انهزم الفريق الوطني المغربي لكرة القدم مساء يوم الثلاثاء في رابع مقابلة إعدادية له تحت قيادة المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش، وكانت أمام منتخب الغابون بملعب طنجة الكبير.
الهزيمة كانت بثلاثة أهداف لاثنتين، أمام جمهور فاق عدده العشرين ألفا، خرج مستاء من عرض سلبي قدمه اللاعبون الذين اعتمد عليهم هذا المدرب الذي تعلق عليه الكثير من الآمال.
أخطاء قاتلة في الدفاع، تمريرات خاطئة وسط الميدان، ضياع فرص سهلة في الخط الأمامي، تخبط بمختلف الخطوط، سلبية في الأداء، وجزئيات صغيرة غارقة في الفرديات الزائدة، كلها معطيات، أعطتنا صورة قاتمة عن حالة منتخب يراهن عليه للمنافسة قاريا والوصول إلى الواجهة الدولية.
صحيح أن اعتزال مجموعة من اللاعبين أساسيين، والاستغناء عن آخرين، وتوجيه الدعوة لعناصر كان حضورها متقطعا، أضف إلى ذلك الإصابات التي لحقت بالبعض، عوامل ساهمت في هذه الرجة التي يعيشها المنتخب حاليا، إلا أن هذا ليس مبررا أن يظهر الفريق فاقدا للمناعة وغير قادر على التنافس.
فكل من تابع المباراة ضد الغابون، خيل له أن اللاعبين يلتقون لأول مرة، لا انسجام ولا تكتيك واضح، أداء غارق في الفرديات والمراوغات الزائدة، إلى حد التهور، وجاءت هدايا خط الدفاع لتزيد من نسبة التواضع التي ظهر بها الفريق الوطني.
والغريب أن المنتخب لم يراكم أشياء إيجابية بعد أربع مقابلات أعدادية، اثنتان بمراكش أمام كل من النيجر بوركينافاصو، وثالثة بوجدة ضد ليبيا، ورابعة كانت بطنجة ضد الغابون، على بعد حوالي شهر من مقابلة موريتانيا بالرباط، والتي تدخل ضمن تصفيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي ستجرى الكامرون سنة 2021.
وفي الوقت الذي كان فيه المدرب وحيد مطالبا بالاشتغال في صمت، والتركيز على العمل الذي ينتظره، زج بنفسه وسط “بوليميك” عقيم، أثار سخط مختلف الأوساط الرياضية، والتي رفضت أحكام القيمة التي وزعها يمينا ويسارا خلال خرجاته الإعلامية غير المحسوبة، خاصة فيما يتعلق بقيمة اللاعب المحلي مقارنة بكل ما هو قادم من الدوريات الأوروبية.
مجمل القول، فإن بداية المدرب الجديد غير مشجعة تماما، في جمود في الأداء، سلبية في التواصل، وعناد في المواقف، وكل هذه الحيثيات كافية لتجعل المنتخب المغربي خارج السياق، وغير قادر على إظهار صورة إيجابية تطمئن الأوساط الرياضية العاشقة حتى النخاع لفريقها الوطني.
محمد الروحلي