أعلن الناخب الوطني هيرفي رونار الاثنين الماضي عن اللائحة الأولية للمنتخب الوطني الذي سيخوض معسكرا إعداديا بالمركز الوطني لكرة القدم المعمورة بسلا انطلاقا من ثاني يونيو المقبل، وذلك استعدادا لنهائيات النسخة الـ32 لكأس إفريقيا للأمم بمصر من 21 يونيو إلى 19 يوليوز 2019.
وطبيعي أن تترك اختيارات رونار مجموعة من الملاحظات وعلامات الاستفهام، ترتبط كلها باستحقاق هذا الاسم أو ذاك، وأسباب غياب هذا اللاعب أو ذاك، ومدى احترام المعايير التي يحددها رونار بنفسه ولم يلتزم بتطبيقها، في ظل وجود مجموعة من المستجدات جعلته يتراجع عن تصريحاته السابقة.
ولعل الملاحظة الجوهرية تتعلق بالحفاظ على العناصر الأساسية التي شكلت التشكيل الرسمي للمنتخب خلال السنوات الأخيرة، وخاصة تلك التي شاركت بكأس العالم 2018 في روسيا، وهذه المسألة منطقية وعادية، مادام الوقت غير كاف لإدخال تغييرات كبيرة، قد تخلق ارتباكا يوجد المنتخب في غنى عنه.
عرفت اللائحة استبعاد أسماء ترددت على لوائح رونار في السنوات الأخيرة كرشيد العليوي مهاجم أولمبيك نيم الفرنسي، ووليد الحجام لاعب أميان الفرنسي، وحمزة منديل لاعب شالكه الألماني، هذا الأخير الذي بات منذ مدة خارج اهتمامات مدرب فريقه.
كما تم استبعاد كل من فؤاد شفيق لاعب ديجون الفرنسي، وأنور تهامي لاعب بلد الوليد الإسباني، واللذين شاركا معا في آخر تجمع إعدادي للأسود تحضيرا لمواجهة منتخبي مالاوي والأرجنتين.
بالمقابل سجلت اللائحة الأولية، وبعد تردد كبير استدعاء هداف الدوري السعودي عبد الرزاق حمد الله، الهداف الذي بات مطلبا جماهيريا وإعلاميا ملحا، نظرا للمستوى اللافت الذي أبان عنه في جل البطولات التي لعب بها، كما سجلت عودة نبيل درار.
أما بالنسبة للبطولة المحلية، وفي الوقت الذي انتظر فيه الرأي العام الوطني إنصاف مجموعة من اللاعبين الذين بصموا على موسم جيد، ليس فقط بمباريات البطولة، ولكن بالأساس بالمنافسات القارية، حيث وصل فريقان مغربيان لمقابلتي النهاية، كما لعبت أربعة أندية دور المجموعات في المسابقتين معا، وجاء هذا التألق بفضل وجود لاعبين متميزين حقيقة، إلا أن التجاهل كان كالعادة سيد الموقف، فلاعبون أمثال بدر بانون ويحيى جبران وصلاح الدين السعيدي وإسماعيل الحداد، يستحقون حقيقة الانتماء للمنتخب ولم لا أيضا محسن ياجور هداف الموسم وواحد من اللاعبين القلائل الذين لعبوا لجل المنتخبات الوطنية صغارا وكبارا، مع العلم أن ثلاثة لاعبين يمارسون بالبطولة الوطنية فقط وجهت لهم الدعوة، وهم رضا التكناوتي حارس الوداد البيضاوي وعبد العالي المحمدي حارس نهضة بركان وعبد الكريم باعدي مدافع حسنية أكادير، حضور لا يعدو أن يكون شكليا، وعندما يتم تحديد اللائحة النهائية سيتأكد ذلك بوضوح.
للإشارة فرونار اصطحب معه في دورة الغابون، لاعبا محليا واحدا، وهو أمين عطوشي مدافع الوداد، ولم يشارك في أي من المباريات الأربع للمنتخب في النهائيات، وبعد العودة استغنى عنه إلى غير رجعة، وكل هذا يبين بوضوح نظرة المدرب للمنتوج المحلي الذي يوجد في حاجة ملحة إلى واجهة للتسويق والترويج والتعريف، والأكثر من ذلك في حاجة إلى تحفيز اللاعبين على التطور والتطلع للمستقبل التقني أكثر من المادي.
محمد الروحلي