عناد وحيد وأنانية زياش

اختار اللاعب حكيم زياش مناسبة كأس العالم الأندية المقامة حاليا بالإمارات، ليرد على المدرب وحيد خاليلوزيتش، إلا أن هذا الرد جاء -حقيقة- صادما، وربما غير متوقع بكل هذه الحدة.
قال زياش في تصريح للصحافة المتابعة للحدث الكروي الهام، إنه قرر نهائيا عدم العودة، مجددا لصفوف الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، ولن يتراجع مستقبلا عن هذا القرار، وسيركز على عطائه مع ناديه تشيلسي الإنجليزي، ويطلب من الجمهور المغربي الصفح وتفهم موقفه.
كان هذا مضمون الرد على وحيد زمانه، المدرب المتباهي بعناده، والمفتخر بجبروته، والرافض لكل المساعي الحميدة، الهدف منها تذويب جليد خلافات، تبقى هاشمية.
خلال الخروج الإعلامي، مباشرة بعد العودة بخيبة أمل كبيرة، من المشاركة بدورة الكامرون، وعوض التركيز على شرح وتفسير، بل تبرير أسباب الإقصاء من دور الربع، أمام منتخب مصري يقدم في كل مناسبة، دروسا بليغة في الصمود والصلابة والندية، فضل وحيد التمادي في عناد لا طائل منه.
فعوض جعل خروجه الإعلامي المنتظر، جزء من الحل، تحول إلى طرف أساسي في الخلاف، بإغلاق الباب نهائيا حول إمكانية عودة زياش لصفوف المنتخب المغربي، والأكثر من ذلك راح، يقدم شروحات وتفاصيل ومبررات، لإقناع الرأي العام بصحة موقفه، مما زاد من تعقيد الأمور، عوض إيجاد سبل للحل.
نحن الآن أمام حالة عنوانها يتلخص في عناد مدرب وأنانية لاعب، وبينهما فريق وطني، تتلاعب الأهواء والأقدار وردود الفعل والانفعالات اللحظية والنقاشات الهاشمية.
فزياش تعود على “الفشوش” والتعامل المزاجي، وعدم إظهار أي انضباط يقتضيه تمثيل القميص الوطني، الذي يبقى تشريفا فوق العادة، يحظى به حامل ألوانه.
هذه الحقيقة كان على حكيم أخذها بعين الاعتبار، في كل لحظة توجه له الدعوة للحضور، وإظهار نوع من الجدية ونكران الذات، وخدمة المجموعة، إلا أن العكس هو الحاصل تماما، في علاقة زياش بمنتخب بلاده الذي اختاره حبا وطواعية.
لم يقو زياش على تقديم الأفضل، خصوصا خلال المواعيد الكبرى، ككأس العالم بروسيا، وكأس أمم إفريقيا بمصر، إذ كان الجميع ينتظر منه لعب دور القائد، بحكم توفره على كل الإمكانيات والمميزات التقنية، التي تسمح له بالقيام بهذا الدور على غرار صلاح المصري، ومحرز الجزائري، وماني السنغالي، إلا أنه أخفق في تقديم الأفضل.
الآن، وبعد كل هذه التطورات المتلاحقة، وغير الإيجابية، لابد من تدخل مباشر وحاسم لفوزي لقجع، أولا كرئيس لجامعة كرة القدم، وثانيا كمسؤول أول عن لجنة المنتخبات.
فالمسؤولية تفرض اتخاذ كل التدابير والإجراءات التي تخدم منتخبا مقبلا الشهر القادم على مواجهة مصيرية وحاسمة، ضد منتخب كونغولي يبدو متحمسا على غير العادة، وهذا ما يفرض التعامل بصرامة وحزم، تقتضيه الحالة والظرفية الراهنة.
من الواجب تنازل زياش عن موقفه الرافض للعودة لصفوف المنتخب، كما من المفروض تراجع وحيد عن سلوكاته، لأن المسألة ليست شخصية، وليست مجالا للتباري، وإظهار المنتصر في النهاية، فإذا كان كل طرف يحاول تسجيل نقط على حساب الآخر، فإن الخاسر الأكبر هو الفريق الوطني، وانطلاقا من هذه الحقيقة على لقجع التدخل، حتى ولو اقتضى الأمر اتخاذ أقصى العقوبات، أو القيام بتغييرات، صحيح أن الظرف غير مناسب، إلا أن الأمور وصلت إلى حد التضحية بأحد الطرفين المتنازعين، في سبيل منتخب يمثل شعبا بكامله…

محمد الروحلي

Related posts

Top