيون السوري الرسمي عن قتلى وجرحى في الهجمات على القرى في شمال شرق السويداء.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري أن «وحدات من الجيش العربي السوري تستهدف نقاط تنظيم داعش الارهابي في الريف لشرقي للمحافظة وتتعامل مع الهجوم».
وتستهدف طائرات حربية لا يعرف ما إذا كانت سورية أو روسية، وفق عبد الرحمن، المواقع التي يتقدم فيها الجهاديون في المنطقة.
التخلص من داعش
وقد حذّر جنرال فرنسي أول أمس الثلاثاء من أنّ عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر حاليا على جيب صغير في الأراضي السورية قد يستمر أشهرا.
وقال الجنرال فريديريك باريزو إن الجهاديين يسيطرون حاليا على منطقة بطول 30 كيلومترا وعرض 10 كيلومترات.
وباريزو هو قائد العمليات المدنية في قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وأوضح أن المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية تقع في وادي الفرات، بين مدينتي هجين والبوكمال، مقدّرًا عدد مقاتلي التنظيم المتبقّين بـ»بضع مئات»، وقائلا «في الأسابيع المقبلة، نأمل في التخلص من هذه القاعدة».
وأضاف أنه بذلك «لن تتبقّى أي منطقة يمتلكها داعش أو يسيطر عليها داعش» مستخدما التسمية المختصرة المتداولة للتنظيم. وأشار إلى أنه بمجرّد التخلص بالكامل من وجود تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق ستبقى قوات التحالف الدولي في مواقعها للتأكد من عدم تمكن الجهاديين من إعادة تنظيم صفوفهم.
وتابع الجنرال الفرنسي «نريد التأكد من أنهم لن يتمكنوا من اعادة الاحتشاد»، وذلك بالتعاون مع الجيش العراقي وقوات سوريا الديمقراطية (تحالف مقاتلين عرب واكراد متحالف مع الولايات المتحدة في سوريا).
ولفت الى انه «سيكون هناك حتما عملية انتقالية، انتقال بطيء. كل هذا لن يحصل بين ليلة وضحاها». وقال ان القتال ضد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية سيستمر «على الاقل شهرين او ثلاثة اشهر»، مضيفا «نحن حريصون على قتلهم جميعا».
الاعداد لاعتداءات
وقال التحالف الدولي الثلاثاء إن ستة من قادة تنظيم الدولة الاسلامية ومعدّي خططه مرتبطين باعتداءات في اوروبا والسعودية قد قُتِلوا في سوريا خلال الآونة الأخيرة.
واوضح في بيان ان البلجيكي صفيان مكوح الذي توجه الى سوريا من اجل الاعداد لاعتداءات ضد الولايات المتحدة قُتل في ضربة في الثاني من يونيو.
وفي الثاني عشر من يونيو ادت غارة اخرى الى مقتل «سيماك» وهو مسؤول في تنظيم الدولة الاسلامية مرتبط بخلية اعدت لاعتداءات في السويد. كما قُتل في الرابع والعشرين من الشهر نفسه مقاتلان اخران في التنظيم مرتبطان مباشرة بهذه الخلية هما ابو عوف وابو قدامة، فيما قُتل شريف الرجب في 26 يونيو.
وبحسب المصدر نفسه قُتل في 24 أبريل منوّر المطيري المقاتل في تنظيم الدولة الاسلامية الذي كان يخطط لاعتداءات في السعودية.
ولا يزال فصيل مبايع لتنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على جيب صغير في جنوب غرب محافظة درعا المحاذية للسويداء، ويتعرض منذ أيام لقصف عنيف من الطائرات الحربية الروسية والسورية في مسعى من قوات لنظام لطرد الجهاديين، بعدما استعادت الجزء الأكبر من محافظتي درعا والقنيطرة في الجنوب السوري.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية إقامة «دولة الخلافة» في سوريا والعراق في العام 2014 بعد ان سيطر على مساحات شاسعة في هذين البلدين، لكنه في سوريا فقد السيطرة على الغالبية العظمى من هذه الأراضي في هجمات منفصلة شنها النظام السوري بدعم روسي وأخرى شنها تحالف كردي عربي بدعم أميركي.