قصيدتان

إلى الأبد

أود لو أنك ترتدين تلك البذلة
التي اشتريتَها ذات يومٍ من أيام تموز
بعد أن قلت أحبكِ أنا أيضا

أود لو أنك ترتدي تلك البذلة
لأجلي، للمرة الأخيرة،

وبعد ذلك، أود لو أندمج بالأرض
فلا أستريح إلا حيث هي تستريح.

العندليب

كان ثمة عندليب هنا.
ما كان ينبغي له أن يكون هنا،
ولكنَّه كان هنا.
وقد غنَّى طويلاً.
كنتُ أنا
أغنِّي أغنيتي الصغيرة الصامتة وكان هو يغني أغنيته. لا أحد يدري لمن كان يغني،
ربما استطابة للغناء فحسب.
دونما هدفٍ، دونما انتصار.
متوقدا بحياة لا يوازيها غير غنائه.
وهكذا أنا، يا صديقي الفجر،
أحاول أن أجعل حياتي ترقى إلى مستوى الغناء
هذه هي بليتي وهذا هو اغتنائي
لقد ألبستك بأجمعك أغنية حبي
لقد رفعتك بأجمعك، مثل عشبةٍ آذاريةٍ تشق
تربة الشتاء، مثل نهيق أتانٍ وسط أزهارِ مشطِ
الراعي، أو مثل الشريط الجناحي الأصفر
لطيور السّماء. أنفاسك
انصاعت. جسدك
انصاع
لغنائي. ثم عاد إلى حده. ولكن العندليب،
خارج الوقتِ وخارج أرضِ
إفريقيا الساخنة، يغني هنا، في قلب الشتاء الغربي
يغني، يسترسل، يتمادى.

 للشاعرة الإيطالية ماريا غراتسيا
ترجمة: أمارجي

الوسوم

Related posts

Top