من الأفلام القوية:فيلم «الجبل البكر» فيلم بإيقاع هادىء وأداء متميز لبطل الفيلم

مبعوث بيان اليوم الى مراكش: سعيد الحبشي

يناقش فيلم “الجبل البكر” للمخرج داكور كاري، أهمية  الجمال الداخلي للإنسان الذي يكمن في روحه وعمقه الأخلاقي، لا في مظهره الخارجي.
 يحكي الفيلم الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في  دورته الخامسة عشر،  وهو إنتاج مشترك بين إيسلندا والدنمارك، قصة رجل بدين يدعى  فوسي، يعيش حياة رتيبة في شقة صغيرة رفقة والدته.
 يعمل فوسي موظفا بسيطا في مطار بإحدى مدن أيسلندا، ويعاني من وزنه الزائد وشكله  الذي يفتقر إلى الجاذبية، غير أنه داخل هذا الشكل يسكن قلب طيب مستعد لفعل أي شيء  في سبيل إسعاد الآخرين وإرضائهم ولو على حساب نفسه.
 وقد حاول المخرج داكور كاري في هذا العمل الفني، إبراز جاذبية من نوع آخر  موجودة في شخصية فوسي، من خلال علاقته الطيبة بوالدته التي تعمل مصففة شعر،  وصديقها الذي يحاول مساعدته بواسطة دروس في الرقص. وأيضا من خلال نساء أخريات  سيتعرف عليهن مع توالي أحداث الفيلم.
 لم يدرك فوسي في البداية، أن دروس الرقص التي كان يكرهها ستغير مجرى حياته،  حيث ستظهر في حياته التي كانت تفتقد للمرح فتاة تدعى شون.
 تبدأ علاقة الصداقة بين فوسي وشون بالتدريج، فيقبل على دروس الرقص، ثم يحرص على  القيام بأي شيء من شأنه إسعادها، مكتشفا عن طريق هذه العلاقة الكثير من الصفات  التي لم يعلم أنها موجودة في داخله من قبل.
 ظهر نبل فوسيه وتقبله للآخر بما فيه من عيوب، في الكثير من المواقف الدرامية،  من بينها تحمله لطريقة تعامل زملائه في العمل معه، وتقبله لمحاولات مضايقتهم له  طوال الوقت، وتجنب البوح بآلامه وتسامحه اللامحدود، حتى مع الفتاة التي ستتخلى عنه  رغم كل ما قدمه لها من مساعدة ودعم.
 يرسم المخرج دائرة أخرى لتجسيد الروح الطيبة لفوسي، وذلك عبر بناء علاقة جميلة  مع الطفلة التي تسكن الجوار.
 لقد نجح مخرج هذا العمل الفني في استغلال كافة التفاصيل لخدمة فكرته الرئيسية  في الفيلم، مستندا على أداء مميز لبطل الفيلم وموسيقي تصويرية بالغة الإيحاء،  وأيضا من خلال الإيقاع الهادئ للفيلم الذي أدخل المشاهد لعالم “فوسي”.
 قام بتشخيص الأدوار في هذا الفيلم كل من كونار جونسون وإلمور كريستياندتير  وسيكوريونكيارتانسن وماركيت هيلكا جوهاندوتير وفارنويسكا أونا داكسدوتير وأرنار  جونسون وثورير سامندسن.

Related posts

Top