اندلعت تظاهرات الجمعة والسبت في مدينة سبها (450 كلم جنوب طرابلس)، احد معاقل قبيلة القذاذفة التي ينحدر منها الزعيم الليبي معمر القذافي، بحسب المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار الليبيين.
وقال المجلس في بيان أصدره مساء أول أمس السبت في معقله في بنغازي، معقل الثوار في شرق البلاد، ان «تظاهرات كبيرة انطلقت الجمعة في حي المنشية(…) لقد رفع شبان موالون لثورة 17 فبراير علم الاستقلال وطالبوا برحيل القذافي». وأضاف البيان أن «رجال القذافي، وبعضهم بملابس مدنية، أطلقوا الرصاص الحي.و أصيب متظاهران ونقلا إلى المستشفى قبل أن يخطفهما رجال القذافي». وأكد الثوار في بيانهم أن «مقاتلين من قبيلة أولاد سليمان (القبيلة الكبيرة المناوئة لقبيلة القذاذفة) تمكنوا من تحرير العديد من الشوارع. والسبت اندلعت تظاهرات في شارع جمال عبد الناصر» ومجددا أطلقت قوات القذافي النار على المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل متظاهر، بحسب المجلس الوطني الانتقالي.
وتقع مدينة سبها في الصحراء ويقطنها حوالي مئة ألف نسمة وفيها قاعدة عسكرية كبيرة.
وعلى صعيد آخر، قال متحدث باسم الثوار في ليبيا إن قتالاً عنيفاً دار بين الثوار وكتائب القذافي في مدينة زليتن الواقعة على بعد 160 كلم شرقي طرابلس السبت.
ونقلت رويترز عن أحمد باني قوله إن قتالا متقطعا بين الكتائب والثوار يجري في زليتن بعد سيطرة الثوار على أجزاء منها.
وأضاف أن الكتائب ما زالت تطوق المدينة، وتهدد السكان بأن يغتصب المرتزقة نساءهم ما لم يستسلموا. ولا يتسنى التحقق من روايات الثوار، ولم يرد تعليق بعد من حكومة القذافي على ذلك.
يذكر أن زليتن إحدى ثلاث بلدات لا تزال تحت سيطرة الحكومة بين مصراتة الواقعة تحت أيدي المعارضين والعاصمة طرابلس، وفي حال سقوطها فقد تكون نقطة انطلاق تتيح للانتفاضة المناهضة للقذافي الانتشار من مصراتة أكبر معقل للثوار في غرب ليبيا إلى طرابلس.
من جهة ثانية ذكر متحدث باسم الثوار أن الكتائب قصفت لأول مرة مدينة غدامس المدرجة في قائمة التراث العالمي، والواقعة على بعد 600 كلم جنوب غربي العاصمة طرابلس على الحدود مع تونس والجزائر، لفتح جبهة جديدة في الحرب الدائرة منذ خمسة أشهر.
وقال الثوار أيضا إن واحة غدامس التي يقطنها نحو سبعة آلاف شخص -أغلبهم من البربر- تعرضت لهجوم عقب احتجاج مناهض للحكومة في البلدة يوم الأربعاء الماضي.
وقال المتحدث جمعة إبراهيم من بلدة الزنتان الواقعة تحت سيطرة الثوار في منطقة الجبل الغربي «قصفت قوات القذافي غدامس وفقا لشهود عيان في البلدة»، وأضاف «إنه انتقام على احتجاجات مناهضة للنظام».
وكان القذافي قد أفرغ البلدة من سكانها في تسعينيات القرن الماضي وانتقل قاطنوها إلى مبان حديثة، ولم يتضح ما إذا كان الهجوم استهدف البلدة القديمة التي يعود تاريخها إلى الحقبة الرومانية وتشتهر بمنازلها وقنواتها المائية ويطلق عليها لؤلؤة الصحراء.