قال الكاتب والناقد والباحث المغربي المصطفى النحال، «إن مساري المهني في كل ما يتعلق بالكتابة، هو عبارة عن عمل يومي ودائم أقوم به، خاصة في النصوص ذات الطابع السردي، سواء أكانت رواية أو غيرها من الأجناس الحكواتية».
وأضاف الكاتب المغربي خلال جلسة عقدت بقاعة وجدة، تزامنا مع انطلاق فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الـ 24، أن هناك فرقا بين مقارنة نصوص تعود إلى التراث العربي السردي وبين نصوص قديمة، حيث تنطوي أولاها على تداخلات من بينها العقائدي والديني، في حين، تتداخل ثانيها مع نصوص مستمدة من حضارات أخرى غير عربية.
وأشار النحال، أن النصوص القديمة يمكن مقاربتها من الجانب اللغوي، عبر تخليصها من كل ما يمكن أن يشد النص إلى أصله العقائدي والديني مهما كانت الاختلافات.
واستطرد قائلا، «التخييل الروائي يكون واعيا على اعتبار أن الروائي، عندما يكتب حدثا فهو يكتبها انطلاقا من موقف أو رؤية أو اختبار في الكتابة والأسلوب وطريقة البناء، في حين، يبقى المتخيل هو بنية أنطولوجية تتحد خلال آلياتها ومكوناتها في كل من العجائبي والغرائبي والرموز والإشارات والإحالات، كبعض كتب التاريخ وعند بنمسعود بن خلدون.
وأكد النحال في ذات تدخله بالقول: «كتاب التوهم، هو كتاب ألفه رجل صوفي يدعى الحارث بن أسد، قد عاش في القرن الثالث هجري وكان معاصرا للجاحظ وابن حنبل، حيث أن الكتاب يتناول متخيلات شعبية تتعلق بالنار وعذاب القبر وسؤال الملكين وجهنم وحور العين وإلى غير ذلك من هاته المتخيلات، لكن مع تطعيم وتفخيم هذا المتخيل الجميلي على يد هذا القصاص وبطريقته الخاصة».
وأوضح الكاتب المغربي، أنه عندما يعود للموروث العربي القديم، كان دائما يتعامل معه كنص عادي، بغض النظر عن خلفيته، مستشهدا، بنص الإسراء والمعراج الذي لا يدرسه على شكل معجزة، بل على شكل سؤال وهو كيف خلقت هذه النصوص لنفسها قالبا سرديا وحكائيا؟
وحول ذات الموضوع، قال النحال: «بمجرد العودة إلى النصوص القديمة، تجد مشاهد من قبيل يوم القيامة ومشاهد الجنة، الشيء الذي يحيل على تأويلات عديدة تتداخل فيها العديد من المكونات أبرزها العقائدي والديني، وهو ما يجعل الكتاب والقصاصين يدمجونها في واقع سردي متسلسل.
عادل غرباوي
تصوير عقيل مكاو