ودعت الرياضة الوطنية محمد باحو الحكم الدولي، الرجل الذي خدم الوطن، مغاربيا، وعربيا، وقاريا ودوليا، وكإنسان حظي بثقة مختلف المؤسسات بما ميزه في المسار من صدق و أمانة و تفان.
محمد باحو وقع الميلاد في الثلاثينيات 1937، وفي ريعان الشباب بفاس جلبه عشق كرة القدم و منافساتها ودخل المدار من باب مجال التحكيم ومن مدارسه تدرج عبر مختلف الدرجات والرتب في الشقين التقني والإداري، من حكم متدرب إلى دولي ثم إطار إداري سامي.
وشغل باحو منصب رئيس للجنة التحكيم الجهوية في عصبة الوسط الشمالي في الثمانينيات، ورئيسا للجنة المركزية مع المكتب الجامعي الذي ترأسه الراحل الكولونيل ماجور الحسين الزموري كما اشتغل عضوا باللجنة المركزية في عدة فترات مع رؤساء تعاقبوا على هذه المؤسسة من أمثال، محمد بنعلي من 1986 إلى 1988، وسعيد بنمنصور من 1988 إلى 1992، وأحمد العموري 1993، وترأس اللجنة بعد ذلك 1994 واستمر عضوا مع مولاي عبد الله لمدغري من 1996 إلى 2000، ومحمد الشعبي من 2001 إلى 2009، وأحمد غيبي من 2009 إلى 2013، ثم محمد الكزاز ويحيى حدقة وبقي مرتبطا بتدبير قطاع التحكيم تحت إشراف جامعة كرة القدم ومساهما في تنظيم عدة أحداث رياضية دولية.
والحاج محمد باحو هو الحكم المغربي الدولي الوحيد الذي أسندت إليه مسؤولية التدبير الأمني في ملاعب كرة القدم خلال منافسات عربية وإفريقية ودولية، وقد أشرف بتكليف من الإتحاد الدولي لكرة القدم فيفا على تنظيم ثلاث مباريات تاريخية جمعت منتخبي مصر والجزائر في مسار التصفيات المؤهلة لكأس العالم- دورة جنوب إفريقيا 2010، وثلاث مباريات قوية تابعتها جماهير مصر و الجزائر و شهدت أحداثا غير مسبوقة، الأولى في 7 يونيو 2009 وأسفرت عن فوز منتخب الجزائر 3 – 1 والثانية في مصر يوم 14 نونبر 2009 وانتصر فيها المصريون بـ 2 – 0، مما فرض مباراة ثالثة اختار المنظمون إقامتها في ملعب أم درمان بالسودان في 18 من نفس الشهر، انتصر فيها منتخب الجزائر وتأهل إلى المونديال.
وقاد المباريات في فترات رفقة الزياني وبنجلون وبلفقيه والمديني والعباسي ولاراش وبناني والناصيري وأبو القاسم والأخوان الرافعي والناجيدي وغيرهم.. وساهم في تكوين أجيال من الحكام في العصبة الجهوية وباللجنة المركزية للتحكيم، والنمودج الراحل الدولي سعيد بلقولة الذي حفزه على تلقي التكوين و المثابرة حتى قمة المجد.
وقاد محمد باحو عدة مباريات مميزة من بينها نهائيتي كأس العرش 1977 بين فريقي الدفاع الحسني والرجاء و1985 بين فريقي الجيش الملكي والدفاع الحسني الجديدي إضافة إلى لقاءات دولية في إفريقيا والوطن العربي، كما عاش تجربة احتراف التحكيم بالإمارات العربية رفقة رفيق دربه الحكم الدولي عبد العالي الناصيري، وخلال المسار كان باحو يتفادى قيادة مباريات فريق المغرب الفاسي لإنتمائه لمدينة فاس .
السي محمد باحو لبى نداء ربه بعد صراع مع المرض و الوهن وسلم الروح لباريها مخلفا مسارا محترما محملا بالدروس والعبر، ونأمل أن نقرأ هذا المسار خدمة لأجيال الحاضر والمستقبل.
السي محمد باحو … وداعا … ستبقى حاضرا بيننا
> محمد أبو سهل
