يبدو أن سفينة جماعة مكناس، لازالت تائهة وسط أمواج الصراعات الداخلية لمكوناته، فلا اللقاءات المركزية التي تمت بالرباط للم الصدع بالبيت الداخلي للحزب الحاكم مركزيا ومحليا لمجلس مكناس، ولا الاجتماع الذي تم على مستوى عمالة مكناس، وترأسه عامل العمالة بمكتب المجلس، لتدارس الشلل الذي يعيشه مجلس مكناس، ودراسة سبل الخروج من الأزمة التي عاشها ويعيشها أكبر مجلس في عمالة مكناس، مع العمل على تسريع العمل الجماعي، وإخراج المشاريع المتعثرة، والعمل على بناء هيكل تنظيمي قادر على مساعدة المجلس على وضع تصورات للنهوض بالجماعة من السبات.
وحتى البلاغ/ الحدث، الصادر عن الرئاسة تحت عدد: 2032 بتاريخ: 12 غشت2022، والذي جاء للإعلان عن خلاصات اللقاء العاملي، لم يستطع إذابة الجليد الذي يقف حاجزا بين الرئيس ومن بقي معه، المعدودين على عدد أصابع اليد الواحدة، في مقابل مابقي من مكونات المجلس، منهم من يعرف مايريد، وغالبيتهم تائه بين ما يُريد وما يُرَاد له.
تأتي هذه الأحداث والمجلس يحتفل بمرور سنة على تشكيله، سنة مرت عجفاء على جميع المستويات.
كما تأتي، وتعيين خالد بعبوة الذي عين في منصب رئيس منطقة حضرية مكلفا بالتنسيق مع المجلس الجماعي على صعيد مدينة مكناس، متخصص في شؤون المجلس، بناء على الهيكلة الجديدة لوزارة الداخلية، والرامية إلى تسريع التواصل بين السلطات مركزيا ومحليا، ومرافقة المجلس في التسيير والتدبير، والبادي أن ملفات ساخنة ستكون على مكتب هذا المسؤول الترابي، في ظل الشلل المعاش بمجلس مكناس، وفي مقدمة ذلك برنامج عمل الجماعة، المؤطر قانونا سواء دستوريا أو تنظيميا من خلال القانون التنظيمي للجماعات الترابية، والمراسيم التنظيمية والتطبيقية لهذا القانون.
ذلكم أن المجالس الترابية مطالبة بالتصويت والموافقة على برنامج عمل الجماعة في غضون السنة الأولى لولاية المجلس، لكن هاهي السنة انقضت ولا خبر لبرنامج عمل جماعة مكناس.
ولا يقتصر الشلل عند هذا الحد، بل حتى اللجن الوظيفية والمساعدة لعمل المجلس لا تشتغل، فالأخبار الواردة من المجلس، ونحن على مشارف دورة أكتوبر التي تتدارس ميزانية الجماعة، وتتدارس برنامج تهم المدينة انطلاقا من الميزانية، لا تبشر (الأخبار) بالخير، في ظل عدم انعقاد لجنة المالية التي تبقى أبرز لجنة بالمجالس الترابية، ويستبعد كذلك أن لا تنعقد باقي اللجن، ولا دورة أكتوبر، ما لم يتحمل كل من موقعه مسؤولياته!!
ناهيك على الترقب، والإحباط الذي بات يعيشه العنصر البشري، الحائر بين ما ينبغي أن يكون، وما هو كائن وواقع من شلل، وتعثر في تدبير ملفاته، وتعرضه للسب والقذف من غرباء على الإدارة، كما وقع الأسبوع الماضي، بالمقر الرئيس للجماعة، وهو الحدث الذي لولا تدخل الأمن لتطورت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.
يأتي كل ذلك، والساكنة حالمة بتحسن أوضاع العاصمة الإسماعيلية، وخروجها من حالة الركود الذي جعلها أشبه بقرية كبيرة، بعدما كانت سابقا حاضرة مدن المغرب.